الساعة 00:00 م
الأحد 19 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.69 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

استطلاع: 38% من طلاب "راسل" يعتقدون أن 7 أكتوبر مقاومة

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

"اللي إلنا إلك" ... سوق الفقراء بغزة

حجم الخط
61953775_593812261114540_7974482700654346240_o.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

"إمي اشتري لي هاي البلوزة"

بقيت هذه الجملة عالقة في ذهن الشابة بيسان عودة (20 عاماً)، حينما كانت تسير في السوق وسمعت طفلة تطلب من أمها أن تشتري لها قطعة ملابس ما، لكن الأم وكزتها وأخبرتها أنها لا تملك المال، ومضت في طريقها، والحسرة تملأ قلب الصغيرة.

مشهدٌ لم تكن لتنساه بيسان أو تغض الطرف عنه، لتداهمها فكرة القيام بتنظيم مبادرة شبابية لجمع الملابس القديمة من الناس والتي تصلح للارتداء بدلاً من رميها، ومن ثم توزيعها على العائلات الفقيرة في قطاع غزة.

قبولٌ واسع

40 متطوعا ًمن كافة أنحاء قطاع غزة، قرروا أن يكونوا حلاً لقضية شُح الملابس لدى العائلات الغزية، فأطلقوا صفحةً عبر مواقع الفيس بوك "اللي إلنا إلك" من أجل نشر الفكرة على أوسع نطاق ممكن، وتجميع الملابس من كل مكان في قطاع غزة.

وتقول بيسان لـ "وكالة سند للأنباء" أن الحملة بدأت بتجميع الملابس من البيوت، من خلال اتصال كُل من يرغب بالتبرع، ونحن بدورنا نرسل له أحد المتطوعين لجلب الملابس منه، تسهيلاً وتشجيعاً للمتبرعين.

لاقت الفكرة قبولاً في أوساط الناس، بعد نشر الفكرة من قبل المتطوعين بين العائلات والأسواق والأصدقاء، وزادت نسبة المتبرعين، ليقوم الفريق بعدها بجمع الملابس ومن ثم فرزها لتسهيل عملية الاختيار من قبل المحتاجين.

74569275_695773597585072_8402426627778150400_n.jpg

 

مواسمٌ متعددة

لم يكن هذا الشتاء الموسم الأول لفريق "اللي إلنا إلك"، بل سبقها العديد من المواسم التي عمل عليها الفريق من أجل نشر الابتسامة على وجوه الأطفال والعائلات المحتاجة.

تحاول بيسان مع فريقها هذا الموسم مساعدةـ 1000 عائلة، وقد تم توزيع 700 طرد مدرسي للطلاب، والسعي مستمرٍ لمساعدة أكبر عدد من العائلات الغزية التي تعاني بشكل كبير.

وتضيف بيسان:" من حق الناس علينا أن نمد أيدينا لهم، أن نساعدهم ونعينهم على الحصار، لا أن نعين الحصار عليهم، فقد تواجه أي دولة هذا الحصار، المهم أن يتعاضد الناس فيه، لا أن يتواكلوا ويلقوا باللوم على الحصار".

بعد تجميع الملابس من قبل الفريق وفرزها وتصنيفها، يتم تنظيم معرض في أحد القاعات أو الأماكن في قطاع غزة، وتعرض فيه جميع الملابس التي تم التبرع فيها، ويُفسح المجال للعائلات الفقيرة باختيار الملابس التي تريديها بناءً على عدد أفراد أسرتها.

61969679_594764737685959_459637156520919040_o.jpg
 

رفع الحرج

ويأتي سبب تنظيم المعرض من أجل رفع الحرج عن الناس، وإبعادهم عن المفاصلة بالأسعار والتبرير للبائعين ولأطفالهم بعدم قدرتهم على الشراء، أو اضطرارهم للاستدانة من أجل كسوة أطفالهم.

سعادة العائلات القادمة للمعرض لا تضاهيها سعادة، وعن بعض المواقف التي مرت بها بيسان تذكر أم لإحدى الأطفال، من شدة سعادتها، كررت السؤال علينا أكثر من مرة " متأكدين من غير دفع"، وعلامات البهجة كانت تغمرها وصغارها.

احتياج الناس المتواصل في القطاع، هو سبب استمرارية المبادرة في أكثر من موسم، عدا عن ازدياد نسبة الفقر، وخاصة بعد كل عدوان من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وتتابع بيسان لــ "وكالة سند للأنباء": "طالما وضعنا أنفسنا كحل لمشكلة الكثير من العائلات، علينا الاستمرار في ذلك، وهذا واجبنا تجاه أهلنا الذين يعيشون معنا وبيننا".

350.jpg
 

أمنية بالاستمرار

ابتسامة الأطفال الصغار حين يختارون ملابسهم بأنفسهم، تشكل حافزاً كبيراً لدى المتطوعين بالاستمرار في هذا العمل، وتمنحهم شعوراً بالراحة والأمان حتى في أكثر اللحظات تعباً.

وتوضح بيسان أن هؤلاء المتطوعين يقتطعون جزءاً من أوقاتهم وهم في رضاً كامل، كونهم يعلمون أن هذا الوقت سيكون سبباً لإسعاد الكثيرين.

وتتمنى بيسان وفريقها أن تصل لكل عائلة غزية، فتمنحهم ما يحتاجونه وتخفف عنهم عناء العوز والحاجة، وأن تدخل السعادة على كل طفلٍ صغير يشتهي أن يشتري قطعة ملابس تقيه برد الشتاء ولا يملك مالاً لفعل ذلك".

62133690_593812424447857_4702846205363748864_o.jpg
 

وقالت وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، إن 33.8 بالمئة من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر المدقع.

وبلغت نسبتي الفقر والبطالة في غزة خلال عام 2019 إلى75 بالمئة، وأن 70 بالمئة من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وتسببت الانتهاكات الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين بأوضاع اقتصادية صعبة لسكان القطاع.

وتفرض إسرائيل منذ نحو 13 عاما حصارا مشددا على غزة، ما أدى إلى زيادة كبيرة في نسب الفقر والبطالة في القطاع المكتظ بالسكان.