الساعة 00:00 م
السبت 28 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.64 جنيه إسترليني
4.78 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.96 يورو
3.39 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

العلم الفلسطيني يكسر حاجز الصمت في ملاعب أمريكا

ميدل ايست: استمرار الإبادة الجماعية في غزة إهانة مطلقة للإنسانية

حجم الخط
إبادة.webp
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

أبرز موقع Middle East Eye البريطاني، استمرار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة رغم مرور أكثر من عشرين شهرًا على اندلاع العدوان، ورغم كل التحذيرات الأممية والحقوقية، بل والاعترافات الرسمية بارتكاب جرائم حرب.

وقال الموقع إن ما يجري أمام أعين العالم منذ 7 أكتوبر 2023 ليس مجرد صراع أو "حرب" كما يسميها البعض، بل هو أول إبادة جماعية متلفزة في تاريخ البشرية، تُنقل لحظة بلحظة، من كل زاوية، وبكل الوسائط، دون أن يحرّك العالم ساكنًا.

ولفت إلى أنه في الأيام الأخيرة وحدها، وبينما كانت العناوين الدولية مشغولة بالتصعيد العسكري بين دولة الاحتلال وإيران، استشهد مئات الفلسطينيين لكن رغم فظاعة المجازر، لم تحتل غزة صدارة التغطية، بل جرى حشرها في أسطر جانبية ضمن التقارير الإخبارية.

وأشار إلى أنه في مساء يوم الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصّل إلى وقف إطلاق نار بين دولة الاحتلال وإيران، حيث في ذلك اليوم نفسه، استشهد 71 فلسطينيًا في غزة. وقبلها بيوم، أكثر من 50 آخرون. وفي اليومين السابقين، أكثر من 200. مجازر تُرتكب على مدار الساعة، وكأنها روتين يومي.

مأساة أكبر من الأرقام

أكد موقع Middle East Eye أن مأساة غزة لا تتوقف عند الأرقام. ففي عطلة نهاية الأسبوع، استشهد الصحفي أمين حمدان مع أسرته بأكملها. وقُتل أطفال يجمعون الحطب في الشجاعية. كما أصيب ضابط الدفاع المدني محمد غراب وابنه بجروح قاتلة، وهو نجل شهيد آخر قضى عام 2018 في مسيرات العودة.

ونبه إلى أنه في خضم الإبادة الجماعية، يظهر سلاح التجويع بوصفه وسيلة الاحتلال الجديدة للقتل البطيء.

بهذا الصدد حذر الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر، من أن أطفال الخدج في العناية المركزة قد يموتون خلال 48 ساعة بسبب نقص الحليب.

من جهتها مراكز توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة، تحوّلت إلى مصائد موت استشهد فيها أكثر من 450 فلسطينيًا.

تُجبر العائلات على الوقوف لساعات في مناطق خطرة من أجل الحصول على كيس دقيق، ثم تتعرض للقنص أو القصف. وكأن الجوع فخ محكم لا مفر منه.

أطفال بلا طعام... وبلا أمان

من القصص التي تمزق القلب، قصة محمد الدربي، صبي في الثانية عشرة، سار ثماني ساعات للحصول على طحين لعائلته، ثم سُرق منه قبل أن يصل. أجهش بالبكاء وهو يقول: "لا يوجد طعام... لا طعام على الإطلاق".

قصة أخرى تعود إلى محمد يوسف الزعانين، شاب من بيت حانون، خرج ليجلب دقيقًا لأمه وأخواته السبع لكنه استشهد أثناء محاولته الحصول عليه، وعاد جثمانه مغطى بالدقيق.

ومن قبلها، قُتلت إيناس فرحات وأطفالها السبعة، والدكتور الذي فقد أطفاله التسعة. أصبح القتل الجماعي للعائلات خبرًا عاديًا، لا يثير أكثر من التثاؤب.

نظام صحي منهار وصمت عالمي مخزٍ

المستشفيات في غزة شبه مشلولة. يقول الجراح فضل نعيم: "تتمزق العائلات ليس فقط بسبب القنابل، بل بسبب الجوع والخوف واليأس".

وتحت هذا العذاب، يواصل العالم صمته. لا مبادرات، لا ضغط سياسي، لا مساءلة. فقط الإحصاءات... فقط البيانات.

وسط كل ذلك، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إشعال حربا إقليمية، في محاولة للهروب من الملاحقة الدولية والفشل السياسي. وبينما تغذي بعض الأنظمة العربية المتواطئة، ماكينة الحرب من خلال الحصار أو السكوت أو الانخراط في "إعادة الإعمار" التي تُستخدم لتبييض الجرائم.

وكانت إيران قد استُخدمت مجددًا كفزّاعة مثالية لصرف الأنظار عن غزة. وبعد شنّ الاحتلال ضربات على أهداف إيرانية، لم تتوقف الهجمات على غزة. بل استُكملت بلا خجل، وعلى نفس الوتيرة الوحشية.

حتى الحديث عن وقف إطلاق النار أو المفاوضات اختفى من التداول. لا وفود، لا مساعٍ. غزة بلا صوت سياسي حقيقي. السلطة الفلسطينية غائبة أو متواطئة. والعالم العربي يكتفي بالبيانات.

وكما كتب الباحث الغزّي مقداد جميل: "أصبح الناس أشباحًا. مذعورين من أن هذه الإبادة الجماعية ستستمر إلى الأبد".

وختم الموقع بأن ما يحدث اليوم في غزة ليس مجرد جريمة، بل إهانة أخلاقية كبرى لكل قيم الإنسانية والكرامة. ولا يجب أن يُختزل الشعب الفلسطيني إلى مجرد أرقام في شريط أخبار. يجب أن نُبقي أعيننا على غزة، ونواصل الحديث، ونرفض تطبيع المذبحة، حتى لو كان العالم كله يغمض عينيه.

غزة اليوم هي مرآة العالم. ومن يصمت على الجريمة، هو شريك في ارتكابها.