الساعة 00:00 م
الثلاثاء 19 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.97 يورو
3.65 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"وكالة سند" تكشف تفاصيل جريمة إعدام الاحتلال مسنا جنوب غزة

مأساة تحولت إلى إبداع.. رحلة أسيل نسمان من غزة إلى الحدود المصرية

بالإرادة.. ينتزع الأسرى حقهم في التعليم

حجم الخط
محمد منى – وكالة سند للأنباء

اعتقالات متكررة ومنع من استكمال العملية التعليمية عقبة تواجه العشرات من الطلبة الفلسطينيين الذين يزج بهم الاحتلال الإسرائيلي داخل سجونه، ليحرمنهم من أبسط حقوقهم بالحرية والعلم.

كثير من الأسرى الطلبة امتلكوا الإرادة القوية وصمموا على مواصلة مسيرتهم التعليمية من داخل السجون على الرغم من العقبات التي يضعها الاحتلال، واستطاعوا انتزاع حقهم ونالوا الشهادة العلمية التي يطمحوا لها.

الانتصار على الاعتقال

الأسير براء ذوقان (24 عامًا)، من مدينة نابلس أحد هؤلاء الأسرى الذي أمضى نحو ثلاث سنوات في سجون الاحتلال باعتقالات متكررة، كان أولها وهو في سنته الجامعية الأولى

وقالت والدة الأسير براء، عائشة ذوقان لمراسل "وكالة سند للأنباء"، إن نجلها كان يطمح لاستكمال المرحلة الجامعية والحصول على درجة البكالوريوس في التاريخ، غير أن اعتقاله لأربع مرات لدى الاحتلال شكل عقبة أمام تحقيق غايته.

وأضافت ذوقان أن نجلها صمم منذ بداية اعتقاله الأخير على استكمال دراسته الجامعية وإنهاء المساقات الجامعية المتبقية له، والتي بلغت 15 ساعة دراسية.

وأشارت إلى أن نجلها حصل على موافقة من جامعة النجاح لاستكمال المساقات الجامعية المتبقية، وجرى تزويده بالكتب الدراسية خلال زيارته في السجن.

وبيّنت والدة الأسير ذوقان تمكن من إنهاء المواد المتبقية على بمساعدة بعض الأسرى ممن يحملون الشهادات جامعية العليا، والذين أشرفوا على دراسته وبحث تخرجه، وتمكن من إصدار شهادة البكالوريوس الرسمية من الجامعة.

 وتابعت: لقد كانت لحظة استلام الشهادة الجامعية لا تُنسى، فقد تمكن نجلي براء من الانتصار على الاعتقال، وتحقيق غايته بعد سبع سنوات من الدراسة.

وعبّرت ذوقان عن سعادتها لحصول نجلها على درجة البكالوريوس.

 وأضافت أن اجتهاد نجلها براء في السجن لم يقتصر على دراسته الجامعية فحسب، بل تمكن من الحصول على شهادات لدورات متعلقة بالتنمية البشرية، كما حصل على السند المتصل بالقران الكريم والذي أتم حفظه غيبا.

تحدي العقبات

وعلى ذات الدرب، كان الأسير أمير اشتية (26 عامًا)، من مدينة نابلس، والذي تمكن من تحقيق حلمه بالحصول على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة النجاح الوطنية، وهو داخل سجون الاحتلال، التي أمضى فيها أكثر من ثلاث سنوات ونصف.

ست ساعات جامعية هو كل ما تبقى للأسير أمير للحصول على شهادته الجامعية، إلا أن الاحتلال أصر على تنغيص فرحته، فاعتقله وزج به داخل سجونه، ليواجه أمير مصيره بإرادة وتصميم قويان على تحقيق هدفه.

من جانبها، قالت زوجة الأسير اشتية أمان منصور، خلال حديث مع مراسل "وكالة سند للأنباء"، إن الاحتلال لم يسمح لها أن تعيش مع زوجه تحت ظل بيت واحد سوى سبعون يوما قبل أن يعتقله.

وأضافت منصور أن زوجها الأسير أمير الذي أمضى أكثر من عام في اعتقاله الحالي، تمكن وبإشراف بعض الأسرى القدامى من حملة تحقيق غايته باستكمال تعليمه.

وتابعت: مهمة زوجي أمير لم تكن سهلة، فهو يحتاج للكتب والمقررات الجامعية التي استطاع عن طريق الزيارة وبالتنسيق مع المؤسسات الحقوقية المختصة بشؤون الأسرى إدخالها، على الرغم من كل العقبات التي تضعها إدارة سجون الاحتلال أمام ذلك.

