وسط غبار الدمار ورائحة الموت، تقف إيمان أبو هربيد، الفلسطينية النازحة والناجية، أمام ما تبقى من مدرسة دار الأرقم شرق غزة، المكان الذي تحول يوم أمس الخميس، إلى مسرح لمجزرة بشعة.
بعيون دامعة وروح مثقلة بالفقد، تبحث إيمان بين الأنقاض عن بقايا من حياتها المسلوبة، عن قطعة ملابس تستر جسدها أو ذكرى باهتة من ماضٍ لم يعد له وجود.
تحولت مدرسة دار الأرقم الواقعة شرق مدينة غزة إلى كومة من الركام بعد قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدفها يوم أمس الخميس، مخلفًا وراءه 31 شهيدًا في مجزرة مروعة.
ووثقت عدسة "وكالة سند للأنباء"، حجم الدمار الهائل الذي لحق بمدرسة دار الأرقم شرق غزة، ليشهد على فظاعة الاعتداء الذي طال مدنيين أبرياء.
إيمان أبو هربيد، إحدى الناجيات من هذه المجزرة، تحدثت لـ "سند" اليوم الجمعة، بقلب يعتصره الألم قائلة: "إحنا ما إلنا ذنب، بندور على غيار، على شنطة من تحت أنقاض المدرسة المدمرة".
وتابعت بصوت تخنقه العبرات: "مين بدو يعوضنا؟ المال مش معوض زي ما الناس بتحكي، فش إشي معوض بحياتنا، احنا انتكبنا بمعنى الكلمة، إحنا مواطنين عاديين شو ذنبنا".
بوجه يعكس مرارة الفقد، أضافت إيمان: "اليهود ما بفرقوا بين سكان قطاع غزة بقصفوا بدون ما يميزوا، شو ذنبنا.. ما معنا ولا شيكل ولا أكل، ولا لبس، ولا هوية، ولا شهادة.. أنا معي شهادتين جامعيتين، إخوتي كلهم مهندسين ودكاترة، ولا شهادة ضل إلنا".
وتصف بحرقة كيف تبخرت سنوات عمرها وجهدها تحت الأنقاض قائلة: "تعبنا، شقانا، عمرنا راح تحت الأنقاض، والآن بندور على غيار وبلوزة، قزازة سيرج، كيس طحين، وكل فلوسنا راحت تحت الأنقاض".
وفي نهاية حديثها المكلوم، تساءلت إيمان عن مستقبلها وأطفالها بعد فقدان معيلهم في الحرب قائلة: "مين بدو يعوضنا أنا وأولادي اللي فقدت أبوهم بالحرب، لا يوجد معيل لي الآن، شو أسوي، ما باليد حيلة بس نحكي حسبنا الله ونعم الوكيل".
وخلفت المجزرة المروعة لجيش الاحتلال بقصف المدرسة بينما كانت تأوي مئات النازحين، عن استشهاد 31 مواطنا منهم أكثر من 10 أطفال وعدد من النساء، إلى جانب عشرات الجرحى والمفقودين.