أبرزت صحيفة الغارديان البريطانية التحذيرات الفلسطينية والدولية أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وتناقص مخزونات الإمدادات الطبية، والتخفيضات الحادة في توزيع المساعدات، تهدد بظروف كارثية جديدة في جميع أنحاء قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن المنظمات الإنسانية، بما في ذلك برنامج الغذاء العالمي ومنظمات الأمم المتحدة وزعت آخر مخزوناتها من الدقيق والمواد الغذائية الأخرى على العشرات من المطابخ المجتمعية في القطاع والتي تقدم الوجبات الأساسية لأولئك الذين ليس لديهم خيار آخر.
وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة: "لم يتبقَّ شيءٌ لتقديمه لهم الآن، لذا بمجرد نفاد آخر الإمدادات، ستُضطر المطابخ إلى الإغلاق".
وأضاف: "حاليًا، الناس صامدون، لكننا نعلم من أزماتٍ سابقة أن الأمور تتدهور بسرعةٍ كبيرة عندما تتدهور، ونحن لسنا بعيدين عن هذه النقطة".
وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي منعت منذ أسابيع دخول الغذاء والوقود والأدوية وغيرها من المواد إلى غزة. وأغلقت عشرات المخابز التي كانت توفر الخبز لمئات الآلاف أبوابها بالفعل.
والمطابخ المجتمعية الـ 47، التي لا تقدم سوى العدس والمعكرونة العادية والأرز، قد قلّصت بالفعل حصصها.
وأصبحت الأسواق في كافة أنحاء غزة شبه خالية، وأصبح كل ما هو معروض للبيع الآن باهظ الثمن بالنسبة للغالبية العظمى من الناس.
ومنذ تشديد الحصار الإسرائيلي، تضاعف سعر كيلوغرام الطماطم أربع مرات ليصل إلى 8 دولارات، وارتفع سعر السكر سبع مرات، والدقيق من 10 إلى 15 مرة. أما اللحوم ومنتجات الألبان، فلم تعد متوفرة.
وأبرزت الغارديان أن الظروف المعيشية في قطاع غزة صعبة للغاية. إذ أن المستشفيات مدمرة، ولا يوجد علاج أو دواء متوفر وتتوفر مياه نظيفة ولا كهرباء.
وأصبح ما يقرب من 70% من غزة مشمولاً بأوامر إخلاء صادرة عن الجيش الإسرائيلي، أو جزءًا من منطقة عازلة موسعة تسيطر عليها القوات الإسرائيلية. وقد نزح أكثر من 400 ألف شخص منذ انهيار وقف إطلاق النار.
وفي مخيم واسع خارج مدينة خان يونس الجنوبية، أعدت مريم النجار وحماتها وجبة طعام لعائلتهما المكونة من 11 فردًا تتكون من أربع علب من البازلاء والجزر وبعض الأرز ومكعبات المرق والتوابل.
وقبل الحرب، كانت عائلة النجار تتناول وجبة كبيرة من اللحم أو المحشو أو غيرها من الأطباق التقليدية أيام الجمعة "لكن الآن نأكل البازلاء والأرز. لم نكن نأكل البازلاء المعلبة قبل الحرب، إلا في هذه الحرب التي دمرت حياتنا."
وقالت الأمم المتحدة إنها حددت 3700 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في مارس/آذار، وهو ما يزيد بنسبة 80% عن فبراير/شباط.
وقال مسؤولون من الأمم المتحدة في غزة إن خبراء من نظام الأمم المتحدة لرصد الجوع ، التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يعدون تقييما جديدا في غزة، ومن المقرر إصداره الشهر المقبل.
وهناك أيضًا نقص متزايد في الإمدادات الطبية. وصرحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قائلةً: "كل شيء، من القفازات المعقمة إلى أكياس الجثث، بحاجة إلى تجديد".
وأضافت: "هذا تحدٍّ مستمر وشديد الخطورة، إذ نشهد للأسف أعدادًا هائلة من المرضى، بمن فيهم مصابون بجروح بالغة، مما يزيد الضغط على النظام".
يأتي ذلك فيما بدأت محكمة العدل الدولية، اليوم الاثنين جلسات استماع لتحديد ما إذا كان الحظر الإسرائيلي لجميع أشكال التعاون مع أنشطة وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة والضفة الغربية المحتلة غير قانوني.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، قدمت جنوب أفريقيا شكوى إلى محكمة العدل الدولية بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب إبادة جماعية في غزة.