الساعة 00:00 م
الجمعة 25 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.83 جنيه إسترليني
5.11 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.13 يورو
3.63 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بترت صواريخ الاحتلال ساقها.. صابرين وتامر ينتصران لحبهما رغم جراح الحرب

وسط الرماد.. مبادرات التفريغ النفسي تحيي أرواحًا أنهكها الرعب في غزة

غزة.. هدنة يسبقها تصعيد عسكري وهذه سيناريوهات الحرب العدوانية

ورفيق السنوار في الزنزانة

حوار "سند" تحاور رفيق يحيى عياش: المقاومة عنوان المرحلة وثبات الشعب سيفشل كل المؤامرات

حجم الخط
476495427_2329442904103399_5785443593768380784_n.jpg
القاهرة- وكالة سند للأنباء

أكد الأسير المحرر في صفقة طوفان الأحرار عبد الناصر عيسى، أن كل خطط "إسرائيل" وأمريكا ضد الشعب الفلسطيني وقضيته، ستفشل وتتحطم، على صخرة صمود الشعب الفلسطيني ووحدته.

جاء حديث عيسى في حوار خاص أجرته معه "وكالة سند للأنباء"، اعتبر فيه أيضًا أن عودة العمليات بالصيغة التي كان يطرحها الشهيد المهندس يحيى عياش، والتي كان عيسى جزءًا منها، واردة وممكنة؛ بسبب جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة.

وأمضى المحرر عبد الناصر عيسى أكثر من 32 عاما في سجون الاحتلال، منها 29 متواصلة، وحصل على درجة الدكتوراه في معتقله، وقاد عدة أنشطة ثقافية داخل الأسر، وأصدر مؤلفات وبحوثا علمية محكمة.

المقاومة جدوى مستمرة

وفي حديثه الخاص، أكّد عيسى أن المقاومة قادرة على الاستمرارية والثبات ومواجهة العدوان بكفاءة عالية، ودليل ذلك ما أنجزته في إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق والإفراج عن مئات الأسرى.

وأشار إلى أنّ ما يجري في الضفة وغزة من إبادة مستمرة؛ هي نتاج عدوان مستمر منذ عقود طويلة؛ وازدادت حدته في الآونة الأخيرة؛ تحديدا بعد صعود رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو؛ وما يحظى به من دعم أمريكي مطلق؛ في ظل تواطؤ الموقف الدولي وعجز الموقف الإقليمي.

وأكدّ ضيفنا أن المخطط الأمريكي والخطط التي باتت تلوح في الأفق تهدف في المحصلة لتهيئة الأجواء لتهجير الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع؛ فحلم التهجير لا يزال يداعب أحلام "إسرائيل" العميقة بكل تياراتها.

وأضاف عيسى: "هذه خطط عدوانية؛ تحملها التيارات اليمينية المتطرفة في إسرائيل وأمريكا والدول الغربية المؤيدة لها؛ بتواطؤ دول بالمنطقة".

وأوضح أن تهديدات ترامب المتكررة ضد الشعب الفلسطيني بغزة والضفة؛ لا تنفكّ ولا تنفصل عن هذه المحاولات. 

ويرى "ضيف سند" أنّ هذه الخطط ستتحطم كما تحطمت الخطط التي أحيكت ضد الشعب الفلسطيني طيلة عقوده الماضية؛ مضيفًا: "صحيح أنها تأتي في سياقات وظروف صعبة يعيشها الفلسطينيون؛ لكنها بقوة الله ثم إرادة المقاتلين؛ وصمود شعبنا وزيادة الوعي الفلسطيني بخطورة التهجير ستفشل".

الشعب صامد وثابت

وفي تعليقه حول ما يجري بالضفة والقطاع، قال عيسى إنّ "التجربة في غزة وما يحدث الآن في مخيمات الضفة؛ دليل واضح على إصرار شعبنا بتمسكه في أرضه؛ ويثبت أن الفلسطيني ثابت في أرضه؛ ولو صبّوا عليه كل أصناف العذاب والموت".

وأكد: "المخاطر قائمة والتحديات موجودة؛ وهذا يتطلب وعيًا وطنيًّا شاملًا لمثل هذه الخطط التي تهدف لحسم الصراع؛ وتحقيق الوحدة الوطنية، فشعبنا الفلسطيني واعٍ؛ وعلى موعد مع الوحدة بين حماس وفتح والجهاد والشعبية والديمقراطية وكل مكونات فصائل عملنا الوطني".

