الساعة 00:00 م
الأربعاء 30 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.86 جنيه إسترليني
5.11 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.13 يورو
3.62 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدد شهداء الحركة الرياضية في ارتفاع متواصل

كيف انتزعت الحرب روح الأماكن في غزة وحولتها إلى مأوى للنازحين؟

"لن يُطرد أي فلسطيني من غزة".. هل تراجع ترامب عن مخطط التهجير؟

حجم الخط
476494987_1175700244248590_208711535827722842_n.jpg
عمّان| القدس المحتلة– وكالة سند للأنباء

في موقف ملفوف بالشك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، إنه "لن يُطرد أي فلسطيني من قطاع غزة"، تصريح عدّه خبراء ومحللون تراجعًا عن دعوات ترامب السابقة، لترحيل الغزيين إلى الدول العربية المجاورة.

ويطرح هذا الموقف تساؤلات حول ما إذا كان تحولًا حقيقيًا في رؤية الإدارة الأمريكية أم مجرد مناورة سياسية لاحتواء الرفض الدولي المتصاعد؟!، إذ أنّ موقف الرئيس الأمريكي كان رافضًا للخطة العربية التي قدمتها مصر، والتي تضمنت مقترحًا لإعادة إعمار غزة دون المساس بحق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم.

ويعتبر خبراء ومحللون سياسيون في تصريحات منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن تصريحات الرئيس الأمريكي المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من غزة، كانت على ما يبدو للضغط على الدول العربية من أجل تحمل مسؤولية غزة، وبالتالي دفعها لإيجاد رؤية حقيقية لإعادة إعمار القطاع.

ويبين الخبراء أن الرفض الأمريكي للخطة المصرية كان متعلقًا بجانب التمويل، حيث كانت الإدارة الأمريكية تريد أن تتبنى الدول العربية بشكل كامل كلفة إعادة الإعمار، إلا أن الخطة المصرية طرحت إنشاء صندوق ائتماني مخصص لتلقي التعهدات المالية من الدول والمؤسسات المانحة، وهو ما اعتبرته الإدارة الأمريكية "غير مضمون".

"خطة التهجير لم تكن سوى ضغط منهجي"

من جانبه، قال الباحث والأكاديمي في مركز القدس للدراسات، ياسر منّاع، إن تصريحات الرئيس الأمريكي حول تراجعه عن خطة تهجير سكان غزة، تتزامن مع إطلاق الرؤية العربية لإعادة إعمار غزة.

وأردف "منّاع": "جاءت (تصريحات ترامب) في سياق الضغط المنهجي على الدول العربية لتحمل مسؤولية إعمار القطاع من الجانب المالي بعيدًا عن المساعدات الأمريكية".

ويرى الباحث أن خطة التهجير التي طرحها "ترامب" بادئ الأمر، أثارت حساسية عالية لدى مصر والأردن، كون هذا الأمر يمس الأمن القومي لكليهما، وهو ما دفعهما لتحرك دبلوماسي واسع وقوي رافض لخطة التهجير، ولإيجاد خطة بديلة، بالشراكة مع دول عربية.

ويُبين أن "إسرائيل" من قبل مجيء "ترامب" وبعده، كانت وما تزال مصرة على أن تكون مسؤولية غزة تحت مظلة عربية من ناحية إدارية وأمنية، وكل الضغوط التي تقوم بها "إسرائيل" من مماطلة وتسويف في موضوع الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة، وحديثها المكثف عن اليوم التالي في غزة، كله يصب في هذا السياق، بدعم أمريكي واضح.

الصمود الفلسطيني هو السر

أما الباحث والخبير في الشأن الدولي، الأكاديمي عمر جعارة، فيعتقد أن صمود وثبات المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هو ما دفع الرئيس الأمريكي للتراجع عن مخطط التهجير.

وقال الأكاديمي "جعارة"، إن مخططات تهجير الفلسطينيين منذ عام 1948 فشلت، وظل الفلسطينيون متعلقين بأرضهم ووطنهم، كما هو حال أبناء المخيمات داخل فلسطين وخارجها.

وأضاف: "من الناحية العملية؛ الفلسطيني لا يمكن تهجيره، ومن الواضح أن خطة ترامب لم تكن سوى تهديد للمقاومة والغزيين، لإرضاخهم للشروط الإسرائيلية المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار، بعدما شكلت المرحلة الأولى من الاتفاق نصراً كبيراً للمقاومة وهزيمة ساحقة لحكومة بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال الإسرائيلي".

وختم "جعارة"، بالقول إن "نكبة عام 1948 علمت الفلسطينيين درساً بعدم الخروج من أرضهم والتمسك بها مهما كانت التضحيات؛ فالشعب الفلسطيني في غزة بعدما صمد في القطاع 15 شهراً واستشهد وجرح أكثر من 160 ألف، مع كل هذه التضحيات كيف لهم أن يقبلوا الخروج من أرضهم، لقد كان صمودهم أسطورياً علم العالم درساً في التضحية من أجل الأوطان".

تصريحات "ترامب" بعد سابقة التفاوض المباشر مع المقاومة..

من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية حازم عيّاد، إن الرئيس الأميركي لم يترك فرصة إلا واستثمرها لاتخاذ خطوة أخرى إلى الخلف فيما يتعلق بمشروع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

ورأى عيّاد أن رسالة ترامب لم تكن للفلسطينيين والعرب فحسب؛ بل للأوروبيين، حيث أثارت خطة التهجير ذعر وقلق الأوروبيين والعالم، لما فيها من اختراق للقانون الدولي والأعراف والقيم الإنسانية.

وأوضح أن تصريحات "ترامب" جاءت بعد اختراقات واضحة في المفاوضات التي تقودها الإدارة الأمريكية والوسطاء في حوار مباشر مع حركة "حماس".

وذكر عيّاد أن الرئيس الأميركي غير معني بإعادة طرح قضية التهجير، لما فيه من تعكير للمفاوضات وقد يؤدي إلى تعطلها، بعد أن وصلت إلى منعطف مهم مع المقاومة الفلسطينية.