الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

أجراها فريق طبي فلسطيني

نجاح أول عملية لقلب جنين في رحم أمه بـ"المقاصد"

حجم الخط
القدس - وكالة سند للأنباء

نجح فريق طبي فلسطيني في مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية بالقدس، بإجراء عملية قلب لجنين، وهو في رحم أمه، في الأسبوع الثلاثين من الحمل، ويعاني الجنين من ضمور في البطين الأيسر من القلب.

ويعد هذا إنجازا طبياً هو الأول من نوعه في مشافي فلسطين والمنطقة العربية.

وأظهر الكشف الطبي بعد أسبوعين على إجراء العملية، بأن الجزء الأيسر من قلب الجنين بات في حالة أفضل.

 وقد بدأ دم قلب الجنين يتدفق من الصمام الأبهر بعد إعادة فتحه بواسطة بالون تم إدخاله إلى القلب فيما يشبه عملية قسطرة الشرايين لدى الكبار ولكن بإجراءات أكثر تعقيدا وخطورة، وهو الأمر الذي سيمنح الجنين فرصة أكبر للحياة بعد الولادة.

وتمت العملية في تعاون بين أطباء المركز الفلسطيني لجراحة قلب الأطفال في المقاصد، وأطباء قسم النسائية والتوليد ممثلا بوحدة طب الأم والجنين في المستشفى.

 ولجأ الفريق الطبي إلى هذا الخيار بعد أن اكتشف استشاري طب الجنين مازن محيسن، وجود عيب خلقي في قلب الجنين في الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل.

وبعد تشخيص الحالة في المقاصد اكتشف الأطباء وجود تضيق حاد في الصمام الأبهر الرئيسي في القلب، مع تضخم وضعف في البطين الأيسر، وكان حتما سيتطور إلى ضمور في القلب بعد الولادة بعدة أيام.

وبعد إجراء نقاش مستفيض مع الأهل، واطلاعهم على المخاطر التي قد يتعرض لها الجنين أثناء العملية، وعرض الحالة على لجنة الأخلاقيات في مستشفى المقاصد، اتخذ الفريق الطبي قرارا صعبا بالتدخل في قلب الجنين قبل الولادة.

وشارك في تشخيص الحالة واتخاذ القرار بالتدخل، ومن ثم إجراء العملية استشاريّ طب الأم والجنين نبيل ثوابتة، وفراس عبد الجواد، ومازن محيسن، وأخصائيّ قلب الأطفال محمد أبو طاقة ونائل اللحام.

كما وضم الفريق رئيس المركز الفلسطيني لجراحة قلب الأطفال في المقاصد بروفيسور نزار حجه وفريقه الجراحي، بينما كان قسم الولادة متأهبا لاحتمالية حصول مضاعفات مع الجنين أثناء العملية.

وخدّر الطبيب ثوابتة الجنين من خلال حقن مادة في الحبل السري، بهدف وقف حركة عضلاته، أثناء التداخل العلاجي.

 وقال: "إن هذا الإجراء يتطلب خبرة كبيرة لأن التداخل الطبي سيجري في مناطق حساسة جدا بالنسبة للأم والجنين".

 وحدد الطبيب عبد الجواد مسار (اختراق الرحم والقفص الصدري للجنين وصولا إلى الجهة اليسرى من قلبه) وظلّ يراقب علاماته الحيوية المختلفة طوال فترة العملية.

وأوضح أن طب الجنين في مستشفى المقاصد يواكب التطورات العالمية المتسارعة في هذا الحقل الطبي.

وقال الطبيب أبو طاقة إن طول القلب لدى الجنين لحظة العملية كان 3.5 سم، وقطر الصمام المتضيق كان 4 ملم، ما استعدى استخدام بالون خاص، لفتحه ومن ثم سحب الإبرة والسلك المستخدمين في ايصال ونفخ البالون داخل الصمام.

 وتم تنفيذ هذه العملية الخطرة والنادرة بينما كان فريقان طبيان من قسم الولادة وقسم جراحة قلب الأطفال على أتم الجهوزية للتدخل في حال استدعت الحالة ذلك.

وعدّ أبو طاقة هذه العملية بأنها بارقة أمل للتدخل في حالات مماثلة وعلاج عيوب خلقية في القلب لدى أجنة قبل ولادتهم لمنحهم فرصة أفضل في الحياة الطبيعية بعد الولادة.

من جانبه، ذكر بروفيسور حجة أن هذا التداخل العلاجي لإصلاح عيوب خلقية في الجنين هو إجراء نادر ومعقد، ولا يحصل إلى في عدد قليل من مراكز علاج وجراحة قلب الأطفال في أوروبا وأمريكا الشمالية.

 وشدد على أن هذا النجاح ما كان ليتم لولا الانسجام التام بين الفريق الطبي والأقسام المشاركة في إجراء العملية.

وأعرب مدير مستشفى المقاصد هيثم الحسن عن فخره بهذا الانجاز الطبي الفلسطيني العربي، رغم الظروف الصعبة التي يواجهها المستشفى.

 وأثنى الحسن على جهود الطاقم الطبي المميز لتعاونه في إنجاح هذا التدخل العلاجي النادر.