الساعة 00:00 م
الأربعاء 16 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.86 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.15 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"نتنياهو" والمفاوضات بشأن حرب غزة.. "لعبة تضييع الوقت"

ضحكة في وجه الحرب.. صانعو المحتوى في غزة يروّضون أوجاعهم بالفكاهة

ستة نعوش.. وقلب أبٍ لا يتّسع للفقد.. رصد تفاعل مؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي

الصحة لـ "سند": أي استهداف آخر للمنظومة الصحية بغزة يعني حكمًا بالإعدام على المصابين

بالصور المواصلات بغزة.. توقفت الحرب ولم تتوقف معاناتها

حجم الخط
المواصلات بغزة
غزة-وكالة سند للأنباء

لم يكن لديها وقتٌ للتفكير أصلًا، ساعة انتظار كاملة في شارع المغربي في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، كانت كفيلةً بجعلها توافق على أي عرضٍ يمكن أن يقدمه لها سائق عربة يجرها حيوان بشرط أن تصل لمستشفى المعمداني وسط المدينة قبل الواحدة ظهرًا.

"حسنًا، سآخذ منكِ أجرة راكبين، ما رأيك؟" سألها أحدهم بعد أن أوقف عربته وفيها من الركّاب ثمانية، نظرت ولاء أحمد (30 عامًا) نحو العربة المكتظة بالركاب وردّت على سؤاله بآخر: "لماذا اثنين؟! في عربتك مساحة لشخص واحدٌ شاغر".

أشار السائق الشاب إليها وأجاب: "يعني يختي تواخذينيش، مين بدو يوقفلك عشان تركبي اليوم، في غزة مافي مواصلات اليوم، احمدي الله إني وقفتلك؟". أومأت ولاء برأسها وتمتمت:"لا قوة إلا بالله، ماشي".

مرّت الدقائق التي استغرقتها المسافة بين الموقعين ثقيلةً على قلب "ولاء"، وهي التي لم يعد قلبها قادرًا على التعافي من صفعات الحرب الموجعة سريعًا، نظرتُ إلى وجوه الركاب الذين كانت تَشي بالهم والحمل الثقيل والمعاناة، كانت كل النظرات تحمل معنى "اصمتي ليس هناك ما يمكن فعله" ووجهٌ أدارته فداء إلى ناحية أخرى تستجدي الطريق المدمر أن ينتهي.

مواصلات2.jpeg

 

العثرة طريق

وتقول "ولاء" لـ"وكالة سند للأنباء"، "أصبح قطع مسافة داخل المدينة، والتي كانت تحتاج بالأصل لمدة خمس دقائق على أبعد تقدير، إلى ما يقارب الساعة من الزمن".

وتتابع: " الناس هنا يقطعون المسافات، لتلبية احتياجات أسرهم، من شراء احتياجاتهم من الأسواق، أو لتعبئة غالونات المياه، أو الوصول إلى أماكن شحن الهواتف النقالة".

وتشاطر الممرضة آلاء عبد الله (28 عاما)، ذات الأوضاع الصعبة مع الشابة "ولاء"، فتشير" إنها تنطلق إلى مكان عملها، في مستشفى الشفاء، من مكان سكنها بحي الزيتون، قبل ساعتين، لتصل في الموعد المحدد.

وتوضح: "إنني أقوم بذات الأمر في رحلة العودة، وأحتاج يوميا من ثلاث ساعات إلى أربع في رحلة المواصلات... نهاري كله بضيع في الذهاب والعودة لعملي".

وعندما تتأمل وسائل المواصلات المتوفرة على قلتها في مدينة غزة وشمالها، تجدها عربات متهالكة، ولا يحتاج صاحب وسيلة المواصلات إن وجدت وقتا طويلا حتى تمتلئ وسيلته بالركاب، فالعدد المتوفر أقل بكثير من احتياجات السكان.

مواصلات1.jpg
 

وعند مفترق "الصاروخ" في نهاية شارع الجلاء بغزة، وقف رجل في الخمسينات من العمر برفقة زوجته، وقد كان لتوه قد فرغ من زيارة اضطرارية لإحدى شقيقاته في مدينة غزة، وينوي العودة خيمته في جباليا.

بحث هذا الرجل كثيرا عن وسيلة مواصلات لزوجته، التي تعاني من خشونة في المفاصل، فيقول:" الحياة باتت صعبة جدا، الطرق مغلقة بالردم والركام لايوجد شيء سهل مقارنة بالحياة قبل الحرب.. الحمد لله".

ويضيف بنبرة غاضبة: "هكذا نعيش في غزة، لم يبق أكثر من هذا العذاب الذي نعيشه، شو بدو العالم منا؟".

ومنذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي، عاد عشرات الآلاف من النازحين بالعودة إلى مناطقهم التي هُجّروا منها، حسب ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"..

ولكن سكان شمال القطاع يعانون من أزمة في المواصلات، بفعل منع الاحتلال إدخال الوقود بكافة أشكاله منذ بداية الحرب التي بدأت في أكتوبر/تشرين الثاني 2023، كما فاقم من المشكلة تدمير قوات الاحتلال آلاف السيارات.