كشفت مصادر مصرية عن محاولات "إسرائيل" ابتزاز مصر فيما يتعلق باتفاقية توريد الغاز، وطالب مسؤولين إسرائيليين رفع سعر الغاز بنسبة 40%.
وذكرت صحيفة العربي الجديد، أن القاهرة فوجئت بمطالبة مسؤولين إسرائيليين كبار، خلال اجتماع عقد في الأيام الأخيرة في القاهرة، برفع سعر الغاز بنسبة 40% وهو ما اعتبرته أوساط الحكم المصرية محاولة ابتزاز سياسي، في قضايا تتعلق بالوضع في قطاع غزة، واتفاقية السلام بين "إسرائيل" ومصر.
وكشفت الصحيفة أن اجتماعا مصريا إسرائيليا عقد في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي، بناء على طلب مصر، لبحث زيادة كميات الغاز المستورد من "إسرائيل" خلال يونيو/ حزيران، ويوليو/ تموز، لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء في أشهر الصيف.
وفوجئت القاهرة برد "إسرائيل" الذي أبدى استعداده لتلبية الطلب المصري، ولكن بشرط زيادة سعر الغاز بنسبة 40%.
وأكد مصدر حكومي مصري، أن القاهرة رفضت المقترح الإسرائيلي، وتم تأجيل المفاوضات بشأن زيادة سعر الغاز إلى الاجتماع المقبل.
يأتي ذلك بعد فترة قصيرة من كشف الإعلام الإسرائيلي عن تقديم "تل أبيب"، شكوى إلى مصر بشأن ما وصفته بـ"خروقات لاتفاقية السلام في سيناء".
ووفقاً لمصدر مصري مطلع، فإن القاهرة سبق أن أبلغت الجانب الإسرائيلي، عبر اجتماعات عُقدت أخيراً على المستويين العسكري والأمني، أن أي خرق من جانب "إسرائيل" سيُقابل بخرق مماثل من قبل مصر.
وكانت مصر قد اتفقت على زيادة كميات الغاز الطبيعي الواردة من "إسرائيل" بنحو 26% لتصل إلى 1.450 مليار قدم مكعب يوميا، خلال النصف الأول من العام المقبل، بدلا من 1.15 مليار قدم مكعب يوميا الآن.
وتعتمد مصر على الغاز الإسرائيلي لتلبية جزء من الطلب المحلي، مع تصدير الفائض على شكل غاز مسال إلى أوروبا بشكل أساسي، عبر مصانع التسييل في إدكو ودمياط بطاقة إنتاجية 2.1 مليار قدم مكعب يومياً.
وهبطت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بشكل حاد في أكتوبر الماضي مع وقف عمليات إنتاج الغاز من حقل تمار، عقب اندلاع الحرب في غزة، لتسجل نحو 350 مليون قدم مكعب يومياً، بعد أن كانت تتجاوز 900 مليون قبل توقف إنتاج الحقل في الثامن من أكتوبر.
وبدأت مصر استيراد الغاز من "إسرائيل" للمرة الأولى في 2020، في صفقة قيمتها 15 مليار دولار بين شركتي "نوبل إينرجي" و"ديليك دريلينغ" من جانب، وشركة "دولفينوس" القابضة المصرية من جانب آخر.
وتبلغ احتياجات مصر اليومية من الغاز الطبيعي نحو 6 مليارات قدم مكعب يومياً، فيما يبلغ إنتاجها اليومي نحو 4.2 مليار قدم مكعب، وتتطلع البلاد إلى زيادته عن هذا المستوى.