رفضت دول ومنظمات عربية، اليوم الأربعاء، مخططات تهجير سكان قطاع غزة وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء عليه.
وشملت المواقف الرافضة بيانات رسمية من السعودية، الإمارات، الأردن، مصر، سلطنة عمان، إضافة إلى فلسطين، الجامعة العربية، والبرلمان العربي.
وكان ترامب قد كشف، مساء الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن نية واشنطن فرض سيطرة مباشرة على قطاع غزة بعد تهجير كامل سكانه الفلسطينيين إلى دول أخرى.
وأشار ترامب إلى احتمال نشر قوات أمريكية للمشاركة في عمليات إعادة الإعمار بالقطاع، متحدثًا عن تصور يمنح الولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في غزة.
وعلى مدار قرابة الـ 16 شهرًا، دعمت واشنطن حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، والذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين منذ الـ 7 من أكتوبر 2023؛ مُخلفًا أكثر من 159 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأردن: رفض محاولات التهجير ودعوة لدعم الفلسطينيين
أكد الملك عبد الله الثاني خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أهمية تكثيف الجهود الدولية لدعم الشعب الفلسطيني وحمايته من سياسات التهجير والاستيطان.
وشدد على رفض الأردن القاطع لأي محاولات لضم الأراضي الفلسطينية أو تهجير سكان غزة والضفة الغربية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
مصر: دعم لتعافي غزة ورفض لتهجير السكان
من جانبه، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال لقائه مع رئيس وزراء فلسطين محمد مصطفى في القاهرة سبل تعزيز مشروعات إعادة الإعمار في قطاع غزة وتسريع وصول المساعدات الإنسانية، مع التأكيد على تمسك الفلسطينيين بأرضهم ورفضهم مغادرتها.
وأكد عبد العاطي على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً، مشدداً على ضرورة تحقيق حل دائم للقضية الفلسطينية وفق حل الدولتين.
السعودية: موقف ثابت ورفض للمساس بحقوق الفلسطينيين
إلى ذلك، أكدت المملكة العربية السعودية، عبر بيان لوزارة خارجيتها، أن موقفها الداعم لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ثابت وغير قابل للتفاوض.
وشدد ولي العهد محمد بن سلمان، خلال خطاب له أمام مجلس الشورى في سبتمبر 2024، على رفض المملكة لأي محاولات تهدف إلى المساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء عبر الاستيطان، ضم الأراضي، أو التهجير القسري.
الإمارات: التزام بدعم حقوق الفلسطينيين ورفض للتهجير
من ناحيتها، جددت الإمارات في بيان صادر عن وزارة خارجيتها تأكيد موقفها الراسخ في دعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
وشددت على رفضها القاطع لأي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم. كما دعت إلى ضرورة إيجاد أفق سياسي جاد يسهم في تحقيق حل دائم للقضية الفلسطينية، يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
سلطنة عمان: دعوة لاحترام حقوق الفلسطينيين ورفض خطط التهجير
أكدت سلطنة عمان، عبر بيان صادر عن وزارة خارجيتها، رفضها القاطع لأي محاولات تهدف إلى تهجير سكان غزة أو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشارت إلى أن هذه المحاولات تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وتهديداً لاستقرار المنطقة.
ودعت السلطنة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لحماية حقوق الشعب الفلسطيني وضمان إقامة دولته المستقلة على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
البرلمان العربي: تهجير الفلسطينيين جريمة ضد الإنسانية
أدان رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعية إلى السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه، واعتبرها انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية.
وأكد رفض البرلمان المطلق لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو فرض حلول غير عادلة، مشيرًا إلى أن التهجير القسري يعد جريمة ضد الإنسانية تعزز الصراع وتزيد التوتر في المنطقة.
باكستان: طرد أي أناس من أرضهم يناقض كل مبادئ القانون الدولي
صرّح مندوب باكستان في الأمم المتحدة خلال مقابلة مع الجزيرة أن "طرد أي شخص من أرضه يتناقض تمامًا مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي".
وأضاف أنه يأمل في التحرك نحو تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن استئناف القتال يجب أن يُعتبر أمرًا غير مقبول.
ودعا المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط على إسرائيل لفتح المعابر الإنسانية والسماح لوكالة الأونروا بمواصلة أعمالها الإغاثية في المنطقة.
غوتيريش: غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين
أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الفلسطينيين لهم الحق الكامل في العيش على أرضهم، مشددًا على أن غزة تُعد جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.
ورحب غوتيريش باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، مقدرًا جهود الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة، وأكد على أهمية استكمال تنفيذ الاتفاق.
وفي سياق آخر، شدد غوتيريش على ضرورة الوصول إلى حل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة تشمل غزة، مع التأكيد على رفض أي محاولة للتطهير العرقي.