مع حلول فصل الربيع واستمرار تفشي فيروس كورونا المستجد في فلسطين، تشهد الحركة السياحية انعدامًا في منتزهات الباذان شمال شرق نابلس، كغيرها من المنتزهات والأماكن السياحية العامة والخاصة.
وادي الباذان.. منطقة طبيعية خلابة تقع على بعد 5 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس في الضفة الغربية على الطريق المؤدية إلى غور الأردن.
ويُسمي واد الباذان بـ "رئة" سكان محافظة نابلس، إضافة لكونها معلماً سياحياً هاماً للمنطقة ككل وتتميز بكثرة ينابيعها وتنوع الحياة البرية، لكنّ مع انتشار فيروس كورونا، وإعلان حالة الطوارئ في فلسطين تأثر هذه المنطقة سلبيًا.
يقول رئيس مجلس واد الباذان، عماد صلاحات، إن القطاع السياحي هو أكثر القطاعات تضررًا في منطقة واد الباذان بسبب تفشي فيروس كورونا وانعدام بوادر أمل بالانتهاء من هذه الأزمة في القريب.
ووفق "صلاحات"، فإنه يوجد في منطقة الباذان 9 منتزهات سياحية، يعمل فيها ما يُقارب الـ 100 عامل، إضافة للمحلات التي ترتبط أعمالها بيبيع النثريات والهدايا وغيره، وجميعها تم إغلاقها بفعل حالة الطوارئ لاحتواء "كورونا".
وأشار إلى إغلاق المنشأت السياحية مثل المقاهي وقاعات الأفراح وورش العمل، وإلغاء جميع الحجوزات.
إثر ذلك، فإن ما يزيد عن حوالي 150 عائلة تضررت خلال أزمة "كورونا" وما تبعها من إجراءات حكومية وقائية لمنع تفشي الفيروس.
أحد عمّال المتنزهات، عبدالله ياسين، قال: "إن العمل متوقف كليًا منذ شهر تقريبًا، وتعد هذه الفترة من أكثر الأوقات استقطابًا للزبائن من مختلف المؤسسات لجمالية المنطقة في فصل الربيع".
ويُشير "ياسين" خلال حديثه إلى أوضاع العمّال بعد الإغلاق، حيث إن العشرات منهم أصبحوا بلا دخل، وآخر توجه للعمل في المجال الزراعي في منطقة الأغوار.
"الجنّة بدون ناس ما بتداس.. الباذان أصبحت كمنطقة أشباح"، عبارة ترددت على لسان أهالي المنطقة خلال الفترة الأخيرة، فشالالات الباذان ومنظر المياه المتدفقة، التي كانت تنطق بأجمل معاني الربيع، هي الآن وحيدة دون رواد.
بدوره، اعتبر المحلل الاقتصادي نائل موسى، أن القطاع السياحي، من أهم القطاعات المتضررة بشكلٍ مباشر من أزمة "كورونا" وحالة الطوارئ.
وقال "موسى": "إن فصل الربيع هو من أهم موارد الدخل لهذه المناطق، وهذا ما يُعين العاملين في هذا القطاع على الاستمرار، كما يخلق فرص عمل للعشرات من العمال".