تحولت ولاية نيويورك إلى أكبر بؤرة تفشٍ لفيروس كورونا المستجد، بعدما باتت تسجل حالات أكثر من أي بلد آخر في جميع أنحاء العالم.
وأشارت التقارير الرسمية الصادرة عن حكومة ولاية نيويورك، ومكتب حاكم الولاية أندرو كومو صباح الجمعة إلى إن الولاية الأميركية تحولت إلى عاصمة كورونا في العالم بعدما تجاوز عدد المصابين فيها أكثر من 161 ألف شخص.
وتتجاوز بتلك الأعداد إسبانيا التي سجلت 152446 حالة، وإيطاليا بـ 143,626 حالة حيث سجلت الولاية الخميس (9/4) قفزة بـ 10 آلاف حالة في عدد الإصابات ما وضعها مباشرة قبل كل من إسبانيا وإيطاليا.
كما سجلت الولاية صباح الجمعة، 7100 حالة وفاة.
أما مدينة نيويورك التي تميزت بحركتها واكتظاظها ومسرحها ومتاحفها ومطاعمها وتعدد لغاتها، والتي أصبحت خاوية تماما، وتوقفت فيها الحركة بشكل شبه كامل، فقد سجلت لوحدها الخميس82,240 حالة، منها 5300 حالة وفاة.
وسجلت الولايات المتحدة بأكملها صباح الجمعة، 470 ألف إصابة، و16,800 وفاة فيما استقرت الصين على 81865 إصابة وفق البيانات الأخيرة.
ويماثل عدد الوفيات في الولاية عدد الوفيات في المملكة المتحدة، حيث بلغ العدد أكثر من 7,000 شخص من مجموع الوفيات على مستوى الولايات المتحدة، لكن عدد سكان ولاية نيويورك يقل قليلاً عن ثلث سكان المملكة المتحدة البالغ نحو 20 مليون نسمة.
وتدفن الولاية ضحايا الفيروس في مقابر جماعية في جزيرة هارت قبالة حي برونكس من مدينة نيويورك.
وتستخدم المنطقة للدفن الجماعي على مدى السنوات الـ150 الماضية، لمن ليس لهم أقرباء، أو الذين لا تستطيع أسرهم تحمل تكاليف الجنازات.
وتظهر صور صادمة عبر طائرة بدون طيار عمالًا يستخدمون سلالم للصعود إلى حفرة ضخمة في الجزيرة.
وعادة ما يتم دفن حوالي 25 جثة كل أسبوع من قبل نزلاء السجون ذوي الأجور المنخفضة، الذين يعملون في الجزيرة، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر القوارب.
وقد بدأ هذا العدد في الازدياد في مارس مع انتشار الفيروس الجديد بسرعة، مما جعل نيويورك مركزا للوباء العالمي.
ونسبت وسائل إعلام محلية في نيويورك إلى المتحدث باسم إدارة الإصلاح التى تشرف على مراسم الدفن، جايسون كيرستن، أن هناك حوالي 24 جثة يوميا تدفن في الجزيرة.
وأوضح أنه قبل الدفن، يتم لف الموتى في أكياس الجثث ووضعها داخل النعش وتدفن في خنادق ضيقة طويلة حفرتها آلات الحفر.
وتوقع مسؤولون أميركيون أعدادا مقلقة من الوفيات الناجمة عن الفيروس هذا الأسبوع، خاصة الفترة ما بين عيد الفصح ، الأحد 12 نيسان، والخميس 16 نيسان 2020 ، حتى مع وجود أدلة على أن عدد الإصابات الجديدة قد استقر في ولاية نيويورك.