وشدد الأسير المحرر على "ضرورة العمل لبرنامج موحد يرتكز على مقاومة الاحتلال وحفظ الحقوق؛ ويضع قرار السلم والحرب بيد قيادة وطنية موحدة؛ تؤمن بحق شعبنا في مقاومة محتله".

القدرة على المواجهة..

ولأن المقاومة التي ثبتت في غزة هي عنوان المرحلة وسيدة الموقف، ولأن ضيفنا هو أحد أبطالها الذين أثخنوا في الاحتلال، فقد كان للحديث عنها طابع خاص.

وقال: "في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، تبرز المقاومة كقوة صامدة وثابتة رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، بما في ذلك طول فترة الصراع وعدم وجود دعم كافٍ من أطراف خارجية، ومع ذلك، تظل المقاومة قادرة على مواجهة العدوان بكفاءة وجدارة عالية، مما يؤكد قوة موقفها واستمراريتها في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية".

وتابع: "خير دليل على ذلك هو نجاح المقاومة في قيادة مفاوضات ذكية وقوية مع العدو المحتل، والتي أسفرت عن إنجازات ملموسة على الأرض، أبرزها إطلاق سراح الأسرى".

وأوضح ضيفنا أن هذه الإنجازات "تعكس قوة الموقف الفلسطيني وتؤكد أن المقاومة ليست مجرد رد فعل عشوائي، بل هي استراتيجية مدروسة تهدف إلى تحقيق أهداف وطنية".

ويظل جوهر المشكلة هو الاحتلال الإسرائيلي، وفق حديث "عيسى"، مشيرًا إلى أن "العالم يحاول تجاوزه دون معالجة جذرية، فالمشكلة الحقيقية ليست في المقاومة، بل في الاحتلال الذي يستمر في ممارسة الظلم والعدوان على الشعب الفلسطيني".

وأردف: "المقاومة، هي رد فعل طبيعي على العدوان الإسرائيلي المتصاعد، خاصة في القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية، وكذلك على التهديدات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في كل مكان".

ويرى الأسير المحرر أن "إسرائيل" بدأت تفتح آفاقًا جديدة للعدوان من خلال التدخل في شؤون المنطقة تحت ذريعة حماية الأقليات، وهو ما يجب التحذير منه.

وأوضح: "إسرائيل تتدخل في المنطقة تحت شعارات زائفة تدعي فيها أنها راعية الديمقراطية وحامية حقوق الأقليات، بينما واقع الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة يكشف زيف هذه الادعاءات".

وأكد: "في النهاية، تبقى المقاومة رمزًا للصمود والكفاح، وهي التي تكشف زيف الاحتلال وتفند شعاراته الكاذبة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ خاصة في ظل محاولاته التمدد بالمنطقة تحت ذريعة وستار حماية الأقليات؛ فيما يثبت حال الداخل الفلسطيني زيف شعارات المحتل في حماية الحقوق والأقليات".

السابع من أكتوبر..

وفي حوارنا مع المحرر القائد عبد الناصر عيسى، كان لا بد من الحديث حول التاريخ الذي غيّر وجه المنطقة، يوم انطلاق معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وعن ذلك التاريخ يحدثنا: "هذا اليوم يعد حدثًا كبيرًا جدًا، يحمل في طياته تداعيات وآثارًا يصعب حصرها حاليًا على مختلف المستويات الفلسطينية والإسرائيلية، بل وحتى العربية والدولية".

ويرى عيسى أن هذا الحدث يمتد تأثيره ليشمل الأبعاد السياسية والاجتماعية والاستراتيجية والعسكرية، مما يجعله بحاجة لدراسات وأبحاث معمقة لفهم أبعاده بشكل كامل".

وأضاف: "ما جرى في هذا اليوم يمثّل محطة مفصلية في جهاد الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يزال يمارس انتهاكاته بحق المسجد الأقصى، وقطاع غزة، والضفة الغربية، متجاوزًا بذلك كل الاتفاقيات التي يتم التوصل إليها عبر الوسطاء".

