الساعة 00:00 م
الثلاثاء 29 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.86 جنيه إسترليني
5.1 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.13 يورو
3.62 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدد شهداء الحركة الرياضية في ارتفاع متواصل

كيف انتزعت الحرب روح الأماكن في غزة وحولتها إلى مأوى للنازحين؟

اليوم غزة وغدا العالم

ترجمة خاصة.. الغارديان عن ترامب: المطور العقاري يرى علامات الدولار في أنقاض غزة

حجم الخط
ترامب.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

شنت صحيفة الغارديان البريطانية هجوما شديدا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقالت إنه ظهر كمطور عقاري يرى فقط علامات الدولار في أنقاض غزة التي دمرتها حرب إبادة جماعية إسرائيلية.

وحذرت الصحيفة من أنه أصبح من الواضح أن ترامب في ولايته الثانية "يدخل مرحلة توسعية خطيرة" في ظل أطماعه المعلنة ضد العديد من المناطق حول العالم.

وسلطت الصحيفة الضوء على المؤتمر الصحفي المشترك لدونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كأول زعيم أجنبي يزور البيت الأبيض في فترة ولاية ترامب الثانية.

وحظي نتنياهو بشرف ارتداء زي ماجا العتيق المكون من قميص أبيض وربطة عنق حمراء، في حين ارتدى ترامب ربطة عنق زرقاء سماوية. ولعل ترامب يرى في الزعيم الإسرائيلي شخصا شريرا.

منافسة نتنياهو كمجرم حرب

يواجه نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة منذ عام 2019؛ وأدين ترامب العام الماضي بـ 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلات تجارية.

كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة. وكما يتضح، يبدو أن ترامب عازم على منافسته في هذا الصدد أيضًا.

وبدأ ترامب بالتفاخر بكيفية بناء سفارة أمريكية "جميلة" في القدس المحتلة، والحديث عن سلفه وإشادة موظفيه.

حتى الآن، كان ترامب هو الذي فعل ذلك. ولكن بعد ذلك تحولت الأمور إلى شيء غريب. غريب جدًا.

إذ قال فجأة "لقد كانت غزة مكانًا سيئ الحظ لفترة طويلة" وكأنه يناقش منزلًا مسكونًا.

وتابع زاعما "إن التواجد في وجودها لم يكن أمرًا جيدًا على الإطلاق ولا ينبغي أن تمر بعملية البناء والاحتلال من قبل نفس الأشخاص الذين وقفوا هناك حقًا وقاتلوا من أجلها وعاشوا هناك وماتوا هناك وعاشوا حياة بائسة هناك".

وبينما كان نتنياهو ينظر، وربما كان يحاول كبح جماح نفسه من الضحك، تحدث ترامب عن بناء "مناطق مختلفة" في بلدان أخرى "بقلوب إنسانية" حيث يمكن لـ 1.8 مليون فلسطيني أن يعيشوا بدلاً من ذلك. وأضاف: "يمكن دفع تكاليف هذا من قبل البلدان المجاورة ذات الثروة الكبيرة".

تطهير عرقي

وتساءلت الغارديان "هل كانت هذه خطة أم فكرة خطة؟". ووعد ترامب بأن ذلك سيكون "شيئًا مذهلاً حقًا"، وهي إحدى الطرق لوصف التطهير العرقي.

ثم جاءت المفاجأة المذهلة. فقد أعلن ترامب: "ستستولي الولايات المتحدة على قطاع غزة، وسنقوم بعملنا هناك أيضًا. سنمتلكه".

ولم يستبعد الرئيس الانعزالي الذي ينادي بـ"أميركا أولاً" إرسال قوات أميركية للسيطرة على البلاد.

كان هذا أحدث مؤشر على أن ترامب يبدو وكأنه يدخل مرحلة توسعية جديدة وخطيرة. في هذه المرحلة قبل ثماني سنوات، كان ترامب غارقًا في مخاوف تافهة مثل الكذب بشأن حجم حشد تنصيبه أو محاولة حرمان الأميركيين من الرعاية الصحية.

لكن في ولايته الثانية يلعب ترامب على مسرح أعظم تمامًا.

وقال إن كندا يجب أن تصبح الولاية رقم 51، مما أثار ضحكًا عصبيًا من الكنديين تبعه رعب عندما اتضح أنه لم يكن يمزح.

وقد هز الدنمارك بقوله إنه يجب عليها بيع جرينلاند وأزعج بنما بتعهده باستعادة القناة، كما أعاد تسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا، وفي خطاب تنصيبه، تحدث عن "المصير الواضح" بإطلاق رواد الفضاء الأمريكيين لزرع النجوم والأشرطة على كوكب المريخ.

مطور عقاري شجع

ذكرت الغارديان أنه عندما وصل المؤتمر الصحفي إلى مرحلة الأسئلة والأجوبة، أصبحت دوافع ترامب الحقيقية واضحة. فقد قال عن غزة: "سوف نستولي على المكان ونطوره، ونخلق الآلاف والآلاف من فرص العمل، وسوف يكون ذلك شيئاً يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به".

وعلقت الصحيفة "بالطبع. في النهاية، لا يزال ترامب هو ذلك المطور العقاري الجشع الذي يرى علامات الدولار وسط الأنقاض ويأسه".

وتابعت مخاطبة ترامب "آه يا سيد العلامات التجارية. من سيخبر الفلسطينيين أن ممتلكاتك وأعمالك في الكازينوهات أعلنت إفلاسها عدة مرات، وأن جامعتك واجهت دعاوى قضائية متعددة بتهمة الاحتيال، وأن مؤسستك شوهت سمعتها بسبب فضيحة، وأن شركتك أمرت بدفع أكثر من 350 مليون دولار في محاكمة مدنية بتهمة الاحتيال في نيويورك؟".

من الواضح أن نتنياهو لا يهتم، حيث أشاد بترامب ووصفه بأنه "أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق"، وقال إن خطته بشأن غزة - التي يعارضها الفلسطينيون والدول المجاورة بشدة - "تستحق الاهتمام" و"يمكن أن تغير التاريخ".

كما قدم نتنياهو هذه التحية لترامب والتي سوف تجد صدى لدى أنصاره المتحمسين: "لقد وصلت إلى صلب الموضوع. لقد رأيت أشياء يرفض الآخرون رؤيتها. لقد قلت أشياء يرفض الآخرون قولها. وبعد أن يندهش الناس، يحكون رؤوسهم ويقولون، "كما تعلمون، إنه على حق".

لكن هذه المجموعة لا تشمل كريس مورفي، السيناتور الديمقراطي الذي رد على اقتراح ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: "لقد فقد عقله تماما".

وختمت الغارديان "لقد مضى أسبوعان فقط ويبدو أن ترامب عازم على جعل فيلم "الإمبراطورية ترد الضربة" أو "العراب الجزء الثاني" أو "المدمر 2: يوم القيامة" من الفترات الرئاسية: تكملة تتفوق على الفيلم الأول. اليوم غزة، وغدا العالم".