وقع نبأ الكمين الذي نفذته "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس" أمس الاثنين في بيت حانون شمال قطاع غزة، كمصيبة جديدة وضربة قاسية يتلقاها جيش الاحتلال والأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية.
أعلن جيش الاحتلال، صباح اليوم الثلاثاء، مقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين من كتيبة "نيتسح يهودا" في لواء "كفير"، جرّاء تفجير المقاومة الفلسطينية عبوات ناسفة بقوة راجلة من الجنود في بيت حانون شمال قطاع.
ورصدت وسائل إعلام إسرائيلية ردود أفعال مسؤولين إسرائيليين عقب الكمين، الذي اعتبر أحد أصعب الأحداث الأمنية منذ بدء الحرب على غزة، حيث وقع في منطقة خاضعة لسيطرة كاملة من الجيش في بيت منذ عام ونصف تقريبًا.
فقد وصف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ما جرى في شمال قطاع غزة بالمؤلم، فيما دعا زعيم المعارضة يائير لبيد إلى إنهاء الحرب "من أجل المقاتلين وعائلاتهم والرهائن وإسرائيل"، وفق تعبيره.
أما قال رئيس تحالف الديمقراطيين يائير غولان، قال إن "إسرائيل" باتت مجبرة على إنجاز صفقة وإنهاء الحرب بعد مقتل جنودها في غزة ليلة أمس.
وفي السياق، قالت النائبة في الكنيست ميراف بن آري إن الجنود الإسرائيليين يقتلون في الموقع نفسه الذي احتلته القوات مرات عدة.
من جهته، دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، رئيس وزراء الاحتلال لإعادة الوفد الذي خرج للتفاوض مع حركة "حماس" في الدوحة "بشكل فوري"، وقال: "لا يجب التفاوض مع من يقتل جنودنا".
في حين قال وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش: "نتألم لمقتل جنودنا الذين قتلوا اليوم. أدعو نتنياهو إلى وقف إدخال المساعدات للعدو الذي يقاتل قواتنا في غزة".
أما زعيمة حزب "ميرتس" السابقة، زهافا غالؤون، فطالبت بإنهاء الحرب والخروج من غزة وتحرير الأسرى، وقالت: "5 جنود آخرين قُتلوا شمال قطاع غزة. كفى، يجب إنهاء هذه الحرب. اخرجوا من غزة، حرروا جميع الأسرى، أوقفوا سفك الدماء".
كما طالبت زعيمة حزب العمل السابقة، ميراف ميخائيلي، بوقف الحرب وعقد صفقة تبادل أسرى فورًا.
في حين، وصف زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، حكومة الاحتلال بأنها "خطر حقيقي على أمن إسرائيل" مطالبًا برحيلها فورًا.
وقال ليبرمان: "حكومة السابع من أكتوبر تموّل حماس من أموال الجمهور، عبر شاحنات محملة بـ"مساعدات"، ثم ترسل أفضل أبنائنا للقتال ضد مسلحين أصبحوا أقوى وأكثر تجهيزًا.
بينما علّق عضو الكنيست ميراف بن آري بالقول: "جنودنا يقتلون في نفس الساحة التي تم احتلالها عدة مرات. بدلًا من أن يقف الوزراء، ويدعموا رئيس الأركان وينهوا الحرب يواصلون زرع الذعر والهلع من 7 أكتوبر جديد".
وذكر تحقيق أولي أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي أن نصب الكمين بعد تفجير الألغام هو تكتيك استخدمته حركة حماس في حوادث سابقة مشابهة.
وتصاعدت عمليات المقاومة بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية وأدت لمقتل وإصابة عشرات الجنود والضباط في مناطق مختلفة بالقطاع.