الساعة 00:00 م
الثلاثاء 29 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.86 جنيه إسترليني
5.1 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.13 يورو
3.62 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدد شهداء الحركة الرياضية في ارتفاع متواصل

كيف انتزعت الحرب روح الأماكن في غزة وحولتها إلى مأوى للنازحين؟

بالصور عائدون من الموت إلى قسوة الحياة.. أهالي شمال القطاع يقاسون حياة ما بعد الحرب

حجم الخط
الدمار في غزة
غزة-وكالة سند للأنباء

"منذ أيام وأنا أنام في العراء، الرياح أتت على كل شيء"، لا كلمات يُمكنها وصف قساوة مشهد مئات العائلات الفلسطينية التي تبيت ليلها دون مأوىً يقيها برد الشتاء القارس ورياحه العاتية.

وكان النازحون العائدون من وسط وجنوب قطاع غزة إلى شماله في 24 يناير/ كانون الثاني، على موعدٍ مع مشاهد الدمار التي وُصفت بـ"الكارثية"، التي رافقتها المنخفضات والتغيرات الجوية، وبهذا الصدد قابلت "وكالة سند للأنباء" عدداً من العائدين الذين نجوا من الموت، لكنهم لم ينجوا من قساوة الحياة.

يقول حسام أحمد (42 عاما)، الذي عاد للعيش في مدينة غزة، بعد نزوح في جنوب القطاع، "إنّه نصب خيمته المهترئة أمام منزله المدمّر في حي الزيتون، ليأتي المنخفض الجوي ليُدمّر خيمته وخيام آلاف مثله".

وتابع: "منذ ليلتين، وأنا أنام في العراء بعد عودتنا من جنوب القطاع منذ عشرة أيام، دمرت الرياح كل ما صنعناه، الخيمة وفراشنا وأغراضنا، خسرنا كل شيء، ركضنا في الطرقات في الظلام وبين الركام، واستيقظنا صباحًا على واقع الحياة المرير في هذه المدينة".

ويعيش العائدون لقطاع غزة أياما مريرة بعد أن دمرت رياح المنخفض الجوي خيامهم، إلى جانب الدمار الهائل في البنية التحتية وكل مقومات الحياة التي أصبح الحصول عليها بمثابة مهامٌّ يومية شاقّة.

معاناة العائدين لغزة.jpg
 

ودمرت رياح المنخفض الجوي خيام المواطنين في شمال القطاع، وأغرقت الأطفال وهم نيام في ظل البرد القارس وانعدام الملابس، فيما ارتفعت حرارة بعض الأطفال الذين بدأوا بالتقيؤ والسعال.

ويُردف "أحمد"، خلال حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"،" الحياة هنا مستحيلة لا كهرباء ولا ماء ولا صرف صحي ولا اتصالات.. حتى المدارس ومراكز الإيواء لا يوجد فيها متسع، احنا بحاجة لتدخلات عاجلة لمعالجة البنية التحتية".

وبحسب هيئاتٍ محلية في غزة، فإن قوّات الاحتلال تماطل، منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، في السماح لمؤسساتٍ دولية بتوريد الوقود لشمال القطاع، من أجل إعادة تشغيل آبار مياه والتخفيف من معاناة المواطنين والأعباء اليومية للحصول على احتياجاتهم.

خيام النازحين.jpeg
 

ويشاطر محمد أيمن (38 عاما)، مع أسرته غرفة في منزله في ذات الحي، بعد نزوحٍ متكرّر في جنوب القطاع منذ اندلاع الحرب، ويقول لـ"وكالة سند للأنباء": "الحي مدمر كليًا، لكن الإقامة في منزل شبه مدمر أفضل من حياة الخيام".

ويكمل بحرقة:" نكابد من أجل تدبير شؤون حياتنا اليومية، فالأسعار هنا مرتفعة، رغم دخول المساعدات والبضائع التجارية..لا توجد خيام للناس ولا ماء، و لا مقومات حياة".

ويعتمد "أيمن"، على سيارةٍ متنقلة تصلهم كلّ عدة أيام وتوزع الماء مجّانًا للتزود بالمياه العذبة للشرب، أما مياه الاستخدامات المنزلية، يقول "إنها متوفرة على بعد شارعين ممتلئين بالركام والحفر، وأجد صعوبة في نقل المياه بالجالونات الكبيرة".

ظروف النازحين.jpg
 

ووفقاً للبروتوكول الإنساني، من المفترض أن يتم إدخال 60 ألف "كرفان"، و200 ألف خيمة مؤقتة لاستيعاب النازحين الذين دمّر الاحتلال منازلهم ووحداتهم السكنية، وأحيائهم السكنية.

وكان من المفترض إدخال 600 شاحنة يوميًا محملة بالمساعدات والوقود، بما يشمل 50 شاحنة وقود وغاز، و4200 شاحنة خلال 7 أيام، بالإضافة إلى إدخال معدات الخدمات الإنسانية والطبية والصحية والدفاع المدني، وإزالة الأنقاض، وصيانة البنية التحتية، وتشغيل محطة توليد الكهرباء والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل الخدمات الإنسانية في القطاع، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان سابق، إن محافظتي غزة والشمال بحاجة إلى 135 ألف خيمة وكرفان بشكل فوري حيث بلغت نسبة الدمار جراء الإبادة الجماعية ما نسبته 90 بالمئة في المحافظتين.

وطالب المكتب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية والدول العربية إلى فتح المعابر وإدخال المستلزمات الأساسية لإيواء الشعب الفلسطيني.