في جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل انتهاكاته، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على مخيم بلاطة للاجئين في نابلس، حيث اقتحم عشرات الجنود المخيم، فجر اليوم الأربعاء، وروّعوا سكانه الآمنين، وأجبروا العائلات على إخلاء منازلهم قسراً تحت تهديد السلاح.
وكشف المواطن عامر أبو حمادة، أحد المتضررين، عن تفاصيل إجبار الاحتلال لإخلاء منزله، قائلاً: "إن نحو 70 جندياً داهموا منزله في الساعة الثانية والنصف فجراً، وأمرونا بالخروج الفوري منه".
وأشار أبو حمادة خلال حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إن جنود الاحتلال منعوهم من أخذ أي شيء، حتى حليب الأطفال وأدوية كبار السن، مؤكدا أنهم لم يسلموا من وحشية الاحتلال.
وفي سياق متصل، أفاد المسعف جرير قناديلو، بإصابة شاب بالرصاص الحي في الحوض والقدم، وطفل بشظايا الرصاص في الفخد، خلال المواجهات مع جنود الاحتلال بالمخيم.
وأضاف قناديلو لمراسلنا، أن جنود الاحتلال استخدموا قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، مما أدى إلى إصابة العديد من الفلسطينيين بحالات اختناق.
وأكد أن قوات الاحتلال لم تكتفِ باقتحام المنازل، بل أجبرت بعض العائلات على إخلائها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، فيما اضطرت عائلات أخرى للنزوح خوفاً من المصير ذاته، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية داخل المخيم.
وتواصل طواقم الهلال الأحمر جهودها المضنية لتوفير الرعاية الصحية العاجلة، ومتابعة أحوال مرضى الكلى والأمراض المزمنة، ونقل الأدوية اللازمة لهم في ظل الحصار المفروض على المخيم، وفق قناديلو.
وفجر اليوم، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً عسكرياً واسع النطاق على مخيم بلاطة للاجئين شرق نابلس، حيث اقتحمت قوات الاحتلال المخيم بأعداد كبيرة، وأجبرت سكان بعض المنازل تحت تهديد السلاح على إخلائها.
ونفذ جنود الاحتلال عمليات دهم وتفتيش واسعة طالت العديد من المنازل، تخللتها حملة اعتقالات وعمليات تحقيق ميدانية بحق الفلسطينيين.
ويشن جيش الاحتلال عدوانًا عسكريًا في شمال الضفة الغربية منذ أسابيع، بدأت في مخيمات اللاجئين، ثم توسعت لتشمل مناطق أخرى، ويعد هذا العدوان الأطول والأكثر تدميرا منذ الانتفاضة الثانية عام 2000.
وقد أسفر عن أكبر موجة نزوح فلسطيني في الضفة الغربية منذ عام 1967، حيث أجبر الاحتلال نحو 40 ألف شخص على النزوح قسرا من منازلهم.