مثلما اعتاد إثارة الضحكات بما قدمه من محتوى أكاديمي، انهالت الدموع اليوم على استشهاده، بعد أن استهدف صاروخ إسرائيلي أمام منزله في غزة.
الفنان الكوميدي محمد رضوان المعروف بـ "كاظم"، الذي عرفته منصات التواصل بفيديوهاته الساخرة، وتعليقاته على الواقع في غزة إثر حرب الإبادة، ارتقى تاركا خلفه كثيرا من الآهات والدموع.
ونعاه مئات المعلقين والمتابعين في غزة وخارجها، وعبروا عن حزنهم على استشهاده، وغضبهم على استهداف الاحتلال المتعمد له، بما اعتبروه عملية اغتيال، في محاولة لمحو أي مشاهد للفرح والضحك في غزة.
قبل الحرب بخمسة أشهر، بدأ الشهيد كاظم رضوان (36 عامًا) بتقديم محتوى اجتماعي، لكن مع اندلاع الحرب، قرر تغيير نوع المحتوى الذي يقدّمه، واختار أن يقدم محتوى ساخرًا، رغم إدراكه أنّ الأمر ليس سهلًا.
وفي حديث صحافي سابق له، قال كاظم إنّ مراعاة مشاعر الناس المكلومة والمجروحة في غزة، وإضحاكهم في نفس الوقت ودون إهانة مشاعرهم "أمر صعب".
وأشار أنّه يتحاشى في مقاطع الفيديو التي ينشرها، تناول قضايا يرى أنّها حسّاسة، مثل حرق الخيام وأكل الحيوانات لجثامين الشهداء.
ومثل أقرانه في غزة، من الفنانين ومقدمي المحتوى، عمل كاظم بإمكانيات محدودة للغاية، حيث كان يمتلك هاتفًا محمولًا يشحنه بالطاقة الشمسية، ومثبّتًا بلاستيكيًا يستخدمه في التصوير وغيره.
وكما قال قبل استشهاده، بأن الخطر كان يحدق به ومساعديه مرارًا أثناء التصوير، إثر عمليات القصف الإسرائيلية.
وفي إحصائية سابقة لها، بينت وزارة الثقافة الفلسطينية، أن الاحتلال قتل 41 فناناً وكاتباً وناشطاً في غزة، بشكل متعمد، خلال عمليات القصف المتواصلة.
وتواصل "إسرائيل"، لليوم الـ 624، شن حرب الإبادة الجماعية وارتكاب المجازر وجرائم الحرب ضد المدنيين في قطاع غزة، واستهداف طالبي المساعدات من المجوّعين قرب مراكز "المساعدات" الإسرائيلية الأمريكية، بالتوازي مع حصار مطبق واستخدام التجويع كأحد أسلحة الحرب الشاملة على القطاع.