في ساعات المساء.. وأمام لوحة خشبية صغيرة تزينها شموع الإضاءة المخفية يجلس سعيد ربيع يتفقد كاميرته وسط السوق الشعبي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة استعداداً لالتقاط صور لمجموعة أطفال هناك.
واتخذ "ربيع" (31 عاماً) من اللوحة الخشبية هذه واجهة لـ "استوديو متنقل"، أسسه قبل 5 أعوام تقريباً بمشاركة شقيقه الأصغر أحمد.
كورونا
في البدايات كان يتواجد "ربيع" بشكل دائم في المنتجعات السياحية مثل: الشاليهات، والشارم بارك، إلا أنَّ أزمة كورونا أجبرته على التنقل للأسواق الشعبية، بعد إغلاقها أمام المواطنين خشية تفشي الفايروس.
ولجأ الثلاثيني "ربيع" لنقل مشروعه الصغير بعدما اشتدت ظروفه المعيشية والحياتية بعد أزمة كورونا، يقول: "كورونا تسببت لنا بضرر كبير ونحن لا نستطيع الجلوس في المنازل لأكثر من ذلك. لدينا أطفال واحتياجات ومستلزمات".
وعملية نقل الاستوديو لمثل هذه الأسواق يتطلب منه جهداً كبيراً؛ لأنها تحتاج لسيارة خاصة وهو ما يشكل عبئاً مالياً إضافياً عليه، وفقاً لحديثه مع مراسل "وكالة سند للأنباء".
ويشير إلى أن تواجده في المنتجعات السياحية ساهم في تكوين زبائن دائمين له وهو ما جعله معروفاً للناس لكن نزوله للأسواق الشعبية جعله يبذل جهداً مضاعفاً.
"عملت على خفض الأسعار وتقديم عروضات للناس من خلال صفحتي حتى أستطيع أن أجذب الناس"، كما يقول "ربيع".
هواية وشغف
درس "ربيع" تخصص التربية الفنية ولم يُكمل دراسته بسبب ظروف مرَّ بها يضيف: "في طفولتي أحببت الكتابة على الجدران والرسم، وكنت أمارس هوايتي في المدرسة والمسجد".
ومنذ ما يقارب الـ 5 سنوات فكر "ربيع" في تطوير شغفه وحبه، فاستهوته فكرة شقيقه أحمد الذي يصغره سناً والتي تمثلت بافتتاح مشروع "الاستوديو المتنقل"، وبدئا بالانخراط في عالم الرسم والفن.
ولاحقاً تطورت فكرتهما ليصمموا صفحة على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي بعنوان "ربيع اندزاين..خطاطون ومبدعون". وخلال هذه الفترة عمل الشقيقان سعيد وأحمد ربيع على التسويق لمشروعهما عبرها.
وتنوعت أعمالهما ما بين التصوير والنقش على الزجاج واللوحات والجداريات.
وعند سؤال "سند" عن طبيعة الخدمة المقدمة للجمهور أجاب أحمد "قدمنا العديد من الخدمات على صعيد تنظيم الحملات الإعلامية للمحلات التجارية من خلال تقديم تصوير منتجاتهم والبث المباشر".
أحمد (24) عاماً درس تخصص سكرتاريا الطبية، لكنه لم يجد فرصة عمل ما اضطر لأن يبحث عن مشروع صغير يخرجه من وحل البطالة يقول أحمد: إن "اهتمامي بالفن منذ صغري جعلني أنطلق بمشروع الاستوديو المتنقل".