الساعة 00:00 م
الأحد 18 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

استهداف "الأوروبي" ضاعف مأساتهم.. الاحتلال يحكم بإعدام 11 ألف مريض سرطان في غزة

ما بعد "ألكسندر".. توافق تكتيكي بين "حماس" وواشنطن أم بداية مسار معقّد؟

عيده الـ59 بين قضبان الزنازين..

الأسير المقدسي أكرم القواسمي الحاضر الذي غيبته سجون الاحتلال

حجم الخط
الأسير المقدسي أكرم القواسمي.jpeg
القدس – نواف العامر – وكالة سند للأنباء

بالكاد تخرج الكلمات من فم المقدسية الحاجة مليحة أبو شخيدم، المُثقلة بألم غياب "الضنى" وهي تصف بحرقة أحوال عيد الفطر الـ59، وقد غيَّب قضبان السجون الإسرائيلي نجلها الأسير أكرم إبراهيم القواسمي عن ناظريها منذ نحو ثلاثة عقود.

"أبو مالك" وهي كنية الأسير "القواسمي"، واحد من نحو عشرة آلاف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال، تضاعفت أعدادهم عقب حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، وتضاعفت معهم آلام العائلات الفلسطينية وانقبضت فيها المشاعر مع كل يوم، ليتجدد العيد بنكهة مريرة يحفها الوجع المركب.

"58 عيد في كوم وهذا كوم لحاله"..

ولم يُعوِّض أفراد عائلة "القواسمي" الثمانية والدتهم عن غياب تاسعهم فلذة كبدها "أكرم"، الذي كان حاضراً في قلبها، كما إخوته لو كانوا محله.

"هذا العيد كوم، والـ58 عيداً الماضيات كوم ثاني"، بهذه العبارات تصف والدة "القواسمي" وقع عيد الفطر عليها وعلى العائلة، في إشارة تراثية معبرة عن ثقل المعاناة وأثرها على النفس، بينما ضاعف غياب "أكرم" وانقطاع أخباره منذ حرب الإبادة معاناة والدته ولا ريب.

وتكشف الوالدة المكلومة لـ"وكالة سند للأنباء" عن الضغط الثقيل على حياة العائلة بقولها: "توفي والده عام 2002 وهو رهن الأسر"، مضيفةً "كانت أياماً صعبة يضاف لصعوبتها حضور العيد الثقيل على نفوسنا ولا نعرف أدنى التفاصيل عن وضع أكرم وحالته وأخباره ومصيره منذ أكثر من 15 شهراً".

وتختلط الأوراق والأمور على قلب السيدة الحزين، بينما تتضاعف المعاناة والإحساس كأنه اليوم الأول لاعتقال "أكرم".

وتتعطش السيدة "مليحة" لنبرة صوت نجلها الذي مهما كبُر يبقى حبيب قلبها، "لم نسمع صوته ولا زيارة تخفف عنه وعنا من بداية الحرب، كنا نسمع صوته عبر الخلوي في الأعياد السابقة أما اليوم لا حس ولا خبر".

وتزيد بحشرجةٍ لفها الحزن "حتى المعلومات عنه من المحامي شحيحة، لا عيد عندنا ولا نحن من أهله في ظل ما نعيش ونحيا ونتوجعه".

"نفتقد هدير همته"..

هذا "طارق" الشقيق الأصغر لـ"أكرم"الذي وُلِد في اعتقال أخيه، يردد نفس كلمات والدته في وصف معاناة العائلة بغياب ابنها في هذا العيد، وذلك في ظل غياب اسمه عن قائمة المفرج عنهم في صفقات التبادل الأخيرة بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس"، -التي ترأس "أكرم" مجلس الشورى العام لها في السجون حتى لحظة اندلاع الحرب-.

"طارق" الذي ذاق مرارة الزنازين والسجون سابقاً، بعد أن اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة أعوام ونصف، لا يرى فرحة ولا بهجة ولا معالم لهذا العيد في غياب أخيه، متسائلاً:"أي عيد هذا وآلاف الأسرى في السجون، وغزة تعيش دهرها الدموي، ومعاناتها التي لا تغيب حتى اللحظة".

ورفضت إدارة سجون الاحتلال-وفق طارق- نقله إلى سجن ريمون حيث كان شقيقه "أكرم"ليبقيا معاً، بينما ظل منح "طارق" تصريح الزيارة بعد حريته محظوراً حتى العام 2018، وتمكن من رؤيته.

ويفتقد ضيف "وكالة سند للأنباء""هدير" همة أخيه الأسير -كما وصفه- قائلاً: " كنا نسمع صوته متصلا قبل الحرب ونفتقد هدير همته ونكهة ابتسامته في هذا العيد، كلنا أمل ألَّا يأتي عيد الأضحى إلا وقد تحرر أخي مع آلاف الأسرى الآخرين.

ويستذكر مراسل "وكالة سند للأنباء"،الذي كان معتقلاً إدارياً في سجون الاحتلال صباح عيد الأضحى الماضي من العام 2024،عندما فُتح مزلاج باب القسم رقم "7" من سجن شطة، حيث يربض زهاء 100 معتقل فلسطيني معظمهم من ذوي الأحكام المؤبدة والذين تصنفهم إدارة السجون على أنهم "خطيرين".

حيث ظهر من خلف الباب شاب يبدو في ريعان العمر رغم تجاوزه سن الـ(51 عاماً) ، فكان الأسير أكرم القواسمي بلباس الشاباص البني.

وقُدر لكاتب التقرير حينها أن يكون معتقلاً إدارياً في الغرفة رقم "6" في ذات السجن، يدلف إليها "القواسمي" الذي أبلغه نزلاؤها السبعة "أن اليوم هو أول أيام عيد الأضحى".

إنجازات لا تتوقف..

ويُعتبر "القواسمي" (51 عاماً) أحد عمداء الحركة الأسيرة وهو محكوم بالسجن المؤبد مرتين، وتلقى علوم المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة القدس، وحصل على شهاد الثانوية الفرع الصناعي قبل التحاقه بحركة "حماس" وجناحها العسكري"كتائب القسام".

وكان للأسير "القواسمي" دور فيما عرف بـ"عمليات الثأر المقدس" التي أعقبت اغتيال "إسرائيل" للمهندس يحيى عياش، حيث عمل مع الأسير حسن سلامة والأسير المحرر أيمن الرازم، بتوجيهات من الشهيد محمد الضيف "أبو خالد"، وأُطلق عليهم "مجموعة تلاميذ يحيى عياش".

ونال "القواسمي" أثناء اعتقاله شهادة الثانوية العامة، وشهادتي بكالوريوس، وشهادة الماجستيرفيالدراسات الإسرائيلية، وأخيرا شهادة الدكتوراة في تخصص "مدينة القدس والانتهاكات التي تستهدفها"، يُضاف إليها عديد الدورات التدريبية والتطويرية في إدارة الأعمال، والتنمية البشرية والقانون الدولي، وحقوق الإنسان والصحافة والإعلام، وعلم التجويد.

وصدرتللأسير رواية من خلف القضبان ي عام 2022، حملت اسم"فضاءات الثقوب"، وهي سيرة ذاتية للحياة الاعتقالية في سجون الاحتلال".