الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بالفيديو والصور في القدس طقوس غائبة.. "رمضان السنة بيّوجع"

حجم الخط
القدس.jpg
غزة/ القدس – وكالة سند للأنباء

"رمضان في القدس غير".. جملة تتردد على مسامعنا كل عام، يُسافر بنا أهل المدينة المقدسة تحت هذا الشعار، طيلة الـ 30 يومًا إلى زقاق القدس، وهي تتزين بالإنارة الرمضانية، والفوانيس الملونة، والمخطوطات العربية، فتبدو كـ "عروس فاتنة".

إلى أسواق البلدة القديمة، ولـ "الحجّات المقدسيات" على طول الطريق يعرضن منتجاتهن للزائرين، إلى لذة مقلوبة الباذنجان المقدسية التي تتربع في ساحات الأقصى، والكوب المُثلج من بائع "عرق السوس" عند مدخل باب العامود، ولبائعي القطائف.

إلى المسجد الأقصى، وليالى الطمأنينة فيه، إلى روحانية الابتهالات التي تسبق الفجر "روّح فؤادك قد أتى رمضان"، وصوت الباكين في دعاء الوتر، وغيرها من الصور والفيديوهات التي تُسافر بك إلى شعور أنك صرت جزءًا من أزقة القدس، وأن هذه الأماكن تعرفك كما لو كان بينكما موعد قديم، والقلب بشوقٍ يردد: "حقًا رمضان في القدس غير".

3.jpg

هذا العام.. لم تتزين عروس فلسطين، وبعد أن كان رمضانها غير، صار "بيّوجع" كما يقول أهلها، وذلك بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد في البلاد، ما تبعه من قرارات تقضى بإغلاق المسجد الأقصى، وإلغاء كافة الفعاليات الرمضانية حفاظًا على السلامة العامة.

في هذا التقرير استضافت "وكالة سند للأنباء" سارة الدجاني (24 عامًا) مصورة ومدونة مقدسية، اعتادت على مدار السنوات الماضية توثيق الفعاليات الرمضانية المبُهجة في القدس، ونقلها إلى العالم.

تستهل سارة الدجاني حديثها: "في القدس عادةً يستعد الأهالي والشبان، لرمضان عبر مجموعة من الفعاليات والإجراءات، تتحوّل بها المدينة إلى مشاهد رائعة جدًا من الناحية البصرية، وإلى ركن مطمئن من الناحية الروحانية".

قبل حلول رمضان بشهر، يُصبح "الشغل الشاغل" للشباب في حواري القدس، هو التحضير لهذا الشهر المبارك، فيجتمعون يوميًا، يوزعون الأعمال، ثم يُباشرون كخلية نحل، لإتمام كل المستلزمات.

ولعّل الزينة الرمضانية والإنارة في البلدة القديمة، أكثر ما يُميز القدس، تقول: "الزينة والإنارة التي نراها في أزقة البلدة القديمة، هي من صُنع شباب القدس، ومن جيوبهم، وتجد الحواري تتنافس في نشر هذا الجمال".

2.jpg

وفي كل عام يبتكر شباب القدس، زينة رمضانية مختلفة عن زينة العام الماضي، هذا ما يُلاحظه أهل القدس والزائرين، يصنعون ذلك بفرحةٍ غامرة، تُكمل "سارة": "أول ما يتوجه له الناس هنا، هي البلدة القديمة، ننتظر رمضان بفارغ الصبر لنرى ما أبدعه شبابها من زينة ومظاهر تبث في النفس الطمأنينة والبهجة".

البلدة القديمة، هي قبلة للمصورين أيضًا، فهم يتلقطون المشاهد من أكثر الزوايا دهشة، وينقلونها للعالم، ليتذوق من خلالها طَعم الفرح بـ "روحانية القدس" في رمضان ولا إراديًا يزداد الشوق لزيارة قريبة.

أيضًا.. الأسواق في القدس، تتحوّل إلى مزارات للمأكولات والمشروبات الرمضانية، كانت تتجوّل فيها عدسة "سارة"، والقلب يرقص فرحًا وافتخارًا بـ "هوية المكان"، فهنا "الكبّة والقطائف، ومشروب التمر الهندي، والخروب، وخضار الحجّات المقدسيات، وروائح التوابل الفلسطينية تعبق في الأرجاء".

