الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

هل إسرائيل جاهزة لعقد صفقة تبادل أسرى؟

حجم الخط
da5456dc9ff5d5065f51aab3d05b1a6e.jpg
غزة-وكالة سند للأنباء

لا زالت أصداء المبادرة التي أعلن عنها قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار بشأن الأسرى تتداول إعلامياً يوماً تلو آخر، في ظل حديث المراقبين والأوساط عن ما وصفوه بـ "الفرصة المواتية "لإمكانية إنجاز صفقة تبادل بين الحركة وإسرائيل.

العرض الذي أعلن عنه السنوار تمثل بإمكانية إتمام ما قال إنها "صفقة إنسانية" للأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي بمقابل الإفراج عن الأسيرات والأسرى المرضى، وكبار السن، والذي وجد ترحيباً مبدئياً من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وبعيد الإعلان بساعات، جرى الاتصال بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، تخلله حديث حول ملف الأسرى، بحسب مصادر وكالة "سند".

كما جرى الإعلان عن تدخل الوسيط المباشر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، ممثلا بالمخابرات المصرية.

 لكن السؤال الأهم حول إمكانية التوصل لصفقة مبدئية بين الطرفين، في ظل الظروف الإسرائيلية الداخلية؟ ومدى جدية تعامل القيادة الإسرائيلية مع العرض؟

ومن المقرر أن تنتهي يوم غد الاثنين، فترة انتهاء تكليف بني غانتس لتشكيل الحكومة، إذ تترقب الأنظار إمكانية تمديد الفترة لـ 14 يوما أخرى، يجري خلالها تكليف بنيامين نتنياهو رئيسا للحكومة.

وجاء ذلك بعد تفاهم حزبي الليكود وأبيض أزرق على تكليف غانتس رئيسا للكنيست، طبقا لما تحدث به النائب عن القائمة المشتركة سعيد الخرومي شقيب السلام لـ"سند".

بيئة سياسية مواتية

ورغم الأزمات التي تعيشها البيئة السياسية بين الأقطاب المشكلة للائتلاف الإسرائيلي، إلّا أن مختصين في الشأن الإسرائيلي يرون فيها فرصة لإنجاز صفقة تبادل قادمة.

الباحث في مركز التخطيط الفلسطيني والمختص بالشأن الإسرائيلي د. خالد شعبان، يرى أن البيئة السياسية الإسرائيلية مواتية لإجراء صفقة تبادل لاعتبارات عديدة.

وهذه الاعتبارات مرتبطة بحراك الشارع الإسرائيلي، وتجاذبات الأقطاب المشكلة للائتلاف الإسرائيلي التي ترى لنفسها أولوية في إتمام عقد الصفقة، وفقاً لشعبان.

ويقول شعبان لـ"سند" إنّ هناك موافقة تامة من عديد القوى السياسية الإسرائيلية المؤثرة على مبدأ الصفقة لكن الإشكالية تتمثل حول التفاصيل المرتبطة بالثمن، ومدى توافقها أو تعارضها مع مجموعة القوانين الموجودة.

 وأوضح أن مركبات الائتلاف تحديدا بني غانتس وبينيت ونتنياهو، يريد كلاً منهم تحقيق نصر لذاته عبر توظيف هذا الملف، مرجحاً أنه في حال ظهر جنود أحياء، "سيحرك الشارع وسيدعي الجميع أنه صاحب الأولوية والافضلية في إتمام الصفقة".

وحسب شعبان، في حال كان هناك جزء كبير من الوفيات، فقد تستغرق التفاصيل بضع شهور، لكنّ القضية في مجملها أصبحت قضية رأي عام يستطيع عبرها نتنياهو أن يتخذ قراراته بمعزل عن تجاذبات الكيان السياسية الداخلية.

وعن إمكانية تشكيل غانتس للحكومة الإسرائيلية المقبلة فاستبعد شعبان ذلك؛ لأنها قد تستغرق أسابيع إلى أن يجري تحول التكليف لصالح نتنياهو، وهذا يعني اضعاف غانتس.

لكن ورغم هذه التجاذبات يرى شعبان أن ملف التبادل خارج إطار هذه الصراعات؛ باعتبارها قضية شارع ورأي عام.

اعتبارات عديدة!