ورغم أن الاحتلال اعتاد التنصل من تعهداته والمراوغة السياسية ومحاولة الالتفاف على الالتزامات الدولية، إلا أن المقاومة الفلسطينية على وعي تام بهذه المناورات، وهي مدعومة بشعب فلسطيني ثابت وصامد، يمتلك إرادة لا مثيل لها في مقاومة الاحتلال، رغم كل أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ "إسرائيل"، وفقًا لضيفنا.

وشدد عيسى على أن العملية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، والتي سُمّيت بـ"طوفان الأقصى"، لم تكن مبادرة هجومية بقدر ما هي نتيجة طبيعية لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المتواصلة، مشيرًا إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في الاحتلال نفسه، وليس في ردود الفعل التي تأتي لمواجهته.

وأكد أن هذه العملية جاءت كرد فعل لمقاومة الظلم والعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني، في ظل غياب أي أفق لحل سياسي عادل يعيد الحقوق الفلسطينية المسلوبة.

وشددّ على أن ما جرى في السابع من أكتوبر ليس مجرد حدث عابر، بل هو نقطة تحول مهمة في مسيرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيظل محور تحليل ودراسة لسنوات قادمة لفهم أبعاده وانعكاساته على المنطقة والعالم.

الأسرى صامدون أملًا بالحرية..  

وعمّن قضى برفقتهم عشرات السنين، يسرد لنا "عيسى" واقع الأسرى في سجون الاحتلال، مشيرًا إلى أنهم ورغم الممارسات القمعية وغير الإنسانية، إلا أنهم صامدون في وجهها، وأن الأمل بالتحرير كان ولا يزال حاضرا بقوة في نفوسهم.

وقال: "الاحتلال يواصل ممارساته الحقيرة التي تتلذذ بعذابات الأسرى وتنكل بهم صباح مساء؛ لكن كل هذه الممارسات لم تؤثر على معنوياتنا، لأننا كنا نعيش على أمل التحرير بفضل الله ومعيته، وبفضل وعد المقاومة الصادق التي أكدت لنا أن النصر قريب".

"السنوار".. رفيق الزنزانة والجهاد

وعن اغتيال الشهيد يحيى السنوار، أكد ضيفنا أن اغتياله لن يوقف مسيرة المقاومة، بل سيزيدها صلابة وإصرارًا على مواصلة الطريق حتى زوال الاحتلال.

ويصف عيسى عن رفيق زنزانته الشهيد السنوار: "كان نموذجًا للمجاهد الصلب صاحب الرؤية الواضحة".

وفي حديثه عن لحظة اغتيال السنوار، قال "عيسى": استشهاد القائد أبو إبراهيم لم يكن ثمرة جهد استخباراتي إسرائيلي، والمقاومة لم تتوقف باغتياله، بل استمرت بقوة وعزيمة أكبر، وإطلاق سراح الأسرى اليوم هو دليل على أن درب الشهداء لم يكن عبثًا، بل هو طريق نحو تحقيق الأهداف الكبرى للشعب الفلسطيني".

وفي رسالة لرفيق دربه الشهيد السنوار، يردد :"طبت يا أبا إبراهيم، فأحلامك ستتحقق قريبًا بإذن الله؛ سنعود إلى بيوتنا التي أُخرجنا منها، وسيتوحد شعبنا الفلسطيني، وسنصلي في المسجد الأقصى المبارك، كما كنت تحلم دومًا، وها هو حلمك يتحقق اليوم بإطلاق سراح الأسرى، وما زال أمامنا الكثير لنكمل الطريق".

وفي ختام حديثه، أكد الأسير المحرر أن المقاومة الفلسطينية "تسير على درب الشهداء العظام"، مستذكرًا يحيى عياش، ومحمد الضيف، وإسماعيل هنية، والشيخ أحمد ياسين، وصالح العاروري، وكل القادة الذين قدموا أرواحهم في سبيل تحرير فلسطين.

وشدد: "الاحتلال واهم إن اعتقد أن اغتيال القادة سينهي المقاومة، الشعب الفلسطيني قد يتعب رجاله، لكنه كشعب لا يتعب أبدًا، وسيواصل نضاله حتى تحرير الأرض واندحار الاحتلال".

ويعد "عيسى" أحد قادة "كتائب القسام" المرموقين ورفيق الشهيد المهندس يحيى عياش، إضافة إلى كونه من أبرز قادة الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية خلال التسعينيات.