الساعة 00:00 م
الخميس 29 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
4.94 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.96 يورو
3.5 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مصدر في "أوتشا": "إسرائيل" وافقت على توزيع الطحين مباشرة لعائلات غزة

"أبو حسنة" لـ "سند": فشل الشركة الأمريكية كان متوقعا

بالفيديو اقتحامات الأقصى.. الأعنف في تاريخه

حجم الخط
يافطة في مسيرةالأعلام
القدس- وكالة سند للأنباء

صنفّت شخصيات مقدسية؛ المرحلة الجارية من اعتداءات في المسجد الأقصى؛ بالأعنف على الإطلاق في تاريخ المسجد؛ مشيرين لوجود عملية استباحة كاملة بدعم من حكومة الاحتلال للأقصى؛ تحت ستار الاحتفال باحتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967م.

جاء ذلك تعليقا على الأعداد الكبيرة التي اقتحمت الأقصى صباح الإثنين، في الذكرى الـ 58 لاحتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس.

واستباح آلاف المستوطنين، من بينهم وزراء في حكومة الاحتلال على رأسهم، ايتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش وأعضاء "كنيست"، شوارع القدس المحتلة وأزقة بلدتها القديمة.

وترافق ذلك مع اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، واعتداءات على المقدسيين ومحلاتهم، واقتحام لمقر وكالة "أونروا" في حي الشيخ جراح، ورفع شعارات تطالب بـ "السيطرة عليه واحتلاله".

وحذرت الشخصيات المقدسية من خطورة تداعيات هذه الاقتحامات على مستقبل الأقصى خلال الأشهر القادمة؛ في ظل محاولات عصابات المستوطنين ذبح القرابين في باحاته؛ والعمل على قضم أجزاء كبيرة منه.

وكشف الباحث المختص بشؤون المسجد الأقصى زياد ابحيص، أن الجماعات الاستيطانية تنقل مخططاتها داخل الأقصى إلى مرحلة جديدة من التهويد العلني والشامل، عبر إدخال أدوات الطقوس التوراتية خطوة بخطوة، حتى باتت المشاهد التي كانت تُعد "خطًّا أحمر" سابقًا، تحدث الآن أمام باب المغاربة وبشكل علني.

وقال ابحيص لـ"وكالة سند للأنباء": "رأينا مستوطنين يرقصون وينشدون طقوسهم الدينية بصوت عالٍ، وهم يحملون لفائف التوراة ويرتدون شال الصلاة "طاليت" واللفائف السوداء "تيفلين" مباشرة أمام باب المغاربة، وهو المدخل المخصص لاقتحامات المسجد الأقصى".

وأوضح أن هذه المشاهد ليست مفاجئة، بل نتيجة لسنوات من العمل التدريجي الذي قادته جماعات "منظمات الهيكل"، والتي تمكنت من إدخال العديد من أدوات الطقوس التوراتية إلى داخل الأقصى في مراحل سابقة.

وأضاف ابحيص: "ما يجري اليوم هو محاولة لإدخال أدوات أكثر رمزية وخطورة مثل لفائف التوراة والشمعدان والأبواق المعدنية وملابس الكهنة والمذبح والقربان الحيواني، وهي التي تُعتبر رموزًا علنية لبسط السيادة الدينية داخل المسجد".

كما نبه إلى أن التعليمات الإسرائيلية الجديدة سمحت بوجود أكثر من 1000 مقتحم داخل المسجد في نفس الوقت، وهو تطور خطير يجعل السيطرة على الساحات، وتوثيق الانتهاكات أو حتى منعها، شبه مستحيل في ظل محدودية عدد الحراس والمرابطين داخل المسجد.

واختتم بقوله: "هذا الانتقال من الرمزية إلى الفعل الكامل داخل الأقصى يُمثّل أخطر مراحل المشروع التهويدي، ويستدعي تحركًا عاجلًا من كافة الجهات لحماية هوية الأقصى ومكانته الدينية الإسلامية".

ووثقت دائرة الأوقاف الإسلامية اقتحام 2092 مستوطنًا لباحات المسجد منذ ساعات الصباح، بينهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل في دولة الاحتلال إسحاق فاسرلاوف، وعدد من أعضاء الكنيست من أحزاب "الليكود" و"الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية".

ورافقت الاقتحامات طقوس تلمودية، ورفع أعلام الاحتلال، وأداء حلقات رقص وغناء داخل المسجد، في ظل إغلاق أبواب الأقصى أمام الفلسطينيين ومنع وصول المصلين باستثناء أعداد محدودة.

موجة أعنف

بدوره، حذر المحامي خالد زبارقة من موجة هي الأعنف في استهداف المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ مخططًا مدروسًا لفرض هوية يهودية على الأقصى، وتغيير طابعه الإسلامي، وذلك من خلال الاقتحامات اليومية وعربدة قوات الاحتلال والمستوطنين داخل ساحات المسجد.

وقال زبارقة لـ"وكالة سند للأنباء": "ما نشهده اليوم هو محاولة فرض واقع جديد بالقوة، مدعوم بشكل مباشر من الإدارة الأمريكية، في ظل اعتقاد الاحتلال أن الظروف السياسية الحالية مواتية للتقدم نحو بناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى".

ووصف المحامي المخطط بـ "الخطير جدًا"، مشيرًا إلى وجود مؤشرات متسلسلة تدل على سير الاحتلال بخطى ثابتة نحو تنفيذ هذا البرنامج، والذي تم التحذير منه مرارًا وتكرارًا.

وانتقد زبارقة بشدة ما وصفه بـ "التجاهل العربي والإسلامي الرسمي" تجاه ما يُحاك للأقصى، معتبرًا أن هذا الصمت شجّع الاحتلال على التصعيد، داعيًا الجميع للتحرك العاجل قبل وقوع الكارثة.

ورغم كل هذه التحديات، أكد زبارقة على صمود المرابطين والمرابطات والمصلين والمعتكفين، إلى جانب حراس الأقصى الذين يعملون في ظروف صعبة جدًا، مشددًا على أنهم يرفعون راية الأقصى ويدافعون عن هويته الإسلامية الأصيلة.

وختم بالقول: "الأقصى مسجد ومقدس، وسيبقى كذلك، ولن تنجح مشاريع الاحتلال ولا داعميه في تغيير هويته. العالم اليوم أمام امتحان صارخ، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته التاريخية".

اقتحامات دولة

وحذّر الدكتور حسن خاطر، رئيس مركز القدس الدولي، من تصعيد خطير تقوده سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خلال الربط بين المناسبات المزعومة وما يسمى بـ "توحيد القدس" واقتحامات المسجد الأقصى المبارك.

 وأكد خاطر أن ما يجري هو توظيف سياسي خطير للمقدسات الإسلامية، في إطار خطة تهدف إلى فرض الهيمنة الكاملة على الأقصى والقدس.

وقال لـ"وكالة سند للأنباء": "منذ سنوات ونحن نحذر من استغلال المناسبات الدينية أو ما يسمونها مناسبات وطنية، كذريعة لاقتحام الأقصى وتكريس وجود احتلالي في المدينة المقدسة".

وأضاف: "اليوم اقتحم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى بشكل علني، برفقة معاونيه ومجموعات متطرفة، ما يعكس تطورًا خطيرًا في المشهد، حيث أصبحت القيادات السياسية نفسها - وزراء وقادة في حكومة الاحتلال - تشارك في هذه الاقتحامات".

وشدد رئيس مركز القدس الدولي على أن مشاركة شخصيات حكومية في الاقتحامات لم يعد مجرد تصرف فردي أو هامشي، بل أصبح جزءًا أصيلًا من سياسات دولة الاحتلال، في محاولة منها لـ "إحكام القبضة على المسجد الأقصى، خطوة بخطوة".

واعتبر خاطر أن ما يجري اليوم هو الأخطر منذ سنوات، محذرًا من صمت العالم الإسلامي والعربي، ومشددًا على ضرورة التحرك العاجل لحماية الأقصى من المخطط الصهيوني المتدرج للسيطرة عليه بالكامل.