الساعة 00:00 م
الأربعاء 05 فبراير 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.44 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.7 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خسائر الحركة الرياضية خلال الحرب على غزة

محمد الضيف.. الزوج والأب الحاني على لسان زوجته "أم خالد"

وسط عدد لا يحصى من الأمراض المؤلمة

ترجمة خاصة.. Mondoweiss: الأمراض والعلل هي الثمن الخفي للإبادة الجماعية في غزة

حجم الخط
الأمراض في غزة
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

سلط موقع Mondoweiss الأمريكي، الضوء على تفشي الأمراض والعلل في قطاع غزة بوصفها "الثمن الخفي" لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي استمرت أكثر من 15 شهرا.

وأبرز الموقع أنه من التهاب الكبد إلى الجرب والتسمم الغذائي، تسببت الحرب في عدد لا يحصى من الأمراض المؤلمة ذات العواقب المدمرة والمميتة في بعض الأحيان على الصحة الهشة للفلسطينيين في غزة.

وقال الموقع إن الحرب لا تقتصر على تدمير المباني وتهجير السكان، بل هي مأساة إنسانية تخلف عواقب مادية طويلة الأمد على الأفراد والمجتمعات.

فقد أدت الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المستشفيات والقيود الإسرائيلية الصارمة على دخول المساعدات إلى غزة على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية إلى ترك قطاع الرعاية الصحية غير قادر على توفير الرعاية الطبية اللازمة بسبب نقص الموارد الطبية والبشرية.

وقد تم تدمير العديد من المستشفيات، بينما أغلقت مستشفيات أخرى بسبب القصف أو نقص الإمدادات الأساسية. وواجه الأطباء والممرضات ضغوطًا هائلة، حيث تعاملوا مع أعداد هائلة من المرضى وسط نقص حاد في المعدات والأدوية.

 كما أخضعت القوات الإسرائيلية العاملين الطبيين لانتهاكات شديدة، مما أسفر عن قتل العشرات من الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وسجن وتعذيب الكثيرين غيرهم.

وقد أدت الحرب في غزة إلى انتشار العديد من الأمراض بسبب البنية التحتية المدمرة، والتلوث البيئي، ونقص الخدمات الصحية الأساسية، واكتظاظ مخيمات اللاجئين وملاجئ النازحين، ونقص المياه والكهرباء.

وتم رصد أن هذه الأمراض أصبحت جزءًا من الخسائر الخفية للحرب، مع عواقب حقيقية وطويلة الأمد على المتضررين. وفي حين أن وقف إطلاق النار ساري المفعول حاليًا، فإن الوضع الصحي لا يزال هشًا للغاية في غزة، حيث لا تزال الظروف غير الصحية تشكل خطرًا، حتى مع توقف القنابل.

التهاب الكبد الوبائي أ والتسمم الغذائي

يعد التهاب الكبد الوبائي (أ) أحد أكثر الأمراض انتشاراً في غزة، وينجم عن شرب المياه الملوثة. ومع تدمير إسرائيل لشبكات المياه والصرف الصحي في غزة، لم يعد أمام السكان خيار سوى الاعتماد على مصادر المياه الملوثة للبقاء على قيد الحياة، مما أدى إلى انتشار الفيروس على نطاق واسع.

ولجأ آلاف الفلسطينيين إلى المدارس المزدحمة أو المستشفيات أو المخيمات، حيث لا يوجد في المتوسط ​​سوى حمام واحد لكل 700 شخص، مما تسبب في انتشار المرض كالنار في الهشيم.

تبدأ الأعراض بالتعب الشديد وإرهاق الجسم والغثيان والقيء وعدم القدرة على تناول أي شيء. ومن المؤسف أنه لا يوجد علاج لالتهاب الكبد الوبائي أ، وقد يستغرق التعافي منه أسابيع أو أشهر.

وقد أدى نقص الكهرباء وتدمير الاحتلال الإسرائيلي للبنية التحتية لتخزين ونقل المواد الغذائية إلى تلف كميات كبيرة من المواد الغذائية في غزة، الأمر الذي يتسبب بدوره في انتشار التسمم الغذائي بين السكان، وخاصة في ملاجئ النازحين المكتظة.

ومع مواجهة غزة للمجاعة، فإن الأغذية الملوثة تشكل خطراً رهيباً على مئات الآلاف من الناس الذين يعانون بالفعل من المجاعة مع قلة الخيارات لإطعام أنفسهم.

كما انتشر الجرب والقمل والالتهابات الجلدية الفطرية على نطاق واسع بسبب نقص المياه النظيفة ومرافق ومنتجات النظافة الشخصية المتاحة في ملاجئ النازحين.

وبحلول يوليو/تموز 2024، أفادت منظمة الصحة العالمية أن نحو 150 ألف شخص أصيبوا بأمراض جلدية بسبب الظروف المعيشية البائسة في غزة.

إلى ذلك أدى استنشاق الدخان والغبار الناجم عن المباني المنهارة، إلى جانب العيش في ملاجئ غير صحية، إلى انتشار التهابات وأمراض الجهاز التنفسي على نطاق واسع في غزة.

وقد أدى التعرض للدخان أيضًا إلى تفاقم المشكلات الموجودة مسبقًا لدى أولئك الذين يعانون بالفعل من الربو أو غيره من أمراض الرئة المزمنة - مع عواقب مميتة في بعض الأحيان.

العواقب الصحية طويلة المدى

وإلى جانب المعاناة المباشرة، تخلف الحرب الإسرائيلية آثاراً دائمة على صحة الناجين. فقد أصبحت أمراض الجهاز التنفسي الناجمة عن استنشاق الغبار والدخان، والتهابات الجلد المزمنة، والأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي أ، جزءاً من الحياة اليومية في غزة.

ولا يحمل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية خطر التسمم الغذائي فحسب، بل ويضعف أيضاً الجهاز المناعي، ويزيد من التعرض للأمراض وظروف المعيشة القاسية. ويواجه المرضى الذين يعانون من حالات صحية وراثية أو مزمنة مثل مرض السكري وأمراض مثل السرطان أيضاً عواقب عدم قدرتهم على الوصول إلى العلاج المنقذ للحياة لأكثر من عام.

إن هذه الأمراض ليست مؤقتة فحسب؛ بل إن آثارها الجسدية والنفسية سوف ترافق المريض لفترة طويلة، إن لم يكن مدى الحياة. إن الافتقار إلى القدرة على الوصول إلى العلاج والموارد في المستشفيات يضطر الأطباء والممرضات إلى إعطاء الأولوية لحالات معينة على حالات أخرى بناءً على شدتها. إن الوضع بعيد كل البعد عن الإنسانية.

وختم الموقع بأن قصص المرضى في غزة ليست مجرد إحصائيات، بل هي شهادات حية على المعاناة الهائلة التي تسبب فيها الصراع. لقد تأثرت كل أسرة بهذه الأمراض.

ورغم وقف إطلاق النار، فإن الوضع الصحي لا يزال حرجاً. فمعظم المستشفيات والمراكز الصحية مدمرة وغير قادرة على علاج المرضى. والآن أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى شاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وأسرة المستشفيات والوحدات الطبية المتنقلة والأطباء المتخصصين لتخفيف معاناة غزة. وبينما تباطأت آلة الحرب، فإن الظروف المعيشية المزرية التي خلقتها "إسرائيل" عمداً لا تزال تحصد الضحايا بصمت.