الساعة 00:00 م
الثلاثاء 08 يوليو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.55 جنيه إسترليني
4.71 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.92 يورو
3.34 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عادل الرمادي.. لا يكتب من خيال بل من وجعٍ غزّيٍ ينزف شعرًا وقهرًا في قصيدته

"مجزرة دون إسالة دماء"..

خاص بعد تهجيرهم قسرًا.. كيف تبدو حياة سكان تجمع المليحات؟

حجم الخط
عرب المليحات.jpg
أريحا- وكالة سند للأنباء

تحولت حياة سكان تجمع عرب المليحات البدوي، إلى جحيم، بعد أن أجبرهم المستوطنون على الرحيل من مساكنهم قسرًا، والسيطرة على التجمع الواقع شمال غرب أريحا شرقي الضفة الغربية.

واضطرت نحو 25 عائلة، تتكون من نحو 250 فردًا إلى اللجوء لمنطقة جبل البلقا، التي تبعد نحو 5 كيلومترات عن التجمع القديم، لكنها وفق السكان، خالية من أشكال الحياة، ولا تتوفر أدنى متطلبات المعيشة.

وقال أحد سكان التجمع جمال مليحات، إن منطقة جبل البلقا هي في الأصل أراض تتبع وزارة الأوقاف الفلسطينية، لكنها لا تصلح للإقامة أو تربية الماشية، لعدم وجود مصادر مياه أو أمكنة لرعي المواشي، عدا عن تهديدات المستوطنين المستمرة.

وفي وصفه لأحوال الناس، أشار مليحات في حديث مع "وكالة سند للأنباء"، إلى أن "أحوال الناس هنا يرثى لها، أطفال ونساء بلا مساكن جيدة، وأدنى المتطلبات غير متوفرة، وهناك من باع قسما من مواشيه لتوفير سكن ومياه، فيما لجأت عائلات أخرى إلى مناطق في رام الله وأريحا والعوجا، بظروف بالغة الصعوبة".

وأضاف مليحات، أن أحد المهجرين لجأ مع عائلته ومواشيه إلى منطقة سهلية قرب مخيم عقبة جبر في أريحا، فهاجمه المستوطنون وأجبروه على الرحيل لمنطقة جبل البلقا.

WhatsApp Image 2025-07-08 at 12.22.56 PM.jpeg


وبين أن المنطقة تقابل تجمع عرب المليحات، وكل المهجرين ينظرون للتجمع وإلى تحركات المستوطنين فيها، وقيامهم بإحراق بعض البركسات والخيم المنصوبة، تمهيدًا فيما يبدو لإقامة بؤرة جديدة في المكان.

واعتبر مليحات أن المنطقة التي هجروا منها، كانت توفر ممرًّا آمنا للمسافرين بين رام الله وأريحا، وتقديم المساعدة لمن انقطعت بهم السبل، لكنها تحولت حاليا لمنطقة مخيفة، يسيطر عليها مستوطنون متطرفون.

ولخّص ما جرى بأنه "مجزرة دون إسالة الدماء"، مضيفًا: "منذ 4 سنوات ندفع ثمنا غاليا مقابل صمودنا في التجمع، ولكن لم نجد دعما لتعزيز بقائنا".

وحذر من خطط المستوطنين لتهجير تجمعات أخرى في الضفة، على غرار تجمع المليحات، للسيطرة عليها وبسط المد الاستيطاني.

بدورها، أكدت الناشطة الحقوقية عالية مليحات، أن سكان التجمع اضطروا للنزوح بأغنامهم بصعوبة وسط إطلاق جيش الاحتلال الرصاص الحي، وهدموا منازلهم بأيديهم تحت وطأة التهديد والاعتداءات.

وأوضحت مليحات لـ وكالة سند للأنباء أن نحو 220 مواطناً من القرية أصبحوا بلا مأوى، مشيرة إلى أن المستوطنين هاجموا الأهالي تحت حماية جيش الاحتلال، فيما تحولت المعرجات إلى تجمعات خالية تماماً من السكان بعد عمليات الهدم والتهجير.

وأضافت أن تجمع "شلال العوجا" القريب من المعرجات بات بدوره مهددًا بالتهجير، في ظل تصنيف المنطقة ضمن ما يُعرف بمناطق (ج) وصدور أوامر عسكرية بزعم " أنها "أراضي دولة"، رغم أن الأهالي يقطنون فيها منذ أكثر من 40 عاماً.

وحذرت مليحات من كارثة إنسانية يواجهها سكان عدة تجمعات جرى بعد تهجيرهم، داعية لضرورة تحرك المؤسسات الحقوقية والدولية لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة.

والجمعة الماضية، أُجبرت أكثر من 80 عائلة من تجمع المليحات، على الرحيل قسرا بفعل هجمات المستوطنين شمال غرب أريحا.

وقال المشرف العام لمنظمة "البيدر" حسن مليحات، في بيان في حينه، إن تهجير تلك العائلات الفلسطينية جاء بعدما نصب مستوطنون عددا من البؤر الاستيطانية.

وأوضح مليحات، أن السكان رحلوا بعد أن قاوموا المستوطنين والاحتلال على مدى 4 سنوات دون مساندة أحد، بينما أقام المستوطنون حفلا بهذه المناسبة.

ووفق بيانات سابقة لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن اعتداءات المستوطنين والجيش أدت إلى ترحيل نحو 30 تجمعا بدويا فلسطينيا، منذ تصعيد "إسرائيل" عدوانها بالضفة الغربية مع بدء الإبادة بقطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.