الساعة 00:00 م
الأحد 20 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

بين ساعة وأختها يتحول الفرح إلى بيت عزاء.. عن الحزن الذي دق باب عائلة الشهيد محمد الحدوش

حجم الخط
الشهيد محمد الحدوش
الخليل - وكالة سند للأنباء

لا تنفك رصاصات الاحتلال الإسرائيلي تلازم الفلسطينيين وتقتل أفراحهم وآمالهم المرتقبة، فلم تمض ساعات على فرحة الخطوبة التي ضج بها منزل عائلة الشاب محمد الحدوش من مخيم العروب شمال مدينة الخليل، حتى كانت رصاصة غادرة له بالمرصاد، حولّت ساعات الفرح لبيت عزاء وحزن مقيم.

وبينما لا زال الشهيد الشاب محمد الحدوش، يتلقى التهاني من أصدقائه عبر صفحته بموقع الفيس بوك؛ إثر عودته من أداء مناسك العمرة، وعقد قِرانه، حتى قطع أجواء الفرح تعليقاً لأحد أصدقائه: "الله يرحمه استشهد".

وارتقى الشاب محمد الحدوش (27 عاماً) يوم الأحد الماضي برصاص قناص إسرائيلي، خلال اقتحامٍ شرسٍ لمخيم العروب، تخلله إطلاق كثيف من النيران، وتعليمات إسرائيلية بإصابة وقتل أكبر عدد من الشبان.

"كأنه طير"..

"كأنه طير من رقة قلبه وليس إنسان يسير على قدميه" تصفه والدته بهذه الكلمات، وقلبها يتفطّر ألمًا على وداعه.

وتروي السيدة سينار عزيز والدة الشهيد "محمد" لـ "وكالة سند للأنباء"، آخر الدقائق لنجلها في البيت، حيث تسارعت خطواته نحو الباب عندما سمع بوجود جيش الاحتلال في المخيم، مُضيفةً بدهشة: "راح بعد ما رش علبة العطر كاملة على جسمه".

وتضيف أنّ آخر ما قاله لهم قبل خروجه متعطراً "يما، حُطُّوا الأكل، هيني راجع"، لكنه خرج خروجاً أبدياً دون أن تستطيع اللحاق به، ودون عودة (..) وسرعان ما كسرت لحظات الطمأنينة والفرح في البيت، مكالمة هاتفية "أخوك محمد تصاوب".

لكنه قلب الأم الذي لا يضل، راودها شعور أن "محمد شهيد وليس مصابًا"، مستكملةً حديثها " دخلت المستوصف، وأخبروني أنه مصاب، لكن عيونهم كانت تقول غير ذلك"، وما هي إلا دقائق حتى جاء إليها أحد أصدقاء ابنها باكيًا: "أنتِ من علمتينا الصبر، ويجب أن تصبري وتتحملي، محمد استشهد".

"كان يتمناها"..

الشهادة أمنية كانت حاضرة في قلب محمد ويرددها على لسانه دائمًا، وتشير والدته أنّه تحدث عنها كثيرًا بعد عودته من أداء مناسك العمرة، كما أنّه تقدم لخطبة فتاة فلسطينية تعيش في أمريكا وكان سعيدًا جدًا بهذه المناسبة.

وكأي أُمٍ تُريد أن تحتفل بابنها إذ أقامت له حفلة صغيرة في البيت وكان فيها العريس فرحًا جدًا، لكن الفرحة تحولت إلى حزن مقيم؛ بسبب آلة القتل الإسرائيلية.

واستحضرت في معرض حديثها، أخلاق محمد النبيلة وحنانه وعطفه على الصغير والكبير، كما أنّه كان يحرص على إكرام الضيف.

أما "فؤاد" شقيق الشهيد يقول لـ "وكالة سند للأنباء"، إنه كان من المقرر في يوم استشهاد "محمد" أن يحضر أفراد العائلة وأصدقائه لحفلة "تحلاية" بمناسبة خطوبته.

ويصف "فؤاد" استشهاد أخيه بـ"صدمة الفخر" التي تعرضت لها العائلة، بعد يوم من خطوبته، معزياً نفسه أنه التحق بركب 50 ألف شهيد في قطاع غزة.

ويعتبر أن الحضور الجماهيري في جنازة شقيقه، والتفاف سكان المخيم حول العائلة، خفف من وجع الفراق.

"محمد عزيز" يحمل إرث خاله الشهيد

وعُرف الشهيد "الحدوش" في مخيم العروب باسمه المركب "محمد عزيز" على اسم خاله الشهيد محمد عزيز رشدي، أحد أبرز مؤسسي "كتائب القسام" برفقة يحيى عياش ومحمد الضيف وخالد الزير، وفق ما أخبرت به عائلته.

وبحسب العائلة، فقد التحق "الحدوش" بخاله الشهيد محمد عزيز رشدي الذي ارتقى قبل 31 عامًا، لينال من اسم خاله ومآله نصيب.

وزفت جماهير فلسطينية في مخيم العروب "العريس" محمد ماجد الحدوش، شهيداً إلى مثواه الأخير، بدلاً من زفته إلى عروسه؛ ليتحقق ما كان يرنو إليه.

وخرج الآلاف من المواطنين في مخيم العروب والقرى والبلدات المجاورة؛ لتشييع الشهيد محمد الحدوش، بعد أن نُظِّم له موكب جنائزي بمراسم عسكرية، كونه عمل ضابطاً في جهاز الضابطة الجمركية برام الله، ثم ووري الثرى في مقبرة المخيم.

ومنذ مطلع العام الجاري 2025، استشهد 70 فلسطينيًا برصاص وصواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي في عموم الضفة الغربية، موزعين على كل من مدينة جنين، طوباس، نابلس، طولكرم، الخليل، بيت لحم، والقدس، وفق معطيات نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية.