مثخنا بالجراح، يعيش الطفل أسامة عساف في كنف جدته بعدما فقد جميع أفراد عائلته في قصف إسرائيلي على شمال قطاع غزة.
وضمن استهدافات الاحتلال التي لا تتوقف، قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلة الطفل عساف في منطقة التوام شمال القطاع، فاستشهد والداه وشقيقه، وبقي هو الناجي الوحيد من عائلته.
جدة الطفل عساف التي استشهدت اثنتان من بناتها مع عائلتيهما، وجدت نفسها مسؤولة عن رعاية حفيدها الجريح وتضميد جراحه وتعويضه عن خسارة عائلته.
وقالت لـ"وكالة سند للأنباء" أن الاحتلال قصف منزل عائلة عساف بعد منتصف الليل، ومن شدة القصف طار حفيدها أسامة وشقيقه من الطابق الثالث إلى الشارع.
وأضافت: "بعد القصف، هرع الناس لتفقد العائلة، فتعثروا به هو وشقيقه، فبدأ بالصراخ، الأمر الذي جعلهم يلتفتون إليه وينقذوه".
ويعاني أسامة من كسور متعددة، أبرزها في الجمجمة، والفك، والرجل اليمنى، والحوض، ما يجعله طريح الفراش وأسير جبيرة الجبس.
وتشير جدته إلى أنه بحاجة لتغذية خاصة لكي تلتئم كسوره، ولكن في ظل الحصار وغلاء أسعار المواد الغذائية تجد صعوبة في توفير ما يحتاجه من غذاء.
وتقول: "البيضة الواحدة تباع بـ 15 شيكلا، ووصف له الأطباء الحلاوة والسمسم، وهذه المواد نجد صعوبة كبيرة بتوفيرها".
وتعبر الجدة عن أسفها لما يواجهه حفيدها من معاناة نفسية جراء فقده عائلته، مبينة أنه يمضي ساعات الليل يبكي ويسأل عن أمه وأبيه، فيما تحاول هي التخفيف عنه، وتتساءل: "ما ذنبه أن يعيش عمره وحيدا بدون عائلته؟".
وتأمل أن يتم فتح المعابر وأن يحصل حفيدها على العلاج والدواء والغذاء، وأن تتحسن الأوضاع وتتوقف الحرب.
ووفق إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في 28 مايرو/ أيار الماضي، فإن 2,483 عائلة في قطاع غزة أُبيدت ومُسحت من السجل المدني، كما أبيدت 5,620 عائلة وتبقى ناج وحيد منها.