قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة د. خليل الحية، إن قادة الحركة الشهداء قدموا أرواحهم رخيصة من أجل حرية فلسطين، وقدموا التضحيات من أجل رفعة دينهم ووطنهم، وإنهم تركوا خلفهم جيلا قادرا على إكمال المسيرة التي بدؤوها.
ونعى الحية، في كلمة مصورة مساء اليوم الجمعة، قادة "حماس" الشهداء الذين أعلنت الحركة عن استشهادهم خلال معركة "طوفان الأقصى"، معزيا الشعب الفلسطيني وكلَّ الأمة "بهذا المصاب الجلل والفقد العظيم".
وقال: "تألَّمنا بوصول الأنباء المتتالية عن ترجل الشهداء القادة الذين عرفناهم وخبرناهم عن قرب ولسنوات طويلة، أمناءَ على قضيتهم ومصالحِ شعبهم العليا".
وأضاف: "عزاؤنا أنهم رحلوا شهداءَ، ما وهنوا وما ضعُفوا وما استكانوا، بل كانوا في الطليعة المؤمنة المجاهدة التي خاضت غمار هذه المعركة بكل شموخٍ واقتدار".
وبين أن المقاومة قررت أن تعلن بشكل رسمي بعد أن توقفت المعارك، عن استشهاد عدد من القادة الكبار "بعد أن أدَّوا الأمانةَ، وسلَّموا الراية مرفوعةً لجيل جديد من القادة الصناديد، ليستكملوا المسير نحو القدس والأقصى، ويعبِّدوا الطريق للعودة الكبرى".
وأشاد الحية بالتضحيات التي قدمها القادة الشهداء، مبينا أن الحركة "عوَّدتْنا وعوَّدتْ شعبَنا أن نكون في طليعة الشهداء، ونلتحمَ مع شعبنا في نفس الخندق، ونشاركَهم التضحيات، فاختلطت دماءُ وأشلاءُ قادتنا مع دماء وأشلاء شعبنا".
وتابع: "قادتُنا يقدمون أرواحهم رخيصةً في سبيل الله مع الجند، لا يهابون الموت، مشتبكين مع العدو في الصفوف الأولى على طريق المقاومة من أجل فلسطين حرةً أبيَّة".
وأشار إلى أن قادة "حماس" الشهداء "خاضوا الملاحم البطولية والتضحيات الأسطورية في سبيل الله مع الآلاف من الكوادر والجنود من كتائب القسام، وإخوانهم من الفصائل المقاومة الأخرى، ومن أجل رفعة دينهم ووطنهم، ولم يتركوا الرايةَ لتسقط أو البوصلةَ أن تنحرف.
وأضاف أن هذه الكوكبةُ من القادة الشهداء، "جادت بدمائها بلا أي تردد، بعد أن أذاقوا العدو الويل والثبور لسنين طويلة".
وتابع: "سيذكر التاريخُ أن أبطالَ كتائبِ القسام والمقاومةِ أركعوا العدو وجاؤوا به جاثيًا على ركبتيه، كما عاهدوا شعبَنا وأوفَوا بالعهد وأبرُّوا بالقَسَم".
وخصّ الحية بالذكر الشهيد محمد الضيف قائد أركان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" الذي وصفه بـ "قائدَ الجهادِ والمقاومةِ"، لافتا إلى أنه "بدأ جهادَه في مرحلة لم نكن نملك فيها البنادق ولا الرصاص، ولم يكن لدى حماس وقسامها إلا الرؤيةَ السديدةَ والإرادةَ الصلبة".
وأضاف أن القائد "الضيف" استطاع مع إخوانه بناءَ جيشٍ تعجز عن فعله كثيرٌ من الجيوش حول العالم، "جيشٌ يضرب العدو بلا تردد، ويقتحم الحدود ويسطِّر المعاركَ والبطولات".
وتحدث الحية عن القادة الشهداء مروان عيسى، وأيمن نوفل، وغازي أبو طماعة، ورائد ثابت، ورافع سلامة، وأحمد الغندور، مبينا أن كلا منهم "كانت له بصمتُه الخاصة، ودورُه الكبير في هذا البناء العظيم".
وأشار إلى دورهم في معركة "طوفان الأقصى" التي كانت "العلامةَ الفارقةَ ما بين الممكن والمستحيل، حيث أثبت صانعو الطوفان أنه لا مستحيل أمام شعب يناضل من أجل حريته، ومقاومةٍ تملك قرارها وإرادتها وسلاحها".
وأضاف أن الشعب الفلسطيني ومقاومته حققوا أهدافَهم من معركة "طوفان الأقصى"، "وفي مقدمتها تمريغُ أنفِ هذا الكيان الغاصب في التراب بقوة الله، وإسقاطُ هيبته ككيان لا يُهزم، وهيبةِ جيشهِ كجيش لا يُكسر، وأصبحت هزيمةُ الكيان ممكنةً، وتحريرُ فلسطينَ كلِّ فلسطينَ ممكنًا".
ولفت إلى ما أنجزته المقاومة من تحرير الأسرى تباعًا، وخروج جنود الاحتلال من غزة "أذلَّةً صاغرين، تلاحقهم ضرباتُ المقاومين".
وتطرق الحية إلى قادة الحركة الشهداء الذين استطاعوا توجيهِ دفتها في ظل حسابات دقيقة، وعبور المراحل القاسية والتحديات الصعبة، وفي مقدمتهم الشهداء إسماعيل هنية، ويحيى السنوار، وصالح العاروري، مبينا أنه "كانت لكل واحد منهم بصمتُه وجهدُه المبارك في مسيرة هذه الحركة المعطاءة".
وأضاف أن الحركة فقدت هؤلاء القادة وخبرتهم، "ولكن حسبُنا أنهم ارتقوا شهداءَ في هذا الطوفان الهادر، مقبلين غير مدبرين، واثقي الخطى نحو ربٍّ كريم".
وأكد أن هؤلاء القادة "تركوا من خلفهم جيلًا تربَّى على موائد القرآن، وفي ساحات الجهاد والمقاومة، جيلًا لديه من الوعي والفهم والإرادة ما يُمكنه من إتمام المسيرة، وإكمال ما بدأه القادةُ المؤسسون، وعلى رأسهم الشيخُ المؤسس أحمد ياسين".
وختم الحية كلمته بالقول: "نعاهد الله ونعاهد شعبنا أن نبقى على ذات الدرب، وأن نقضيَ على ما مات عليه القادةُ المؤسسون".