أعلن الرئيس التنفيذي لمؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة من "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية، جيك وود، استقالته من منصبه.
وقال وود في بيان صحفي صدر عنه اليوم الاثنين: "لا يمكن تنفيذ هذه الخطة مع الالتزام الكامل بالمبادئ الإنسانية الأساسية: الإنسانية، والحياد، وعدم التحيز، والاستقلالية – وهي مبادئ لا أقبل التنازل عنها".
وأكد وود أن التقيّد بهذه القيود سيؤدي إلى "المسّ الخطير بقدرة أعداد كبيرة من السكان على الوصول للمساعدات"، معتبرًا أن هذه الشروط تُفرغ المهمة الإنسانية من مضمونها.
وأضاف: "مثل كثيرين حول العالم، أصبت بالهلع وانفطر قلبي" بسبب أزمة الجوع في غزة، ورأى أنه ملزم ببذل كل ما بوسعه للتخفيف من معاناة المدنيين في القطاع.
وجيك وود، هو جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية وشغل منصب المدير التنفيذي للمؤسسة خلال الشهرين الماضيين نظرا لخبرته في العمليات الإنسانية.
وتأتي استقالته على خلفية تصاعد الانتقادات للخطة المقترحة التي تجعل من آلية توزيع المساعدات خاضعة عمليًا للسيطرة الإسرائيلية، عبر مناطق مغلقة ومسيّجة يُسمح بدخولها فقط لسكان غزة بعد فحوص أمنية مشددة.
وألقى تحقيقان نشرا بالتزامن في صحيفتَي "هآرتس" الإسرائيلية، و"نيويورك تايمز" الأميركية، أمس الأحد، بشكوك إضافية على ماهية "مؤسسة إغاثة غزة" وأنها إسرائيلية المنشأ، وليست أميركية كما يروج مؤسسوها، بل وأفاد التحقيقان بأن مؤسسيها مرتبطون مباشرة بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونقلت "هآرتس" عن مصادر متعددة، بينها مسؤولون إسرائيليون، أن الخطة هي نتاج هندسة إسرائيلية كاملة من الأساس، وأن وراء الشركات الأميركية التي تولت العمل، تقف شركات وشخصيات إسرائيلية.
وأكدت الصحيفة أن مَن يدير هذه الشركات هم من الشخصيات الأمنية والتجارية الإسرائيلية، وبعضهم مقربون من نتنياهو، مشيرةً إلى أن ملامح مخطط التوزيع وضع بعيداً عن الاعتبارات الإنسانية والتقيد بالقانون الدولي وقواعد الإغاثة، وتمت حياكته بعيداً عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، عبر شخصيات أمنية سابقة ورجال أعمال، وسط تمويل غامض وانتقادات دولية متصاعدة.