أدانت فصائل وقوى فلسطينية ، مساء اليوم الثلاثاء، استهداف الاحتلال مستشفى الأوروبي ومحيطه في جريمة جديدة تستهدف مستشفيات قطاع غزة.
واستشهد ما لا يقل عن 28 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة نارية في محيط مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس ،كما وطال القصف أحد المنازل، جنوبي قطاع غزة.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الغارات الوحشية المكثّفة التي شنّها جيش الاحتلال الفاشي على حرم مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه، جريمة جديدة تستهدف ما تبقى من مستشفيات قطاع غزة، بهدف إخراجها عن الخدمة.
وأشارت حماس إلى أن حكومة الاحتلال الفاشي تواصل انتهاكها الصارخ للقوانين الدولية، وارتكاب جرائم غير مسبوقة في تاريخ الصراعات، من خلال قصف المستشفيات المكتظة بالمرضى والنازحين وارتكاب المجازر فيها.
وشددت على أن ادعاءات جيش الاحتلال بوجود مراكز عسكرية في المكان ليست سوى أكاذيب ومحاولات تضليل للرأي العام العالمي، دأب الاحتلال على استخدامها مرارًا لضرب وتدمير القطاع الطبي، وقتل وترويع المدنيين الأبرياء في قطاع غزة.
وطالبت حماس المجتمع الدولي، والأمم المتحدة ومؤسساتها، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، بتحمّل مسؤولياتهم تجاه هذه الجرائم الوحشية، والتدخل الفوري لوقف المجزرة المستمرة في قطاع غزة.
من جانبها اعتبرت الجبهة الشعبية استهداف المستشفيات جريمة حرب متواصلة وأن العدو يُصعّد لإفشال أي اتفاق لوقف العدوان.
وأكدت أن الجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال اليوم بقصفه المتعمّد للمستشفى الأوروبي في خان يونس، والتي أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين تُشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان وموثّقة، تُضاف إلى سجلٍ طويل من الاستهداف الممنهج للمستشفيات والمنشآت الطبية ومراكز الإيواء.
واعتبرت أن هذه المجزرة تأتي ضمن سياسة الإبادة الإسرائيلية التي تسعى لتعميق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، بدعمٍ أمريكي كامل يوفّر الحماية السياسية والعسكرية للاحتلال، ويُعطّل أي مساعٍ دولية لمحاسبته.
وقالت الشعبية أن توقيت القصف وما سبقه من تصعيد شامل، يشكل محاولة واضحة من مجرم الحرب نتنياهو وحكومته الفاشية لإفشال أي جهود للتوصل إلى وقف العدوان.
ودعت الشعبية إلى تحرّك عالمي فوري لوقف الإبادة بحق شعبنا الذي يُواجه الموت قصفاً وجوعاً وتحت الركام، في جريمةٍ لم يعد الصمت عليها مقبولاً.
في المقابل اعتبرت حركة الأحرار الفلسطينية أن الذرائع التي يسوٌّقها جيش الاحتلال ومؤسساته الأمنية مدعين جود قيادات ورجالات للمقاومة تحت مبنى مستشفى غزة الأوروبي وغيرها من المستشفيات، هدفها استهداف القطاع الطبي، وخلق حالة من إنعدام الأمن الصحي وعدم وجود أو إبقاء مؤسسات خدماتية طبية في قطاع غزة في ظل نقص خدماتي شديد اصلا فيها
وأشارت إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يتعمد استهداف التجمّعات المدنية، من المستشفيات مراكز الإيواء والنزوح إلى نقاط توزيع الطعام، في إطار حرب إبادة ممنهجة تهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا بين صفوف المدنيين العزّل، وكسر إرادة شعبنا عبر القتل والتجويع والحصار.
وادانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بأشد العبارات المجازر الدموية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المؤسسات الصحية في جنوب قطاع غزة، وآخرها استهداف مشفى غزة الأوروبي ومحيطه في محافظة خان يونس، وذلك بعد ساعات فقط من قصف أحد الأقسام في مستشفى ناصر في المدينة ذاتها.
وأشارت الجبهة الديموقراطية أن هذه الجرائم المتلاحقة ضد المرافق الصحية والطواقم الطبية تكشف بوضوح عن تعمّد الاحتلال تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، من خلال استهداف ممنهج للقطاع الصحي ومقومات البقاء، بما يشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وأكدت الجبهة أن الصمت الدولي، والدعم السياسي والعسكري المفتوح من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية للاحتلال، شكّل مظلة للإفلات من العقاب، وسمح للاحتلال بالمضي قدماً في ارتكاب المزيد من المجازر والانتهاكات دون أي رادع.
وطالبت الجبهة الديمقراطية بتحرك دولي عاجل وفاعل، يتجاوز الإدانة اللفظية، ويؤدي إلى محاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، وفرض عقوبات رادعة على دولة الاحتلال، ووقف عدوانها المتواصل على شعبنا في قطاع غزة.
ودعت الجبهة إلى توفير دعم طبي وإنساني عاجل للقطاع الصحي المنهك في غزة، وتعزيز صموده في وجه الاستهداف الإسرائيلي الممنهج، وضمان الحماية الكاملة للطواقم الطبية والمرافق الصحية التي باتت هدفاً مباشراً للعدوان.
وتأتي هذه الجريمة بعد قصف مشابه استهدف مبنى الجراحات بمستشفى ناصر الطبي، أسفر عن استشهاد الصحفي حسن تصليح وعدد من الجرحى، ودمار هائل في المكان.
ولا تزال قوافل الشهداء في قطاع غزة، تتسارع في ظل الاستهدافات المكثفة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر، منذ 583 يوماً، وسط صمتٍ عربي ودولي مُخزٍ.
وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 على قطاع غزة، إلى 52 ألفًا و908 شهيدًا، بالإضافة لـ 119 ألفًا و721 مصابًا بجروح متفاوتة؛ بينها خطيرة وخطيرة جدًا، وغالبيتهم أطفال ونساء.
في حين بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف حرب الإبادة الجماعية وخرق اتفاق وقف إطلاق النار، في 18 آذار/ مارس الماضي، 2780 شهيدًا، بالإضافة لـ 7680 إصابات.