الساعة 00:00 م
الخميس 29 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
4.94 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.96 يورو
3.5 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مصدر في "أوتشا": "إسرائيل" وافقت على توزيع الطحين مباشرة لعائلات غزة

"أبو حسنة" لـ "سند": فشل الشركة الأمريكية كان متوقعا

خاص أسرى محررون لـ "سند": غزة رفعت رأس الأمة بمقاومتها والفرحة ناقصة ما دام الاحتلال مستمر

حجم الخط
أسرى محررون
القاهرة - وكالة سند للأنباء

في عتمة الزنازين، لا تنطفئ المعاناة مع الليل، بل تستمر مع كل لحظة يُسلب فيها الأسير من حياته، خلف جدران السجن، يمر الوقت ثقيلًا، وتظل الأحلام مؤجلة، الأسرى يقضون سنوات طويلة في انتظار الحرية، التي مهما تأخرت، لا تُعيد ما ضاع من العمر، لكنهم يثبتون أن الاحتلال لا يستطيع محو ذاكرة الأسرى أو تغيير حقيقة أن الحرية تأتي بعد صبر طويل.

"وكالة سند للأنباء" التقت بمجموعة من الأسرى المحررين والمبعدين إلى جمهورية مصر، واستمتعت إلى شهاداتهم التي تُعبّر عن معاناة مريرة استمرت لعقود، تحدثوا عن سنوات قضاها كل واحد منهم خلف القضبان، عن لحظات الفقد، والألم، وعن الفرج الذي جاء بعد انتظار طويل.

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الأربعاء، عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين أصحاب المؤبدات والأحكام العالية من سجني عوفر والمسكوبية، في صفقة "طوفان الأحرار" ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل".

"فرحة منقوصة"..

قال الأسير المحرر نائل البرغوثي الملقب بـ"عميد الأسرى"، إنهم نذروا أنفسهم جنودًا في خدمة شعبهم ومقاومته، سواء في قطاع غزة أو في أي مكان يوجد فيه الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد في مقابلةٍ خاصة بـ "وكالة سند للأنباء"، أن حريتهم جاءت بفضل الله أولًا، ثم بفضل المقاومين الذين لم يبخلوا بتضحياتهم، مُضيفًا أن كل أسير تحرر واصل طريق المقاومة، وكل من خرج من السجن لم يتردد في استكمال مسيرته النضالية.

وأوضح "البرغوثي" أن الشعب الفلسطيني يعيش فرحةً اليوم، لكنها تبقى فرحة منقوصة ما دام الاحتلال جاثمًا على أرض غزة وفلسطين بأكملها.

وبيّن أن الاحتلال استخدم كل وسائل القمع لإذلال الأسرى، من تعذيب وضرب وإهانة، في محاولة للضغط على غزة، إلا أن معنويات الأسرى ظلت عالية ولم تؤثر فيهم تلك الأساليب، لأنهم أبناء قضية عادلة وشعب مقاوم.

وأشار "البرغوثي" إلى أن غزة رفعت رأس الأمة بمقاومتها، التي لم يشهد لها تاريخ العرب الحديث مثيلًا.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الوفاء يظل عهد الأحرار، مستذكرًا صفقة "وفاء الأحرار" الأولى، ومؤكدًا أن الوفاء سيتجدد بدماء المقاومين حتى إتمام "وفاء الأحرار 2".

"جحيم داخل الأسر"..

من جهته، قال عبد الناصر عطا الله شاكر عيسى، من مخيم بلاطة في نابلس، إنه قضى 34 عامًا في الأسر، منها 30 عامًا متواصلة، مؤكدًا أن الله قد شرفه وشرف شعبه بتضحياته العظيمة.

وأوضح "عيسى" في مقابلةٍ خاصة بـ "وكالة سند للأنباء"، أن المقاومة الباسلة، سواء في فلسطين أو في قطاع غزة، تمكنت من تحرير الأسرى من الجحيم الذي كانوا يعيشونه.

