أفادت القناة "14" الإسرائيلية، أن رئيس جهاز الشاباك التابع للاحتلال، رونين بار، قد يعلن استقالته خلال الأيام القادمة، على خلفية معركة "طوفان الأقصى" التي بدأت فجر يوم 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، وسط تحذيرات من تداعيات عاصفة قوية تضرب بأركان الجيش وتدفع به إلى الهاوية.
وقالت القناة الإسرائيلية، إن موجة الاستقالات التي بدأت برئيس الأركان هيرتسي هاليفي وقائد الجبهة الجنوبية في جيش الاحتلال يارون فينكلمان، ستؤدي إلى استقالات أخرى وستؤثر على العودة للقتال في غزة.
وأمس الثلاثاء، أعلن هيرتسي هاليفي، في بيان، عن استقالته من منصبه. موضحًا أنه أبلغ وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، بإنهاء ولايته بحلول 6 آذار/ مارس المقبل.
وحفّزت هذه الاستقالة، قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، يارون فينكلمان، الذي أبلغ رئاسة هيئة الأركان، الاستقالة من الجيش، كما أعلنت المسؤولة عن النيابة العسكرية بالجيش، اللواء يفعات يروشلمي، الاستقالة من منصبها.
وسبق ذلك، استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أهارون هاليفا، الذي تحمّل مسؤولية شخصية عن الإخفاق الأمني الذي أدى إلى لعملية طوفان الأقصى الذي نفذته كتائب القسام على مستوطنات غلاف غزة.
وتشير تقديرات إسرائيلية، إلى أنّ المزيد من كبار الضباط بالمؤسستين العسكرية والأمنية وأجهزة الاستخبارات، سيقدمون استقالتهم، من بينهم قائد سلاح الجو تومر بار، وقائد سلاح البحرية، ديفيد ساعر.
وتأتي استقالة هاليفي مع تصاعد التوتر بالعلاقات بين المؤسسة العسكرية ورئاسة الأركان وبين الحكومة وخاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يسرائيل كاتس، الذي رفض قرارات أتخذها هاليفي، وطالبه بإنهاء التحقيقات العسكرية بشأن الفشل في 7 أكتوبر، وعدم إجراء تعيينات بالمناصب العليا بالجيش، وسط خلافات بشأن تجنيد اليهود الحريديم.
عاصفة وأزمة ثقة بالجيش..
ويرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن وقف إطلاق النار في غزة وبدء إطلاق سراح الأسرى يشير إلى تطورات بالجيش، وبعضها تأخر كثيرا، وهو إعلان رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية استقالتهما من منصبيهما وانتهاء خدمتهما العسكرية، من منطق تحمل المسؤولية الشخصية عن الإخفاق في منع معركة "طوفان الأقصى".
ورجح أنّ إعلان هاليفي سيعقبه المزيد من الاستقالات لكبار الضباط، وسط تعزيز تأثير وتدخلات ونفوذ السياسيين على رئاسة الأركان، وهو ما سينعكس على الصورة الشاملة للجيش الإسرائيلي.
وأوضح أن هاليفي سوف يورث لخليفته جيشا لا يزال غارقا في أزمة حادة، وهي نتيجة مباشرة لأحداث السابع من أكتوبر، والإخفاق في تحقيق أهداف الحرب، دون أن تكون هناك تحقيقات عسكرية معمقة بأسباب الفشل، بينما ظلت التوترات الداخلية الحادة.
فيما رأى الباحث بالشؤون الأمنية والعسكرية في معهد أبحاث "الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، عوفر شيلح، أنّ "استقالة هاليفي تعكس أزمة الثقة بالجيش، وسيكون لها ارتدادات على مستوى كبار الضباط".
ويعتقد هاليفي الذي أعلن مباشرة تحمل المسؤولية عن الإخفاق والفشل بأحداث 7 أكتوبر، أراد تحقيق بعض الإنجازات العملياتية، لكن التأخير في التحقيق العسكري بأسباب الفشل بالحرب، وامتناع القادة السياسيين عن تحمل المسؤولية، "أدى إلى إضعاف الانضباط وتصدع الثقة بين الرتب الميدانية والقيادة العليا بالجيش".
ورجح أن إلى استقالة هاليفي وكذلك تدخل السياسيين بالمؤسسة العسكرية، سواء على مستوى التعيينات أو حتى الخطط العسكرية، سيكون لها تداعيات خطيرة على صورة الجيش بالمستقبل، حيث إن التعيين غير المناسب، والذي قد ينظر إليه على أنه محاباة في نظر رئيس الوزراء أو أي شخصية سياسية أخرى، قد يؤدي إلى أزمة بالجيش لم تشهد إسرائيل مثلها منذ "ثورة الجنرالات" خلال حرب 1948.
ولا يستبعد أن تؤدي استقالة هاليفي وفي ظل تعاظم تدخل كاتس ونتنياهو، في شؤون المؤسسة العسكرية، إلى المزيد من الاستقالات بصفوف كبار الضباط والتي ستكون ككرة الثلج، التي قد تسهم بتقويض وتفكيك هيئة الأركان العامة، وكسر الروح المعنوية للقيادة العليا بالجيش الإسرائيلي والدفع بها نحو الهامش.