6.jpg

بصوتٍ حزين شفاف تردف "سارة": "هذا ما حُرمنا منه، في رمضان الحالي، بسبب الفيروس، لقد عشنا شعور غيرنا من الذين يعبّرون دومًا عن شوقهم للقدس وأجوائها في رمضان لكنّ ليس في اليد حيلة".

"أن تعيش اللحظة، أم توثقها، أيهما تُفضلين؟، تُرد على سؤالي: "نحن كمصورين نستمتع بكل الأجواء والمشاهد الرمضانية الخلابة قبل أن نوثقها، تلقائيًا تجد نفسك مغموسًا بكل هذا الجمال".

 

تعودنا كل سنة نحط تهنئة سعيدة لرمضان، هالسنة عملت تهنئة حزينة بقدر حزننا بدون القدس والأقصى .. هادا الفيديو عملته من قلبي ع أمل يوصل كمان لقلوبكم، كل عام وإنتو بخير يا حبايب? * أي حدا بده الفيديو بقدر يبعتلي ببعتله ياه بجودة عالية

Gepostet von Sara Dajani am Samstag, 18. April 2020

"روحانية الأقصى"

المسجد الأقصى.. لأول مرة فارغ تمامًا من المصلين في صلاة التروايح، ففي الأيام الأخيرة التي تسبق، شهر رمضان كان شباب الأقصى، يُجهزون لاستقباله، بتجهيز المظلات، والشوادر وأماكن الإفطار في الساحات، وأضواء الزينة الممتدة على البوابات.

تُعقب المصورة المقدسية بُحزن: "هي مرة واحدة في السنة، يُمكن لعشرات الآلاف الوقوف في ساحات الأقصى والصلاة فيها، هذا كان كفيلًا أن يصنع سعادتنا في رمضان، واستمتاعنا بأجوائه"، تنهيدة تقاطعها: "هذا العام نحن نشتاق كغيرنا".

5.jpg

وتُشير إلى أن المقدسين كانوا يتوقعون أن يكون شهر رمضان، هذا العام، دون أجواء، ودون تروايح في الأقصى، لكنّهم ظلّوا متعلقين بقشّة أمل "ألا يكون موجعًا إلى هذا الحد".

بعض المشاهد التي تأتي من القدس في رمضان، تبدو كـ "لوحات فنية"، لا يمكن أن تمر مرورا عابرًا عليها، لابد أنها ستسرق منك وقتًا أطول لتأملها.

كثيرة هي المشاهد التي يعيشها المصوّر قبل توثيقها، تحكي لنا "سارة" عن بعضها: "صلاة الاعتكاف، ودعاء الوتر في صلاة التروايح، يبكي الشيخ، فيؤثر على كل المصلين في ساحات الأقصى، جميعنا يستحضر أحزانه، وأوجاعه ودعواته فنبكي معه، مشهد رهيب يهز القلب، وربما نحن الآن بحاجة لهذه الروحانية".

أيضًا.. "لا يُمكن اختزال الروح المقدسية المتعاونة في أيام الجمعة برمضان بصورة أو مقطعٍ مصوّر، إن "المشهد أكبر من ذلك، حالة التطوّع التي تسود القدس من شبابها وأهلها، عندما يرون المصلين بعشرات الآلاف في الساحات، مُبهجة إلى حدٍ لا يُوصف"، تقول "سارة".

إذًا في القدس، كل التفاصيل تتكاثف، لتصنع في النهاية مشهدًا خلابًا، يجعّل من شهر الخير، فَرصة لينطق المقدسيون من أعماق قلوبهم "البلد إلنا واحنا أهلها".

وبارتجافة صوت المشتاق ختمت "سارة" الحديث: "حُرمنا من كل ذلك، شعرنا كأننا نُحرم أمهاتنا، القدس أمنا، هذا ليس تعبيرًا إنشائيًا هذا حقيقة إحساسنا تجاه مديتنا، لكنّنا على أملٍ أن يردنا الله إلى الأقصى ردًا جميلًا ولا يحرمنا أجر الصلاة فيه، صلاة عزٍ وتمكين".

7.jpg

8.jpg

9.jpg

4.jpg