قتِل مساء يوم الخميس، 34 جنديا تركيا على الأقل، إثر قصف جوي لقوات النظام السوري على أفراد من الجيش التركي في إدلب.
وأكدت الرئاسة التركية، أن أنقرة قررت "الرد بالمثل على النظام غير الشرعي".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، عبر موقعه الإلكتروني، إن "الغارات الجوية التي جرت في المنطقة الواقعة بين البارة وبليون، أسفرت عن مقتل 34 جنديا تركيا على الأقل".
وقال والي ولاية هاتاي جنوب شرق تركيا، رحمي دوغان، اليوم الجمعة، إن 33 جنديا تركيا في المجمل قُتلوا في ضربة جوية نفذتها قوات الحكومة السورية بمنطقة إدلب.
وأضاف أنه لم يعد أي من الجنود المصابين في الهجوم في حالة خطيرة.
وأشارت وسائل إعلامية إلى أن طائرات مروحية للجيش التركي دخلت الأجواء السورية لإخلاء القتلى والجرح
وقصفت القوات التركية مواقع لقوات النظام السوري ردا على مقتل الجنود الأتراك.
وفي بيان نقلته وكالة "الأناضول" للأنباء، حضّ رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، المجتمع الدولي على "تحمل المسؤولية" في إدلب.
وأعلنت الرئاسة التركية، فجر الجمعة، أنها "قررت الرد بالمثل على النظام السوري غير الشرعي الذي يوجه سلاحه صوب جنودنا"، بحسب "الأناضول".
وشدد ألتون على أن بلاده "لن تسمح بتهجير النظام السوري للمدنيين من محافظة إدلب".
وأضاف "لن تذهب دماء جنودنا الأبطال سدى، وستسمر أنشطتنا العسكرية بالأراضي السورية حتى كسر جميع السواعد التي امتدت على العلم التركي".
واستطرد قائلا: "لم ولن نقف متفرجين حيال ما تشهده إدلب من أحداث مشابهة لتلك التي وقعت في رواندا، والبوسنة والهرسك".
ودعا المجتمع الدولي وعلى رأسه أطراف مسار أستانة إلى الوفاء بمسؤولياتهم المنوطة بهم.
وترأس الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أمس الخميس، اجتماعا أمنيا في العاصمة أنقرة.
ووفق بيان لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فقد اجتمع إردوغان مع أركان الدولة بالمجمع الرئاسي في اجتماع استغرق ساعتين، دون ذكر تفاصيل أخرى.
وعقد رئيس حزب "الشعب الجمهوري"، كمال قليجدار أوغلو، في وقت متأخر الخميس، اجتماعا طارئا مع قيادات حزبه على خلفية مقتل الجنود الأتراك.
في السياق، أجرى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، فجر الجمعة، اتصالًا هاتفيًا مع مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أبراين، وفق "الأناضول".
ولم يتطرق البيان الصادر عن مكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية، إلى فحوى الاتصال بين المسؤولين التركي والأميركي.
إلا أن الاتصال جاء عقب مقتل الجنود الأتراك، ما يرجّح أن المحادثة الهاتفية بين المسؤوليْن، جاءت بسبب التطور الحاصل في إدلب.
على صلة، أكد الجانب التركي، للوفد الروسي الذي تواجد في العاصمة أنقرة، الخميس، على ضرورة إرساء وقف إطلاق النار في محافظة إدلب "بأسرع وقت ممكن".
وأفادت "الأناضول" نقلا عن مصادر دبلوماسية تركية، لم تسمّها، بأن وفدين من تركيا وروسيا عقدا مباحثات حول الأوضاع في إدلب بمقر وزارة الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة.
وأوضحت المصادر أن سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، ترأس وفد بلاده بالاجتماع، وضم مسؤولين عن وزارة الدفاع، ورئاسة هيئة الأركان العامة، وجهاز الاستخبارات.
فيما ترأس الوفد الروسي، نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، والمبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى سورية، ألكسندر لافرينتيف، ومسؤولين في الجيش والاستخبارات.
وأكدت المصادر التركية أن الاجتماع بحث الأوضاع في إدلب من كافة جوانبها، وأن الوفد التركي أكد لنظيره الروسي ضرورة إرساء وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.
وأضافت أن الجانبين وقفا عند الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل وقف إطلاق النار بالمنطقة، مبينا أن الجانب التركي أكد أهمية تطبيق مذكرة تفاهم سوتشي بالكامل.
وأفادت بأنه تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة منع تحول الوضع الإنساني في المنطقة إلى كارثة، ومنع الهجرة الجماعية المحتملة.
وفي سياق ذي صلة، دعا السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، كلا من رئيس بلاده، دونالد ترمب، والمجتمع الدولي، لفرض حظر جوي في منطقة "خفض التصعيد" بمحافظة إدلب.
وقال غراهام في بيان نشره عبر الإنترنت، أمس الخميس، إن "المجتمع الدولي يراقب بصمت تدمير منطقة إدلب على يد قوات الأسد، وإيران، وروسيا، دون أن يحرك ساكنا".
وأضاف: "سيدي الرئيس ترامب، إن وقف هذه الهجمات يصب في مصلحة أمننا القومي، إذ سيقطع الطريق أمام أزمة إنسانية كبرى قد تقع نتيجة مغادرة ملايين اللاجئين من سورية".
وفي أيار/ مايو2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلهم إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في كانون الثاني/ يناير الماضي، إلا أن التوتر في المنطقة بقي موجوداً في ظل تواصل القصف.
وأدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و942 ألف آخرين، إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ كانون الثاني/ يناير 2019.