بالفيديو والصور "محمد" طفل غزي سرقته طائرات الاحتلال من دراجته وأحلامه

حجم الخط
طفل
غزة – وكالة سند للأنباء

في زوايا الحياة المنسية وتحت ركام الحرب، تختبئ حكاية طفل اسمه محمد، كان بالأمس القريب يملأ الحي ضحكًا وهو يركب دراجته الصغيرة، يجري خلف أحلامه الصغيرة، يطلب الطعام بفرح، ويفرح إن أُعطي جناح دجاج أو قطعة حلوى.

كانت أمه تقلل له الأكل من شدة شهيته، وكان يملأ البيت حياة، لكن طائرات الاحتلال، كما تفعل دائمًا، باغتت أحلامه، وسرقت طفولته في لحظة، حين قصفت جوار منزله، وسقط عليه صديقه، فصرخ محمد: "تصاوب"، ومنذ تلك اللحظة، انكسر شيء في الجسد والروح.

اليوم، محمد لا يستطيع الجلوس، ولا يقوى على الحركة، يرفض الطعام، يبكي كثيرًا، ويتحسر على طفولة سُرقت منه في عزّها، وأمه، التي تقاتل الجوع والفقر والعجز في صمت، تفتّش في الوجع عن دواء، عن طرف صناعي يعيد لمحمد بعضًا من طفولته، ويمنحه أملًا بأن يركض من جديد، أن يضحك دون وجع، أن يعيش كما يليق بالأطفال أن يعيشوا.

"كابوس"..

قالت والدة الطفل محمد، التي تعيش أوضاعًا إنسانية صعبة، إن ابنها كان يعيش حياة طبيعية كباقي الأطفال، يلعب ويركب الدراجة ويشارك أصدقاءه لحظات الفرح، قبل أن يتحول كل شيء فجأة إلى كابوس.

وأضافت في مقابلةٍ مصورة لـ "وكالة سند للأنباء"، "كان يرمي في السنة من شدة الفرح، ويأكل بشكل طبيعي، حتى أن أمه كانت تخفف عنه الأكل أحيانًا، لكنه اليوم لا يقدر أن يأكل نصف الرغيف."

تروي الأم لحظة الصدمة قائلة: "فجأة، صديقه وقع على رجله، صرخ وقال "تصاوب"، ومنذ تلك اللحظة لم يعد كما كان."

وتابعت: "صرت أحكي يا رب يكون حلم، صدمتنا كانت كبيرة، لم نستوعب ما حدث، والناس حولنا بدأت تغادر، لكن نحن بقينا خائفين ومصدومين."

تقول والدته بحرقة: "صار يتحسر على حاله، ما بقى يعرف يقعد، ما عاد يرضى يأكل، كنت أترجاه أقول له تعال كل، يرفض، كان دايمًا يلعب، يجري بالبسكليت، أما اليوم صار بس يعيط."

وتضيف: "بيطلب أكل، نفسي في الجاج أو حاجة حلوة، بس من وين أجيب له؟ حتى العلاج مش قادرين نوفره، نروح على العيادات الطبية، ما في علاج، وإذا بدنا نشتريه من برة، غالي كتير."

تعيش العائلة على الحد الأدنى من الغذاء، تقول: "إيش نطعميه؟ عدس، يا رز، أحيانًا رغيف خبز عليه طول اليوم. لا فواكه، لا حاجة حلوة، المية ما تكفي، الأسعار غالية، مش قادرين نشتري."

وختمت مناشدتها بحرقة: "إحنا بناشد العالم، في علاج لمحمد؟ بده طرف صناعي لأنه لسه صغير، عمره قدامه، بده يتعلم، بده يلعب، بده يعيش طفولته، هو لسه طفل".

الأطفال الضحايا الأبرز في الحرب..

ولا يزال أطفال قطاع غزة يدفعون الثمن الأثقل في حربٍ لا ترحم، حيث يُشكّلون النسبة الأكبر من الضحايا، ويقفون في مقدمة المستهدفين بنيران الاحتلال، فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي واسع النطاق في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استُشهد أكثر من 16,500 طفل، في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تحيط بالأطفال في القطاع المحاصر.

ووفق معطيات صادرة عن وزارة الصحة في مايو/أيار الماضي، بلغ عدد الشهداء من الرضّع (أقل من عام) نحو 916 طفلاً، فيما ارتقى 4,365 طفلاً تتراوح أعمارهم بين عامٍ وخمس سنوات، و6,101 طفلاً بين 6 إلى 12 عامًا، بينما استُشهد 5,124 فتىً بين 13 و17 عامًا.

ولا تقتصر المأساة على الشهداء، إذ تشير التقديرات إلى إصابة نحو 17 ألف طفل، في حين يعاني أكثر من 25 ألفًا من سوء تغذية حاد نتيجة تدمير النظام الغذائي وشح المساعدات، وسط حصار خانق وظروف معيشية متدهورة.

وبحسب تقارير أممية، فإن الأطفال يشكلون نحو ثلث إجمالي ضحايا العدوان، مما يضعهم في صدارة الفئات الأكثر تضررًا واستهدافًا، في حربٍ لم تستثنِ أحدًا، ولا تزال فصولها الأكثر مأساوية تتكشف يومًا بعد آخر.

e0d837d0-c204-4d1e-9a58-5578de91a39e.jpg

d0548691-3b3f-4fb3-b80e-1c7fb088c2c4.jpg

74e8fc4e-4a96-47fd-928d-47b16fdaa750.jpg

c5d786a4-8732-40cc-9f68-f241112ad221.jpg