الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"شهد".. الشهيدة والمولودة اليتيمة!

"بني حيفتس" .. اغتيالٌ لأرزاق مزارعي طولكرم

حجم الخط
طولكرم - وكالة سند للأنباء

إن كنتَ مزارعاً فلسطينياً ترزح تحت حكمٍ احتلال إسرائيلي بغيض، فذلك يعني أنّ لا أمانَ على نفسك وأرضك وحلمك، كُل شيء معرضٌ للمصادرة، ففي عرف "الغاب" الذي تمارسه إسرائيل، لا شيء محرّم، وكل شيء فلسطيني مستباح.

يقاوم المزارعون الفلسطينيون في معركة البقاء، يتجرعون كل أذى من أجل أرضهم التي خُلقوا وترعرعوا عليها، وسقوها بمدادٍ من التعب والجد والكد، يحيطونها بعظيم الاهتمام والرعاية حتى باتت كأبنائهم الذين لا يستطيعون البعد عنهم، ولا حتى احتمال الأذى فيها.

تفاصيلٌ لا تهم محتلٍ يتلذذ بتعذيب الفلسطينيين، ليتلقى مزارعو ثلاث قرى تقع شرق طولكرم (شوفة وفرعون وجبارة) بصدمةٍ كبيرة، خبر مصادرة 800 دونماً زراعياً من أراضيهم الزراعية والرعوية والمشجرة بالزيتون.

مكان إستراتيجي

ويأتي خبر المصادرة لصالح توسع مستوطنة "بني حيفتس"، من أجل إقامة منطقة صناعية تتبع لها على غرار مناطق صناعية أخرى كثيرة تقع في الضفة الغربية.

مكانٌ ليس عبثاً تم اختياره، فالناظر لجبال وتلال تلك القرى الثلاث، يعلم كم أنها مكان استراتيجي، يجاور الساحل الفلسطيني ومدينة قلقيلية وعددٍ من المستوطنات، الأمر الذي حفزّ الاحتلال لمصادرة هذه المساحة الكبيرة دفعة واحدة.

ولأن الفلسطيني يتسم بالثبات، لازال المزارعون يرفضون القرار، ويعتبرونه باطلاً، يواصلون الاعتناء بأراضيهم الزراعية رغم القرار المجحف بحقهم، والذي قد ينفذ بأي لحظة، ويتم طردهم من أراضيهم، وتُقطع أرزاقهم، لينضموا لصفوف العاطلين عن العمل، أو يضطرون للعمل في الداخل المحتل.

ملاحقةٌ للمزارعين

حزن المزارع صقر أبو حمد يكتسي قلبه، ويأكل الهم عقله قائلاً:" لقد سبق وأن هدم الاحتلال منزلي، واليوم ألاحق في قوت عيالي، فالأراضي التي كنتُ أعيش منها وعليها باتت في مهب الريح".

لم يكن القرار ليردع حمد عن مواصلة الاهتمام الكبير بأرضه الزراعية، حتى وإن كلفته حياته كما يوضح لــ "وكالة سند للأنباء".

ويشيرُ بيده إلى مستوطنة "بني حيفتس" ويقول:" جاءوا من بلاد ودول كثيرة وزعموا أن هذه الأرض لهم، وأنها أرض اجدادهم، لكننا نقول لهم أننا باقون ما بقي الزعتر والزيتون، وعليهم الرجوع للبلاد التي جاءوا منها".

وحول التوسع الذي يأكل أراضي الضفة، يقول مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إنه بالقرب من مستوطنة "بني حيفتس" تتربع أيضاً مستوطنة "عناب" شرقي طولكرم، على تلة عالية حيث استنزفت هي الأخرى أراضي ذات مساحات كبيرة لصالح إيجاد شارع يربط بين المستوطنتين قبل سنوات.

ويشير دغلس إلى أن القرار الأخير بمصادرة 800 دونم هو لإقامة منطقة صناعية، وهو ما يعني استنزاف جديد للأراضي التابعة للقرى الثلاث وغيرها من القرى المجاورة.

تلويثٌ كبير

ويُشاطر المزارع حسن محارب من قرية شوفه الألم مع غيره من المزارعين، قائلاً:" إن اقامة منطقة صناعية فوق أراضيه لن يتسبب فقط بخسارة أرضه بل أيضاً بتلويث الأراضي المجاورة، وأن المخطط الاستيطاني سيساهم بتلويث كبير للبيئة والمياه، عدا عن التلوث الحاصل من مصانع "كيشوري" التي تلوث غالبية منطقة طولكرم.

وعن المساعدات أو اتخاذ خطوات لإبطال القرار، يبين أنه للأسف الشديد لا يوجد خطوات فعليه، والاحتلال يفرض ما يريد بقوة السلاح والارهاب، مرددا المثل العربي القائل: "إن كان غريمك القاضي لمين تشتكي".

وتشير الإحصائيات الفلسطينية وهيئة مقاومة الجدار إلى أن أراضي القرى الثلاث قد جرى استنزافها قبل أعوام مع انتفاضة الاقصى، وأن المساحة  التي عزلت بواسطة جدار الفصل العنصري 1300 دونم فقط من أراضي شوفه لوحدها، وهي عبارة عن أراضي زراعية مزروعة بالزيتون والحمضيات واللوزيات، وحوالي 2100 دونم تم تجريفها وخلع الأشجار منها وإقامة جدار الفصل عليها.