وأوضحت أن العقبات لم تقتصر على إدخال الكتب الجامعية، بل امتدت لإجراءات إدارة سجون الاحتلال، والتي تنعكس بشكل واضح على الحياة اليومية للأسير، وتخلق حالة من عدم الاستقرار.

وأشارت زوجة الأسير اشتية إلى أن زوجها كان يحافظ على كل ورقة وكتاب لدراسته الجامعية كمن يحافظ على كنز ثمين خوفا من فقدانه، وذلك خوفا من مصادرتها من قبل الاحتلال خلال عمليات التفتيش اليومية التي تجري لغرف الأسرى.

وبيّنت أن زوجها بدأ منذ لحظة حصوله على شهادة البكالوريوس بالسعي لدراسة الماجستير، ويعمل حاليا للتواصل مع كل الجهات التي تمكنه من تحقيق هدفه الجديد، متحديا غطرسة الاحتلال الذي حرمه حقه بالتعليم.

المحرر محمد نمر عصيدة (35 عامًا)، من بلدة تل قرب نابلس، نموذج آخر للأسرى الفلسطينيين الذين تمكنوا بإرادتهم وإصرارهم انتزاع حقهم بمواصلة تعليمهم على الرغم من قهر وجبروت السجان.

أمضى الأسير المحرر عصيدة ثماني سنوات في سجون الاحتلال في عدة اعتقالات، أمضى سنوات طويلة حتى استطاع إنهاء درجة البكالوريوس في الإعلام من جامعة النجاح الوطنية.

وفي اعتقال عصيدة الأخير، آثر أن يُحتجز في سجن هداريم، والمعروف بأنه سجن لعزل الأسرى، كي يكمل دراسته في الماجستير.

وعن سبب الاحتجاز في سجن هداريم، أوضح عصيدة خلال حديث لمراسل "وكالة سند للأنباء"، أن هذا السجن يتواجد فيه الأسير مروان البرغوثي والمعتمد من قبل جامعة القدس "أبوديس" للإشراف على الأسرى الملتحقين بشهادة الماجستير.

وأضاف أنه أمضى معظم اعتقاله الأخير في سجن هداريم، واستطاع التسجيل في الجامعة للالتحاق بها ودراسة الماجستير برنامج دراسات إسرائيلية على الرغم من صعوبة العيش في هذا السجن مقارنة ببقية السجون.

وأشار إلى أن الأسير البرغوثي أشرف على دراسته، حيث كان يتم إدخال المقررات الدراسية عن طريق زيارة، فيما يتم رفع العلامات للجامعة عن طريق أحد المحامين الذي كان يأتي لزيارتهم في السجن.

وحول ما تمكن عصيدة من إنجازه في الماجستير خلال اعتقاله، ذكر أنه أنهى 24 ساعة دراسية من أصل 36 ساعة، وأنه بصدد الالتحاق بالجامعة في بلدة أبو ديس القريبة من القدس لاستكمال الساعات المتبقية وتقديم أطروحة الماجستير.

وشدد المحرر عصيدة على أن إنجازه وعشرات الأسرى يأتي بعد حلقة طويلة من الصبر والتمسك بحق التعليم الذي تمكنوا من انتزاعه انتزاعا من إدارة سجون الاحتلال بفعل حالة الصمود والإيمان بهذا الحق. 

الإنجاز بالنضال

في هذا السياق ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن 1070 أسيراً ملتحقون ببرنامج التعليم الجامعي البكالوريوس، و110 ملتحقون ببرنامج الدراسات العليا الماجستير.

وأكّدت هيئة الأسرى أن الحركة الأسيرة حصلت على إنجاز العملية التعليمية في سجون الاحتلال بـالنّضال ومرّت بعدّة تحديات على مدار سنوات الاعتقال، منها فرض القوانين على منع التعليم.

ونوهت إلى أن إدارة السجون صادرت الكتب، ومنعت إدخالها، ونقلت الأسرى بين السجون لحرمانهم من إتمام مراحل تعليمهم في السجون التي تضم الّلجان التعليمية المعتمدة من قبل الجامعات الفلسطينية.

وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها قرابة الـ 5500 أسيراً فلسطينيًا، بينهم 230 طفلًا قاصرًا و42 سيدة وفتاة، بالإضافة لـ 1000 أسير مريض و450 معتقلًا إداريًا و6 نواب بالمجلس التشريعي.