الساعة 00:00 م
الخميس 03 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.6 جنيه إسترليني
4.76 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.98 يورو
3.37 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

‏على حافة الموت.. "بتول" طالبة التوجيهي تفرّقها شظية إسرائيلية عن حلمها

مليون نازح محشورون في مساحة ضيّقة بغزة.. و51 أمر إخلاء منذ استئناف الحرب

بلدية غزة: 260 ألف طن من النفايات بالمدينة وكارثة وشيكة بحق مليون نازح

ترجمة خاصة.. ذا إنترسبت: البحث عن الطعام تحول لخطر مروّع بغزة

حجم الخط
غزة المساعدات.webp
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

أبرز موقع ذا إنترسبت الأمريكي أن مجرد البحث عن الطعام في قطاع غزة بات مهمة محفوفة بالموت، في وقت يعيش فيه السكان كارثة إنسانية متصاعدة بسبب الحرب والحصار الإسرائيلي.

ولفت الموقع إلى قتل جيش الاحتلال المئات من الفلسطينيين في شهر حزيران/يونيو الماضي أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التي تُدار ضمن ترتيبات أمنية معقدة، ما يسلط الضوء على مأساة إنسانية تتفاقم كل يوم.

ووفق مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، يواجه الغزيون «خيارًا غير إنساني» بين الموت جوعًا أو تعريض حياتهم للخطر أثناء محاولة تأمين ما يسد رمقهم.

وقال المكتب: "لا يزال سكان غزة اليائسون والجياع يواجهون خيارًا غير إنساني، إما الموت جوعًا أو خطر الموت أثناء محاولتهم الحصول على الطعام".

نقاط التوزيع مصائد موت

يأتي ذلك بينما تفيد تقارير ميدانية بأن القوات الإسرائيلية قتلت عشرات الفلسطينيين بالرصاص وقذائف الدبابات والطائرات المسيّرة خلال تجمعاتهم في مناطق توزيع المساعدات، كان آخرها في جنوب ووسط غزة، حيث أُعلن عن استشهاد 44 شخصًا في يوم واحد بينما كانوا ينتظرون الحصول على الغذاء.

وأزمة توزيع المساعدات تتفاقم بسبب نظام توزيع معقد يُنفّذ عبر مؤسسة "غزة الإنسانية" وهي منظمة غير ربحية أُنشئت حديثًا بهدف توزيع المساعدات بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية وشركات أمنية وعسكرية خاصة أمريكية.

إلا أن هذا النموذج أثار انتقادات حقوقية حادة، إذ اعتبرته أكثر من 12 منظمة حقوقية وقانونية، بينها مركز الحقوق الدستورية واللجنة الدولية للحقوقيين، "تقويضًا للمبادئ الإنسانية الأساسية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال".

وحثّت هذه المنظمات في رسالة مفتوحة الجهات المانحة والشركات على تعليق أي دعم لهذا النموذج، معتبرةً أن إسناد توزيع المساعدات إلى جهات خاصة لها انتماءات سياسية ينتهك المبادئ الإنسانية، ويحول المساعدات إلى أداة ضغط سياسي بدلاً من كونها وسيلة إنقاذ حياة.

أين يتم توزيع المساعدات؟

أظهرت تقارير ميدانية وتحليلات صور أقمار صناعية، أجراها الباحث البيئي يعقوب غارب من جامعة بن غوريون، أن مواقع توزيع المساعدات تقع غالبًا في مناطق خطرة أو قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية محصنة. وخلص غارب إلى أن معظم سكان غزة لا يستطيعون الوصول إلى هذه المراكز بأمان، إذ يتعين عليهم عبور مناطق محظورة أو ممرات عسكرية مثل ممر نتساريم، أو السير مسافات طويلة عبر حقول من الأنقاض، حاملين صناديق غذائية ثقيلة وسط تهديد دائم بالقصف.

ويحذر غارب من أن تصميم مواقع المساعدات يبدو مصممًا للرقابة أكثر من ضمان سلامة المدنيين، إذ تفتقر هذه المواقع إلى مرافق أساسية مثل المياه أو الظل أو المراحيض، وتُرغم الحشود على التحرك عبر ممرات ضيقة مسيّجة تُحوّل المدنيين إلى أهداف مكشوفة.

ويقول غارب: "إن تغليف هذا النوع من التدخل التكتيكي بغطاء إنساني أمر يثير الاشمئزاز. إذا لم تتمكن من تنفيذ المساعدات بشكل صحيح وآمن، فاترك المجال لمن يستطيع".

وتتفاقم الكارثة وسط تحذيرات من المجاعة. وتشير مريم ديلوفري، أستاذة الشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن، إلى أن تدخل الجيوش في توزيع المساعدات يتناقض مع المبادئ الإنسانية مثل الحياد وعدم الانحياز.

وقالت: "الناس يخشون الجيش، ولا يشعرون بالثقة عند التعامل معه. من المفترض أن تكون المساعدات الإنسانية خالية من أي مصالح سياسية أو عسكرية".

وفيما تستمر الأزمة، لا تزال الآلاف من الأسر الفلسطينية عالقة بين جوع قاتل وخطر الموت أثناء محاولة الحصول على الغذاء، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها القطاع منذ عقود.

وباتت غزة اليوم مثالاً صارخًا على أن البحث عن كسرة خبز أو كيس دقيق صار معركة مميتة، يدفع ثمنها الأبرياء، وسط صمت دولي مخزٍ وعجز المؤسسات الإنسانية عن فرض حلول تضمن بقاء الفلسطينيين أحياء.