الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

مخيمات نابلس تتناقل تفاصيل و"وجع" النكبة

حجم الخط
بلاطة00000.jpg
نابلس- سند

حملت الذكرى الـ 71 لـ "النكبة الفلسطينية" هذا العام فصلًا جديدًا من الألم والنكبات المتدحرجة المتواصلة، لجيل تقلص كثيرًا، بسبب الوفيات والحرقة على ضياع أرض الأجداد.

ورغم تلك النكبات إلا أن الأجيال لا زالت تتذكر كل تفاصيل "النكبة" وتحمل أملًا ما زال بالعودة حيًا.

زيارة الوجع

 قد يكون الوجع مختلفًا لدى المسن "أمين منصور" (أبو حاتم) من بلدة سلمة قضاء يافا، فللمرة الأولى يزور مسقط رأسه بعد أن استقر به مقام اللجوء في مخيم بلاطة شرق نابلس.

ويقول لـ "سند" إنه تمكن من زيارة "سلمة" بمرافقة طاقم من فضائية رؤيا الأردنية لتصوير مشاهد عن القرية، ويشاهد ما حل بقريته التي مسحت آثارها بشكل كامل بما فيها المقبرة.

وفي كل مناسبة يُحدّث أبو حاتم أحفاده الـ 43 كيف كان يحفظ قصائد اللغة الإنجليزية في المدرسة المتواضعة في سلمة، وما حل بالعائلة إبان النكبة.

وأشار إلى أن عائلته "قد تشتت" ليستقر بها الحال آواخر الخمسينات في مخيم بلاطة شرقي نابلس، عند وفاة مختار القرية موسى أبو حاشية.

لا طريق للنسيان

الحاجة سميحة أبو زر (أم أيمن) 80 عامًا، من بلدة المويلح التي تعرف بـ "رأس العين" قضاء يافا، تُصر على رواية قصصها لأحفادها في كل مناسبة.

تروي لأحفادها عن ذكرياتها في مسقط رأسها قبيل نكبة العام 1948، حيث هاجرت وعمرها نحو 8 سنوات، وانتظرت أكثر من 7 عقود للعودة دون أن تحين تلك اللحظات بعد.

أكثر من 50 حفيدًا وحفيدة للحاجة أم أيمن أضحوا يحفظون عن ظهر قلب حواديت جدتهم قبل عام 48، حيث بيارات البرتقال والينابيع والحياة الرغيدة والعادات اللطيفة والبساطة في كل شيء.

تتقاطر وسائل إعلام محلية ودولية إلى منزل أم أيمن مع اقتراب موعد إحياء ذكرى النكبة سنويًا، يطرحون أسئلة عن ظروف النكبة والآمال، دون أن يختلف الجواب رغم تقدم العمر.

ويشير مدير مركز يافا الثقافي، فايز عرفات، لـ "سند" إلى أن حلول ذكرى النكبة يفتح شهية كبار السن، وممن عايشوا سنوات الهجرة، للحديث عما مر بهم من أحداث ووقائع.

وبيّن أن تلك القصص يتخللها ارتقاء للشهداء على يد عصابات يهودية، وضياع أبناء أثناء الخروج من البلدات والقرى، وظروف صعبة في سنوات الإقامة بالمخيمات أوائل الخمسينات.

ويتابع: "المركز ينظم سنويًا لقاءات تجمع جيل الكبار مع الناشئة والفتيان، بهدف ربط الأجيال مع بعضها البعض، كما يسجل حلقات مرئية معهم لتكون أرشيفًا للأجيال القادمة".

المخيم الأكبر

عندما تسير في مخيم بلاطة وأزقته تشعر أن ذكريات اللجوء لازالت حاضرة، فالمخيم ببنيته المكتظة والمنازل المتلاصقة تشير لك للوهلة الأولى أنك دخلت لمكان يحترف سكانه صراع الوجود.

أسماء الشوارع لازالت تحمل أسماء المدن المحتلة في العام 1948، يافا وحيفا واللد والرملة، وأسماء الجمعيات، والعائلات لازالت تبحث عن بقاياها المفقودة.

مخيم بلاطة، وهو أكبر مخيمات الضفة المحتلة تأسس عام 1950 يبلغ عدد سكانه 23,000 لاجئ مسجل.

وتبلغ مساحة المخيم 0.25 كيلومتر مربع، وهو يقع ضمن حدود بلدية نابلس.

وينحدر أصل سكان المخيم من 60 قرية تابعة لمناطق اللد ويافا والرملة، وهناك العديد من السكان ممن ينحدرون من أصول بدوية.

تبلغ نسبة البطالة فيه، وفق وكالة الغوث، 25%، وهي تتأثر بسبب عدم إمكانية الوصول إلى سوق العمالة في الداخل الفلسطيني المحتل.

وأوضح رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة، أحمد ذوقان، لـ "سند" أن عدد سكان المخيم يزيد عن الرقم الذي تتحدث عنه الوكالة.

ونوه ذوقان: "الاكتظاظ داخل المخيم هو الأعلى في العالم، ويشبه الوضع في غزة، لأن مساحة المخيم لم تتغير منذ إنشائه عندما كان عدد سكانه 5 ألاف، والأن العدد تضاعف عدة مرات".

ويضيف أن للمخيم رمزية كبيرة في تاريخ القضية الفلسطينية "فإلى جانب كونه أكبر مخيمات اللاجئين، كان له صولات في مقارعة الاحتلال على مدار عقود طويلة".

وانطلاقًا من إجماع الأهالي على حق العودة، فإن تمثال مفتاح العودة يتموضع على أحد مداخل المخيم، قبالة بئر يعقوب المقدس لدى المسيحيين، والذي يدلل على حياة التسامح بين الفلسطينيين.

ولفت الناشط الشبابي عماد اشتيوي إلى أن مؤسسات مخيم بلاطة تنشط في ذكرى يوم النكبة سنويًا، وتركز على لقاءات كبار السن مع الأطفال.

وذكر أن الرسالة من تلك اللقاءات للعالم بأن "الكبار والصغار لا ينسون".

ويُحيي الفلسطينيون في 15 مايو/أيار من كل عام ذكرى "النكبة"، وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948.

وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح، إقامة "دولة إسرائيل".    

وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين.

وكان الـ 800 ألف يشكلون آنذاك حوالي نصف الشعب الفلسطيني ليتجاوز عددهم الآن قرابة الـ 5 ملايين لاجئ، يعيش معظمهم في مخيمات الشتات بالضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المضيفة لهم (الأردن، لبنان، سورية والعراق).