قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين اليوم الاثنين، إن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تنتهج سياسة التعذيب والإذلال المهين بحق معتقلي قطاع غزة، مستندةً إلى ذلك بشهادات جديدة نقلها لعدد من الأسرى الفلسطينيين خلال زيارتها لهم.
ونقل محامو "هيئة الأسرى" شهادات 11 معتقلاً من قطاع غزة، تمت زيارتهم مؤخراً في معسكرات "سديه تيمان، نفتالي، عناتوت، وسجن النقب".
وأكدت "هيئة الأسرى" ونادي الأسير في تقريرٍ مشترك تلقته "وكالة سند للأنباء" أنّ شهادات المعتقلين غير منتهية، وتعكس مستوى جرائم التّعذيب المستمرة بحقّ معتقلي غزة في معسكرات وسجون الاحتلال الإسرائيليّ.
وبحسب شهادات الأسرى، فقد اتبعت إدارة السجون أساليب الشبح على جدار المعسكر لساعات طويلة، أو اعتداءات الكلاب، أو استخدام الصاعق الكهربائيّ، والجرائم الجنسيّة، وغرفة الديسكو، وغيرها العديد من الأساليب.
وفي إشارة إلى التعذيب النفسي والإهانة، فقد أجبر جنود الاحتلال الأسرى على شتم أنفسهم، والغناء باللغة العبريّة، وتصويرهم مع العلم الإسرائيليّ.
وشملت أساليب التعذيب، انبطاح الأسرى أرضاً على بطونهم وهم مقيّدو الأيدي للخلف، أثناء مرور أحد السجّانين.
شهادات العذاب يرويها المعتقلون..
ونقل المعتقلون ما تعرضوا له من عمليات تعذيب وإذلال وتنكيل خلال عمليات اعتقالهم من غزة، وفترات التحقيق القاسية، كذلك تفاصيل إحضارهم إلى الزيارة التي تعكس مستوى الإذلال الذي يتعرض له المعتقلون.
وتعمدت إدارة سجون الاحتلال تقييد الأسرى باستمرار من الأطراف، كذلك تحويل حاجاتهم إلى أداة للتعذيب والتنكيل، في مستوىً متصاعدٍ بشكل غير مسبوق، خاصةً بعد حرب الإبادة على قطاع غزة.
وروى المعتقل "ي.ف" أنه تعرض لتعذيب مهين بدءاً بطريقة إحضاره للزيارة، حيث عمد الجندي الإسرائيلي سحبه بطريقة مهينة من سترته التي بدت أكبر من حجمه بكثير.
وبحسب "الهيئة" فلم يتمكن المحامي من رؤية وجه المعتقل إلا بعد أن أزال العصبة عن عينيه، وفي حينه بدا على الأسير استغرابه من الضوء.
واستكمل الأسير روايته لمراحل التعذيب قائلاً: إنه تعرض لتحقيق "الديسكو" في معسكر "سديه تيمان"، كما هو الحال المتبع بحق معتقلي قطاع غزة.
وتحقيق "الديسكو" هو تحقيق يتعرض فيه المعتقل للموسيقى الصاخبة بشكل مستمر لمدة يومين.
وأشار الأسير في نقل روايته إلى أن الاحتلال عقد له جلسة بعد 30 يوماً من اعتقاله مدتها 5 دقائق، دون أن يفهم منها أي تفصيل أو سبب لاعتقاله.
وأكد أنه بعد نقله إلى معتقل "عناتوت" تعرض لظروف مهينة، حيث يبقى المعتقلون معصوبي الأعين ومكبلين الأيدي طوال الوقت، كما يُمنع على أي معتقل الحديث مع أي معتقل آخر.
ضربٌ وشَبْح..
إلى ذلك، روى المعتقل "م. ي" وهو أحد معتقلي غزة في معسكر"عناتوت"، تفاصيل اعتقاله في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر للعام 2024.
وأوضح أنه جرى نقله إلى معسكر "سديه تيمان" في بداية اعتقاله، وحُوّل لتحقيق "الديسكو" أربعة أيام وهو معصوب الأعين، بينما كان يُحقّق معه يوميا ثلاث ساعات.
ونقل تفاصيل تعرضه للضرب المبرح في معسكر "سديه تيمان" قبل نقله إلى معسكر "عناتوت"، الذي تسبب له بنزيف في أنفه.
وبحسب شهادة المعتقل، فقد خضع لجلسة محكمة بعد مرور نحو أسبوع، لمدة 3 دقائق فقط، دون أن يفهم أسباب اعتقاله.
وأفاد أحد الأسرى أنه حاول مرةً التكلم مع جاره، فأخذه الجندي إلى الشبك وأجبره على رفع يديه، كما نام طوال الليل في البرد القارس.
ونقل أسير آخر أنه تعرض لضرب مبرح، بينما كان جنود الاحتلال يجبرون الأسرى على الجلوس على الركب، مضيفاً "كانوا يضربوننا بالرجلين ويقف الجندي فوق ظهورنا، ومن كان يتحرك او يتكلم كان يُعلق على السياج حوالي 6 ساعات".
وشكّل معسكر "سديه تيمان" عنوانًا بارزًا لجرائم التّعذيب، والجرائم الطبيّة المروعة بحقّ معتقلي غزة، إضافة إلى ما حملته روايات وشهادات معتقلين آخرين مفرج عنهم عن عمليات اغتصابات واعتداءات جنسية فيه.