أكد رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان أنور الغربي، أن مشروع الميناء العائم الذي أنشأته الولايات المتحدة الأمريكية خلال إسنادها لـ"إسرائيل" أثنا حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة؛ كان يهدف -وفقًا لتقارير موثوقة- إلى إجلاء الفلسطينيين إلى قبرص ومصر ودول أخرى.
وأوضح "الغربي" في تصريح خاص لـ"وكالة سند للأنباء"، أن مشروع الميناء العائم الذي يقضي بتهجير أهالي قطاع غزة قد باء بالفشل، بينما "حاولت الجهات المعنية تدارك الأمر بأساليب أخرى، خاصة بعد موجة الرفض الشعبي العالمي لهذه السياسات".
وكان رئيس الإدارة الأمريكية السابق جو بايدن، قد أوعز ببناء الميناء العائم قبالة سواحل مدينة غزة خلال حرب الإبادة الجماعية؛ بذريعة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وبحسب تقارير أمريكية، فإن الميناء العائم "عمل لحوالي عشرين يوما من أصل تسعين كانت مقررة"؛ قبل أن يفشل عن العمل، مُرجعةً فشله إلى "عدة عوامل مرتبطة بالأمن والأحوال الجوية".
وفي السياق أكد "الغربي" أن صمود الشعب الفلسطيني كان عاملًا رئيسيًا في مواجهة هذه المخططات، مشيرًا إلى مشاهد عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم فور إعلان وقف إطلاق النار.
وقال إن خطوات الاحتلال الرامية لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم "كانت واضحة" منذ بداية حرب الإبادة الجماعية، مستشهداً بذلك على إجبار سكان شمال غزة للانتقال إلى الجنوب، ما عدَّها "سياسة تهدف إلى إفراغ الأرض من سكانها".
وأشار في حديثه إلى أن مشاريع التهجير القسري للفلسطينيين لم تتوقف، لافتاً النظر إلى أن الاستيطان الإسرائيلي يمثل أحد أبرز أوجه هذه السياسة.
وبهذا الصدد، أفاد "الغربي" أن التمدد الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية يهدف إلى دفع السكان الأصليين لمغادرة أراضيهم، من خلال خلق صعوبات معيشية وأمنية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
ورأى أن رفض حق العودة للفلسطينيين يمثل وجهًا آخر من وجوه سياسة التهجير، مؤكدًا أن هذه المشاريع لم تبدأ مع الحرب الحالية على غزة، "بل كانت موجودة منذ بداية الصراع".
وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة، التي تحدث فيها أن سكان القطاع لن يغادروها؛ أوضح "الغربي" أن هذه التصريحات جاءت تعبيراً عن فشل التهديد الأمريكي الأول بطرد سكان القطاع وتهجيرهم.
وقال: "حتى الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، رفضوا هذه الفكرة، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة؛ كما أن الرفض الداخلي الأمريكي كان واضحًا، خاصة من قبل الديمقراطيين".
وتطرق "الغربي" إلى أن عزلة الولايات المتحدة في الملف الفلسطيني أصبحت واضحة، خاصة بعد فشل المؤتمر الدولي للسلام الذي كان مقررًا عقده في جنيف الأسبوع الماضي، حيث كانت أمريكا و "إسرائيل" الوحيدتان اللتان أيدتا إلغاء المؤتمر.
وأضاف أن "هذه العوامل مجتمعة دفعت ترامب للتراجع عن فكرة التهجير، وإعلان أنه لا يفضل أن يغادر الفلسطينيون أراضيهم".
وعدَّ "الغربي" الإجراءات الأمريكية الأخيرة المتمثلة بفرض العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، ووقف الدعم عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، تعكس توجهًا معاديًا للقانون الدولي.
وقال: "هذه الإجراءات تتناقض مع المنظومة الدولية، لكن تمسك الفلسطينيين بحقوقهم والدعم الدولي للعدالة يحصن حقوق الشعب الفلسطيني في كل الملفات".