الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

مخيم العروب.. محطة "تماس" على طريق العودة

حجم الخط
مخيم العروب 1.jpg
الخليل - نزار الفالوجي- وكالة سند للأنباء

 عام 1949 حطت مئات العائلات الفلسطينية المنكوبة، رحالها بين مدينتي بيت لحم والخليل (جنوب الضفة الغربية)، لتبدأ مرحلة جديدة من الشتات والعذاب تحت الخيام.

وتنحدر تلك العائلات والأسر من: عراق المنشية والفالوجة وبيت نتيف وعجور وزكريا والدوايمة ودير نخاس وبيت جبرين وتل الصافي.

نصب المهجرون خيامهم في "وادي الصقيع" ظانّين أن الرحلة لن تطول؛ بضع أيام أو أسابيع أو أشهر، ولكن الأمور سارت خلافًا لما كانوا ينتظرون فكان "مخيم العروب" للاجئين والذي مرّ على إنشائه 71 عامًا.

يقع مخيم العروب شمالي مدينة الخليل، ويبعد عنها نحو 13 كيلو مترًا، وقرابة الـ 15 كيلو مترًا جنوب بيت لحم، فيما يبعد عن مدينة القدس 35 كيلو مترًا. تحيط بالمخيم قرى بيت فجار وبيت أمّر وحلحول وشيوخ والعروب.

وقد بلغت مساحته عام 1949، 258 دونمًا وتقلصت لتصبح عام 1995، 238 دونمًا، فيما بلغ سكانه في ذلك العام 7000 نسمة، ويسكن الآن في مخيم العروب ومع نهاية عام 2019، قرابة الـ 12000 نسمة.

الهدنة والتهجير

ورغم رحلة الشتات هذه لا زالت الأحلام معلقة بعراق المنشية ولا زال الحاج يوسف الجوابرة يحتفظ بمفتاح منزله في بلدته (عراق المنشية)، التي حولها الاحتلال لمستوطنة "كريات غات".

ويقول الجوابرة في حديث لـ "وكالة سند للأنباء": "كنا نملك 250 دونمًا، عراق المنشية فيها من كل خيرات الدنيا، بلاد خصبة وأرض مباركة معطاءة.. نزرع ونأكل ونطعم مواشينا ونبيع ونوزع.. كنا في بحبوحة من العيش".

وأردف: "اليوم أنا وأحفادي الـ 50 نسكن في غرف المخيم الأشبه بعلب السردين وكأننا نعيش سجنًا كبيرًا".

وأكد: "صمدنا في عراق المنشية بعد توقيع اتفاقية الهدنة في رودس 6 أشهر، لكن عصابات الصهاينة هاجمت البلدة بالرشاشات والقنابل الحارقة وقتلت العشرات من أبناء البلدة مما دفعنا ذلك للهجرة قسرًا".

تكافل المخيم

وتابع: "ليلة 15 نيسان/ أبريل 1949 وطئت أقدامنا مخيم العروب لنجد من سبقنا يقيم في خيم وبيوت من صفيح تؤويهم، فكانت كل 4 عائلات تقيم في خيمة واحدة".

واستطرد: "كانت روح التكافل الاجتماعي والأسري تسود أوساط اللاجئين ما ساعدهم على تجاوز أقسى الظروف وأشدها".

ولا زال الحاج الجوابرة يحلم أن يدفن في عراق المنشية.

رحلة عذاب

عاش اللاجئون الفلسطينيون في مخيم العروب رحلة عذاب شاقة، كما بقية اللاجئين، الذين تشتتوا في مخيمات اللجوء في فلسطين وخارجها، وشكلت أيامهم الأولى رحلة موت وعذاب.

وبيّنت الحاجة فاطمة رضوان عبد العزيز، بأن التهجير من بلدها الأصلية (الفالوجة) إلى الحياة في المخيم "رحلة عذاب".

وأفادت لـ "وكالة سند للأنباء": "هاجرت وعائلتي من الفالوجة وسكنت مخيم العروب، كنا أطفال ولم يكن عندنا أفران نخبز عليها ولا أدوات طبخ، فكنا نجمع الحطب ونشعل المواقد لنطبخ ونخبز على الصاج ونغلي الماء للغسيل والاستحمام".

