اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مراسل قناة شبكة الجزيرة الإخبارية، محمد الأطرش، بعد مداهمة منزله في ميدنة الخليل، بعد رفضه التوقف عن تغطية العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 3 أيام على مدينة جنين ومخيمها.
وأكدت عائلة "الأطرش"، في تصريحات إعلامية اليوم الخميس، اطلعت "وكالة سند للأنباء" عليها، أن ابنهم يخضع للتحقيق داخل نيابة مدينة الخليل بالضفة الغربية، وأشارت إلى أنه سيتم نقله إلى محكمة مدينة الخليل لمحاكمته على خلفية تغطيته للعدوان الإسرائيلي على مدينة جنين، ورفضه التوقف عن نقل الأحداث هناك لقناة الجزيرة.
من جانبها، قالت هيئة الدفاع عن "الأطرش" إن الأجهزة الأمنية ترفض طلب زيارته في مقر احتجازه بالخليل، إلى ذلك، وقررت النيابة العامة الفلسطينية تمدد توقيف مراسل قناة الجزيرة بالضفة "الأطرش" لـ48 ساعة.
بدورها نددت رابطة شباب عائلة أبو اسنينة، باعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية لابنها الصحفي محمد الأطرش أبو اسنينة، على خلفية عمله الصحفي وتغطيته الميدانية للاجتياح الوحشي الذي نفذه الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها.
وقالت في بيان لها، اطلعت "وكالة سند للأنباء" عليه، إن عملية الاعتقال تمثل تعدياً على حرية الصحافة وعلى حقوق "محمد" الذي قدم الكثير في سبيل خدمة قضيته الوطنية، و"محمد" ليس مجرد صحفي يؤدي واجبه بإخلاص، بل هو أسير محرر ضحى من أجل وطنه، وهو شقيق الشهيد أحمد الأطرش، وابن شقيق الشهيد أكرم الأطرش.
واعتبر البيان أن اعتقال "محمد" لا يستهدف فقط شخصه، بل نعتبره إساءة لعائلتنا بأكملها ولتاريخها النضالي الطويل ضد الاحتلال، ونحمل الجهات الأمنية الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن سلامة ابننا ونطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه.
وكانت لجنة وزارية مشتركة، مكونة من وزارات الثقافة والداخلية والاتصالات، قد قررت تجميد أنشطة قناة الجزيرة في فلسطين، مطلع الشهر الجاري، بما يشمل وقف بثها وتعليق عمل مكتبها والعاملين معها بشكل مؤقت، إلى حين تسوية أوضاعها القانونية وفق الأنظمة والقوانين المحلية.
من جانبها، أدانت "الجزيرة"، دهم الأجهزة الأمنية منزل مراسلها "الأطرش" واعتقاله صباح اليوم الخميس، لمجرد قيامه بواجبه المهني كصحفي.
وقالت شبكة "الجزيرة"، إن احتجاز "الأطرش" يأتي بعد منعه من مواصلة تغطية الاجتياح الإسرائيلي لمدينة جنين بالضفة الغربية، واعتبرت أن ما أقدم عليه الأمن الفلسطيني لا يفسر إلا كمحاولة لحجب التغطية الإعلامية لهجوم الاحتلال على جنين.
وأشارت إلى أن الإجراءات التعسفية من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية "تتماهى للأسف مع استهداف الاحتلال لشبكة الجزيرة".
وثمنت الشبكة المواقف والأصوات الحقوقية المتضامنة والمدافعة عن مراسلها محمد الأطرش وعن حرية الصحافة.
وطالبت السلطة الفلسطينية بالإفراج الفوري عن "الأطرش" والتوقف عن استهداف صحفييها، وحمّلتها المسؤولية الكاملة عن سلامة وأمن جميع موظفينا في الضفة الغربية.
وشددت على أن مثل هذه الممارسات لن تعيق تغطيتها المهنية المستمرة للحقائق التي تتكشف في الضفة الغربية.
ومنذ ثلاثة أيام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومحيط مخيمها، في إطار عمليتها العسكرية المستمرة التي أسمتها "السور الحديدي"، والتي أسفرت عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى.