الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أقدم خياطي نابلس.. 65 عامًا خلف ماكنة الخياطة

حجم الخط
72192558_1061893310868803_5188569670390644736_n.jpg
أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

قبل أكثر من 65 عامًا بدأ الطفل قدري القمحاوي أولى خطواته نحو مهنة الحياكة، ومنذ ذلك العام لم يبرح الرجل مكانه خلف ماكنة الخياطة التي صارت جزءًا من حياته، ليحمل اليوم لقب أقدم خياطي مدينة نابلس.

القمحاوي (77 عامًا) في مشغله وسط نابلس، قال عن بداية مشواره مع هذه المهنة: "قرب منزلنا في حارة الفقوس بالبلدة القديمة، كان مشغل صغير للخياطة، وفي أحد الأيام طلب والدي، من صديقه الحاج نجيب الصدّر صاحب المشغل أن يُعلمني هذه المهنة".

من كناس إلى معلم

وتابع في حديث لـ "وكالة سند للأنباء": "منذ ذلك الوقت، عام 1954، بدأت أتعلم فنون الخياطة وتفاصيلها. كنت في البداية أكنس وأجمع بقايا القماش وأعمل القهوة والشاي وأكتفي بمراقبة مُعلّمي وهو يأخذ المقاسات ويقص الثوب بعد تحديده".

وأفاد: "كنت دقيق الملاحظة، سريع التعلم، ومع مرور الوقت وخلال 9 سنوات فقط أتقنت الحرفة التي تحتاج لكثير من الصبر ومجهود بدني من ألفها ليائها".

ويشير القمحاوي إلى أن العام 1963 كان محطة هامة في حياته، حيث استأجر محلًا في "دخلة طولكرم" بنابلس وبدأ يعمل لوحده في تفصيل بدلات الزفاف الرجالية، "كنت يومها في بداية العشرينات فقط".

قبل النكسة

وعن المرحلة التي سبقت نكسة 1967، أوضح: "كان الزبائن يأتونني من جميع أنحاء فلسطين، أغلبهم عرسان يريدون تفصيل بدلة الزفاف".

وأردف: "من بين الزبائن ضباط في الجيش الأردني يريدون تفصيل بدلاتهم العسكرية، كانت أجرتي لا تزيد عن 5 دنانير".

وذكر أن "أشهر رجب وشعبان ورمضان، كانت مرحلة ذهبية لا تتوقف فيها ماكينات الخياطة عن العمل من الفجر حتى ساعات المغيب، وكذلك الحال في العطلة الصيفية".

واستطرد: "حيث كان المغتربون يأتون من دول الخليج إلى المحل ومعهم قطع القماش الإنجليزية الممتازة، يريدون تفصيلها".

واقع الخياطة اليوم

وعن واقع مهنة الخياطة اليوم، أوضح القمحاوي: "مهنة الخياطة انتهت تقريبًا، نابلس التي كانت تشتهر بكثرة مشاغل الخياطة صارت اليوم بلا مشاغل، وأصحابها انتقلوا لمهن أخرى".

وتابع: "كثيرون هم الذين اتجهوا للعمل داخل إسرائيل، بعد أن مسحت البضاعة المستوردة والسياسات الاقتصادية الخاطئة ماضيهم الجميل".

وأضاف: "من بقي منهم عاضًا على جرحه حوّل اسم مشغله بكل حزن إلى مُصْلح ملابس، يرقع التركي ويُضيّق الصيني ويُقصّر الإسرائيلي".

ورغم عينيه الغائرتين ونظارته السمكية ويديه المرتعشة، غير أن أبا قصي يبدو بارعًا في إدخال الخيط الرفيع في خرم إبرة ماكنة الخياطة، يفعل ذلك من أول مرة ودون أن يخطأ الهدف.

من سرير المستشفى لمقعد الخياطة

القمحاوي كان وقبل أقل من شهر فقط على سرير المستشفى، حيث أجرى عملية في القلب، هي الثالثة خلال أقل من ثلاث سنوات.

يضيف والمكوى في يمينه: "بعد أسبوعين من إجراء شبكية القلب، نزلت للمشغل فورًا، ولم أستجب لتوسلات أبنائي، لا أحب القعدة في المنزل مطلقًا وأشعر بالضجر هناك".

ويكمل: "العمل في هذه المهنة لم يعد بالنسبة إلي بقصد التربح المادي، بقدر ما هو هواية وشغف، واستغلال للوقت. هنا أقابل الناس والأصدقاء ونتبادل أطراف الحديث".

أبو قصي وإلى جانب حبه للخياطة، متابع جيد للأخبار المحلية والعربية والدولية ويعرف تمامًا ما يجري في العالم، فهو يقضي طوال نهاره متنقلًا بين فضائية وأخرى.

72291334_568075744001644_3763944527434350592_n.jpg
72241794_515915662561289_194149667288645632_n.jpg
71951180_650693772120583_8793739719432208384_n.jpg
72192558_1061893310868803_5188569670390644736_n.jpg