بدوه، يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، أن ظروف البيئة السياسية الداخلية لدولة الاحتلال مواتية لإجراء صفقة.

ويشير مرداوي إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وإن كان يفضل حكومة مستقرة وقادرة لإدارة صفقة كاملة الأركان، إلّا أنه قادر وفي كل الأحوال على اتخاذ قرار اجرائها في أي وقت.

وعزا مرداوي في حديثه لـ"سند" دافعية نتنياهو لإجراء الصفقة للأسباب الآتية:

  1. قدرة نتنياهو على اتخاذ القرار في إجراء الصفقة، خاصة مع تفكك اليسار، وإثبات ضعف خصومه وعدم قدرتهم على الإيفاء بوعودهم للناخبين.
  2. غياب أفيغدور ليبرمان، وضعف نفتالي بينت، وهما الشخصيتان الأكثر معارضة للصفقة سابقا.
  3. حاجة نتنياهو لأنهاء الملف، يتطلب منه اختيار الظرف المناسب والموات، خاصة في ظل وجود كورونا، واستعداد الطرف الفلسطيني للإسراع في تنفيذ الصفقة، علاوة على أن نتنياهو يتوج ملكًا للحكومة مجدداً.
  4.  مرور الوقت لأكثر من ست سنوات على هذه القضية، ولم يتبق وقت كاف للمناورة فيها.
  5. حاجة نتنياهو لمعرفة ما لدى المقاومة، وإمكانية دفعه ثمنًا باهظا حال تبيّن وجود أحياء لديها خاصة الجنديين المأسورين خلال العدوان الأخير على غزة 2014.

وحسب مرداوي فإن نتنياهو يحبذ عدم المجازفة في ظل حكومة انتقالية، والحرص على تشكيل حكومة برئاسته وهو ما يجري الآن البحث فيه إسرائيليا؛ لكنّه يحتاج لمعرفة ما لدى المقاومة للأسباب السالفة.

ويتوقع مرداوي أن تستغرق القضية وقتا طويلا، خاصة وأن استغرق الحوار بحث الأسماء التي من الممكن أن تشملها الصفقة.

ورغم التعقيدات التي لا زالت تشوب إنجاز الصفقة، يرى مرداوي أن نتنياهو شخصية مؤهلة لاتخاذ القرار ولا يخضع للاختبار، وقد عقد سابقا أكبر صفقة ثم اتخذ قرارات حروب متكررة.

الثمن والوقت!

من جانبه، يقول رئيس مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية، عبد الرحمن شهاب إنّ ظروف كورونا، قد تمنح نتنياهو الفرصة لتمرير الصفقة داخل المجتمع.

لكنه يشير في حديثه لـ"سند" أن الأمر مناط بثمن العرض المطلوب، وغالبا يتعلق بالمعلومات عن حياة الجنديين المفقودين في العدوان الأخير على غزة.

ورأى شهاب أن الأمر يحتاج لوقت، لاسيما وأن إسرائيل تريد من الوسطاء توضيح ماهية عرض السنوار وشكله، مؤكداً أن نضوج الصفقة يحتاج لتشكيل حكومة واسعة، خاصة مع اقتراب انتهاء المهلة الممنوحة لغانتس لتشكيلها.

وفي 20 يوليو/تموز 2014، أعلن المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، عن أسر الجندي الإسرائيلي "شاؤول آرون"، خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في حي التفاح، شرقي مدينة غزة.

وترفض حركة حماس بشكل متواصل تقديم أي معلومات حول الإسرائيليين الأسرى لدى القسام.

وفيما بعد نشرت كتائب القسام صور أربعة جنود إسرائيليين وهم: "شاؤول آرون" و"هادار جولدن" و"أباراهام منغستو" و"هاشم بدوي السيد"، رافضة الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.

وتشترط حركة حماس الإفراج عن محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014 قبل الدخول في أي مفاوضات لإجراء صفقة تبادل أسرى جديدة.

بالمقابل تتمسك الحكومة الإسرائيلية بروايتها بأنها فقدت جثتي جنديين في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي في 2014، هما آرون شاؤول، وهدار جولدن، حيث تصنفهما وزارة الجيش بأنهما "مفقودان وأسيران".

وإضافة إلى الجنديين، تحدثت إسرائيل عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي والآخر من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير قانونية خلال عامي 2014 و2015.