الساعة 00:00 م
الإثنين 21 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

تحليل "خربشة غزة" و "اليورو فيجين" يكبحان جماح نتنياهو عن الحرب

حجم الخط
Escenario-Eurovision-2016-c.jpg
سند-خاص

زادت وتيرة الأسئلة حول الأسباب التي دفعت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للموافقة على تهدئة مع المقاومة في غزة، لا سيما مع اقتراب موعد انطلاق مهرجان "اليورو فيجين".

ودخلت التهدئة التي أبرمت بين الاحتلال والمقاومة حيّز التنفيذ فجر اليوم الإثنين، بعد تصعيد لعدة أيام شهد إطلاق المقاومة لعشرات الصواريخ تجاه أهداف إسرائيلية مختلفة.

المفاجآت التي تضمنتها ردود المقاومة وقدرتها على "خربشة" الاحتلال، إضافة إلى المهرجان كأهم حدث عالمي فني تستضيفه "إسرائيل" والخشية من انهياره، عوامل دفعت نتنياهو للقبول بالتهدئة.

الحفل الغنائي، وضع "سمعة" إسرائيل على المحك، ما يجعلها مجبرة للحيلولة دون الدخول في مواجهة مفتوحة قد تدفعها لإلغاء الحفل.

وكان إلغاء "اليورو فيجين" سيضع الاحتلال أمام اختبار حقيقي حول قدرته على استضافة مهرجانات دولية وعالمية في بيئة أمنية مستقرة!

ويُعدّ "اليورو فيجن" الحفل الغنائي الأشهر في العالم، وهي مسابقة غنائية ينظمها اتحاد البث الأوروبي منذ عام 1956، ويتابعها قُرابة 600 مليون شخص حول العالم، لذا فإنها تعدُّ أكبر حدث غير رياضي من حيث عدد المشاهدين.

"خربشة" غزة

الباحث والمختص في الشأن العبري وديع عواودة، أكدّ أن غزة شكلت مفاجآت في الرد "وكان واضح أنها قادرة على خربشة إسرائيل"، وفق قوله.

ورأى عواودة في حديثه لـ "سند للأنباء" أنّ محاولة إسرائيل إلغاء اليورو فيجن يشكل مساسًا بأمنها القومي وليس المحلي.

وتابع: "فهو نوع من المساس بهيبتها كدولة قادرة على حماية مواطنيها، أو قدرتها على استضافة مهرجانات دولية".

والمسابقة التي تنظم نسختها الـ (64) بـ "إسرائيل" هي الحدث الأكبر والأبرز لها خلال عام 2019.

ويشارك فيها 41 ممثلًا عن الدول الأوروبية بوفود رسمية، وستتواصل بين 14-18 أيار، علمًا أن توقيت المسابقة يتقاطع مع ذكرى النكبة.

ويشير عواودة إلى أن "التركيز الإعلامي الدولي على المسابقة سيضع إسرائيل في حرج كبير حال إلغاء المهرجان، وسيمسّ هيبتها ويظهر تراجعًا كبيرًا فيها ويعود عليها بالوبال".

ويضاف لهذا السبب المركزي، خشية نتنياهو من تكرار تجربة حرب 2014 التي اضطر فيها لإغلاق مجالات جوية حيوية، وخسر فيها المئات من جنوده بين قتيل ومصاب.

كما أنّ نتنياهو "لا يؤمن بحسم الصراع بقدر إيمانه بإدارته، وليس لديه قرارًا استراتيجيًا حول البديل الذي يمكن أن يقود غزة حال تمكن من احتلالها".

إلغاء اليورو فيجن ضربة قاسية

ويعتقد رئيس مركز "نفحة" لدراسات الأسرى والشؤون الإسرائيلية الباحث أحمد الفليت، أنّ إلغاء المهرجان ستعدّ ضربة قاسية للاحتلال لا تقل في أثرها عن نتائج أي حرب.

وقال الفليت لـ "سند للأنباء"، إن إلغاء الحفل لا يمكن تمريره بسهولة، فهو غير مقبول أمنيًا ولا عسكريًا ولا سياسيًا لدى الاحتلال.

ونبه إلى أن عديد الدول الأوروبية تقاطع المهرجان، "لذا فإسرائيل ليست معنية بإلغائه، لتأثيره البالغ على شرعيتها، وقدرتها على تسويق ذاتها كبيئة آمنة لتنظيم هذه الفعاليات".

حرب مفتوحة يعني "هشاشة" أمام العالم

الخبير العسكري رامي أبو زبيدة يؤكد، أنّ محاولات إسرائيل الحثيثة لاستضافة المهرجان، والانجرار لحرب مفتوحة سيبث هشاشة مجتمعها أمام العالم، وسيضعها أمام محك حقيقي.

وأوضح أبو زبيدة في حديثه لـ "سند للأنباء" أنّ هذا المهرجان وضع إسرائيل أمام معضلة أمنية داخلية يصعب أن يروجها للعالم.

وأضاف: "فهي صورت نفسها على أنها مزارًا دوليًا آمنًا وأنها تعيش في وضع أمني مستقر، وأي محاولة للانجرار للحرب سيحطم كل مساعيها السابقة".

ويرى الخبير والباحث الأمني، محمد أبو هربيد، أن "إسرائيل" طرحت نفسها كدولة آمنة ومستقرة وقادرة على احتضان أنشطة فنية عالمية يحضرها ويشارك فيها عشرات الدول.

وأكد أن "الانجرار لمواجهة واسعة سيؤثر عليها وسيجعل منها بيئة غير آمنة لاحتضان هذه الفعاليات".

وصرّح أبو هربيد لـ "سند للأنباء"، بأن "إسرائيل تسعى للمناورة وعدم دفع أثمان سياسية لأي حالة هدوء ممكنة في غزة، لكنها أمام اختبار يهدد هذا الحدث بما يشكله من أهمية لها".

وأشار إلى أن "المقاومة ستكون مضطرة لمواصلة الضغط على الاحتلال متمسكة بأهدافها وشروطها المتعلقة برفع الحصار".

يُذكر أن صحيفة "ذي غارديان" البريطانية كانت قد أوردت في أيلول/ سبتمبر، بيانًا صاغه 100 فنان عالمي، أعلنوا من خلاله مقاطعتهم لـ"يورو فيجن"، بسبب أنه سيُقام في إسرائيل.

وأطلق نشطاء فلسطينيون ومتضامنون مع القضية الفلسطينية وسم "BoycottEurovision2019" للتعبير عن رفضهم تنظيم الحفل، ودعوة الفنانين المشاركين فيه لمقاطعته.