وأشارت: "لم يكن الحطب حول المخيم وأحراشه كافيًا، فكنا نتعذب في رحلة جمع الحطب حتى نستطيع العيش".

وذكرت: "كنا الصبايا نخرج في طابور من المخيم متجهين نحو وادي نحالين الذين يبعد عن المخيم نحو 17 كيلو مترًا غربًا، نسير مشيًا على الأقدام حفاة دون نعال نحتطب من على مشارف بيت لحم للمخيم".

ونوهت: "وكذلك الماء أيضًا؛ كان والدي دائمًا ما يُصبرنا ويقول لنا إنها بضعة أسابيع ونعود للفالوجة.. خلص العمر واحنا في شتات وعذاب".

النكبة مؤامرة

يدرك المثقفون والنخب أن مشروع النكبة والشتات "مؤامرة دولية، ومشروع استعماري" كان يهدف لإقامة "إسرائيل" على أنقاض النكبة الفلسطينية، وأن رحلة الشتات ستطول ومشروع العودة بات يؤرق الدول العظمى الراعية للاحتلال.

وقد أكد أستاذ القضية الفلسطينية، محمد مهدي البدوي، أن رحلة الشتات التي نجم عتها نكبة الشعب الفلسطيني "مؤامرة دولية لصناعة إسرائيل كدولة وظيفية في المنطقة، والشعب الفلسطيني هو الضحية".

وقال البدوي في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء": "لنا الشرف أن نعيش حياة المخيم، ولا زلنا مصممين على العودة لديارنا التي احتلت عام 1948، وعظيم شعبنا الذي تحدى كل المؤامرات التصفوية وأفشلها".

واستدرك: "لن نقبل بغير حق العودة بديلًا، تحدينا كل الصعاب والمؤامرات التي لا زالت تفرض علينا، والتي كان آخرها صفقة القرن؛ لكنها ستفشل ونفشلها بإرادتنا وعزيمتنا وصمود شعبنا".

ونوه إلى أن "حياة المخيم صعبة ومرّة، لكنها عنوان مرحلة ستنتهي. قدمنا في مخيم العروب عشرات الشهداء وعشنا شظف العيش ولن نستسلم ولا زال أبناء مخيمنا في الخندق المتقدم على خط النار".

وقد حافظ أبناء مخيم العروب على عوامل صمودهم فبنوا المرافق العامة وثقفوا الجيل الجديد وزرعوا فيه حب العودة وربطوا الأطفال في قراهم الأصلية حتى لا ينسوا الماضي التليد.

جيل التحرير

وصرّح رئيس اللجنة الشعبية في مخيم العروب، أحمد أبو الخيران: "رغم حياة المخيم القاسية إلا أننا أعددنا جيلا مناضلا وطنيا لا يزال يحلم بالعودة إلى عراق المنشية وبيت جبريل والفالوجة وبيت نتيف وعجور وزكريا".

وذكر الخيران في حديث لـ "وكالة سند للأنباء": "علمنا الأطفال في الروضات (تمهيدي وبستان) أن هناك حقا مغتصبا لهم لا بد أن يحافظوا عليه ويستردوه".

وتابع: "اليوم مخيم العروب بؤرة ثورة وفعاليات تحافظ على حق العودة. نحن في اللجنة الشعبية نعبر عن طموحات أهلنا في المخيم ونحافظ على رباطة جأشه، ونناضل من أجل العودة".

وأشار: "كون مخيمنا على الخط الواصل بين القدس والخليل فنحن في مواجهة دائمة مع الاحتلال الذي يقتحم المخيم بشكل شبه يومي.. إنها رحلة شاقة صعبة، لكنها منعشة ما دامت مرتبطة بحلم العودة".

المؤرخ  الدكتور محمد مهدي من العروب 4.jpg
مخيم العروب 2.jpg
العروب 3.jpg
مخيم العروب 6.jpg
مخيم العروب 5.jpg
مخيم العروب 7.jpg
مخيم العروب 8.jpg
العروب 10.jpg
امهات الشهداء في مخيم العروب 9.jpg
مخيم العروب 1.jpg