الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"شهد".. الشهيدة والمولودة اليتيمة!

بالصور مكتبة فلسطين..ارث يتسابق الأبناء لحفظه

حجم الخط
مكتبة فلسطين
غزة - سند

في محله المتواضع، وسط مدينة غزة يخوض الستيني إياد محمود مهنا، معركة حقيقة للحفاظ على إرث ثقافي وسمعة طيبة منذ عشرات السنين في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم.

"مكتبة فلسطين" والتي شارف عمرها على ستين عاماً، وما يزال بابها مفتوحاً وخدماتها عامرة ومازال صاحبها يؤمن بوجودها وبقاءها ويرفض التفريط بها أو تحويلها لمصلحة أخرى، في ظل مغريات ثورة المحال التجارية المجاورة له.

يحضر كل صباح الحاج مهنا ليزاول وظيفته التي يعمل بها من عشرات السنين" ويقول: " لقد قمتُ بهذه الوظيفة على مدار عشرات السنين التي اقتطعتها من عمري، حتى وصلتُ اليوم إلى سن الستين وبالنسبة لي هذه المكتبة أجد فيها حياتي وراحتي".

ويضيف في حديثه لموقع "سند للأنباء": "تبقى المكتبة هي الحاضنة التي تضم المثقفين، وطلاب العلم، والقراءة، والمعرفة، والموسوعات العلمية القيمة والدوريات والتي بها تنهض الشعوب والدول، فإن غابت تتحطم ثقافة الدولة فلذلك سعى والدي لهذه المهنة وها أنا أحافظ عليها".

ويشدد مهنا خلال تجواله بمحله الأثري والذي لا تتجاوز مساحته 18 متراً مربعاً، أنه ليس لديه نية في تغيير نشاطه أو عمله أمام هذه الأوضاع وقال: "لا أفكر بترك هذه المهنة لأنه بالنسبة لي إرث أحافظ عليه، قد أفكر في تطوير المكتبة لاحقاً لكن فكرة الإغلاق مرفوضة".

وأشار مهنا إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة والتي أثرت بالسلب على عمل المكتبة، حيث أنها كانت سابقاً تحتوي على عشرات الكتب والقصص الثقافية والتي تقلصت بفعل تلك الأوضاع.

وتابع: "ظروف العيش البالغة الصعوبة والفقر الذي لم يُفارق قطاع غزة طوال سنوات، وعقود طويلة من الاحتلال والشعور بالقلق من المستقبل لم يكن محفزًا لإنفاق المال لشراء الكتب".

وبشكل عام تعاني مكتبات قطاع غزة تواجه مصاعب عدة تتعلق بقلة زوارها، على الرغم من الارتفاع القياسي لمعدلات التعليم في القطاع الذي يقطن فيه حوالي مليوني نسمة.

وأشار مهنا في حديثه لـ"سند للأنباء" أن الحصار أثر على الحصيلة المعرفية والثقافية، فالكثير من عناوين الكتب الحديثة غير موجودة، بسبب منع إدخال الكتب والمجلات إلى قطاع غزة، كما أنه أثر الحصار على التواصل مع المؤسسات الثقافية، والشخصيات الأدبية والفنية، وزيارتها إلى قطاع غزة.

من جانبه، عبر الشاب مازن أبو مراحيل عن فخره بهذه المكتبة الثقافية والتي كان يرتادها مع والده منذ الصغر ويقول: "كنا نأتي أنا ووالدي من النصيرات إلى غزة خصيصاً لشراء الكتب ولم يكن حينها انتشار كثير للمكتبات وانتشار الحوسبة والانترنت كما اليوم فقد كان للكتاب أهمية لدى الجمهور الفلسطيني".

وبين في حديثه لموقع "سند للأنباء" أن كثير من الكتاب والمثقفين في قطاع غزة كانوا يعتمدون على هذه المكتبة، كما كان يتم من خلالها توزيع الصحف الرسمية على المكاتب والمحلات الأخرى الصغيرة.

ولفت أن المكتبة كانت تحتوي على الكتب التي كانت تعالج الوضع العربي، وتتحدث عن الاستقلال منذ عام 1960 وما قبله وما بعده.

بدوره، وجه المواطن خالد الهسي أحد زوار المكتبة النصيحة لأصحاب المكاتب في غزة بشكل عام، بعدم التخلي عن بيع الكتب الثقافية والتاريخية وإحياء ثقافة القراءة في نفوس الشباب وقال: "إن ملامسة الكتاب الورقي لا يمكن أن يعوضه كتاب إلكتروني، فالمكتبة تمثل الحاضنة لكل المقتنيات الثقافية".

واعتبر الهسي في حديثه لموقع "سند للأنباء" أن انتشار الانترنت والثورة التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي منذ عام 2000 وحتى اليوم، كانت سبباً في عزوف الشباب عن القراءة، "لكن هذا لا يعني التخلي عن هذه الثقافة".

كما عدّ أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، والحروب الإسرائيلية الثلاثة على القطاع كانت أيضاً من أحد أسباب تراجع الاقبال على المكتبات والكتب الثقافية.

IMG_7707.JPG
IMG_7705.JPG
IMG_7702.JPG
IMG_7700.JPG
IMG_7683.JPG
IMG_7692.JPG
IMG_7681.JPG
IMG_7682.JPG