وأشاد بصمود أهل غزة وثباتهم، مشيرًا إلى أنهم ضحوا بالغالي والنفيس من أجل فلسطين، ومن أجل المسجد الأقصى، ومن أجل الأسرى.

وعبّر عن أمله في أن يتمكن الأسرى الذين ما زالوا في السجون، ومن بينهم محمود عيسى، معاذ بلال، ورائد محمدية، وغيرهم ممن قضوا أكثر من 25 عامًا في الأسر، من نيل حريتهم قريبًا، مؤكدًا ثقته في نجاح المقاومة في تحريرهم رغم أنف الاحتلال وظلمه.

وشدد "عيسى" أن الاحتلال الإسرائيلي لن يدوم، وأن هذا الظلم لن يستمر، مهما حاول المتطرفون مثل بن غفير وسموتريتش استخدام القمع والإرهاب والتشريد والتعذيب اليومي بحق الأسرى.

وأكد أن المقاومة الفلسطينية ستواصل مسيرتها حتى تحرير الأسرى، والمسجد الأقصى، وكامل فلسطين من براثن الصهيونية الغاشمة.

وعند سؤاله عن شعوره بعد الحرية، وصف إحساسه بعد 30 عامًا متواصلة في الأسر بأنه شعور لا يمكن للكلمات أن تصفه.

وأوضح أنه التقى بأهله وأحبائه، مشيرًا إلى أن العديد من أفراد عائلته وُلدوا أثناء فترة أسره، واليوم وجدهم وقد كبروا، مما منحه شعورًا عظيمًا لا يُوصف.

وأعرب عن امتنانه لإخوانه الذين ضحوا من أجل الحرية، مستذكرًا القادة الذين عاش معهم سنوات طويلة داخل السجن، مثل يحيى السنوار، روحي مشتهى، محمد العاروري، والقائد إسماعيل هنية.

ووجه لهم كل المحبة والتقدير، مترحمًا على الشهداء، ومؤكدًا أن المسيرة مستمرة حتى دحر الاحتلال من فلسطين بإذن الله.

"فرحة عارمة"..

قال الأسير المحرر عبدالله مهر علي القوقة إن هذا النصر لم يكن ليتحقق لولا فضل الله أولًا، ثم فضل أهل غزة ومقاومتها، مؤكدًا أن تحرير الأسرى جزء من المعركة المستمرة لتحرير فلسطين.

وأضاف في مقابلةٍ خاصة بـ "وكالة سند للأنباء"، "رأينا بأعيننا في السابع من أكتوبر أن هذا العدو أوهن من بيت العنكبوت، وأن تحرير فلسطين لم يعد مستحيلًا، بل هو أمر بالمقدور تحقيقه بأيدي الفلسطينيين أنفسهم".

وأوضح أن معركة "طوفان الأقصى" لن تتوقف بانتهاء الحرب، بل ستستمر حتى تحرير كامل الأرض، مشددًا على أن هذه مسؤولية كافة الفصائل، وعلى رأسها كتائب القسام.

وعن مشاعره بعد الحرية، قال: "نحن مبسوطون جدًا، فرحون للغاية، وأخيرًا نشعر بالحرية بعد هذه السنوات الطويلة، لقد كنت معتقلًا منذ عام 2007، وصدر بحقي حكم بالسجن 30 عامًا، وأمضيت 17 عامًا وأربعة أشهر في الأسر، ولكن بفضل الله والمقاومة كُتب لنا الفرج".

وأضاف أن شقيقه سهيل القوقة كان محكومًا بالسجن المؤبد لمدة 30 عامًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال حكم عليه ظلمًا، لكن المقاومة استطاعت تحريرهما رغم كل شيء.

وختم حديثه بتقديم الشكر لكل من دعم المقاومة الفلسطينية، قائلًا: "نوجه الشكر لله أولًا، ثم للمقاومة، ولكل من ساندها، من الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، في لبنان، اليمن، إيران، والعراق، فالقضية الفلسطينية قضية الأمة كلها، والمسجد الأقصى مسؤولية الجميع".