مع بدء تخفيف إجراءات كورونا يقف الشاب أحمد مشتهى في وضعية الاستعداد لممارسة حركات فنون السيرك البهلوانية مع فريقه الذي تجمعهم هذه الرياضة الفريدة من نوعها في غزة.
شغف مشتهى (32 عاماً) تُجاه هذا النوع من الرياضات كبير، ولم يتوقف منذ تأسيسه لمركز تعليم فنون السيرك عام 2011 بواسطة فريق أجنبي كان يزور القطاع المحاصر باستمرار.
رياضة نادرة
وعبر فرص تدريب قدمتها مؤسسة جبل البلجيكية لـ 14 شاباً من الهواة لإتقان فنون رياضة السيرك تمكن "مشتهى" من وضع أولى دعائم هذه الرياضة النادرة بالقطاع.
ومع مرور الوقت باتت رياضة السيرك شغف "مشتهى" الدائم لطالما حلم أن يتقنها منذ صغره، وهو ما دفعه لأن يدرس تخصص التربية الرياضية بجامعة الأقصى عام 2008.
شروط نجاح الرياضة
ولكي يطير هواة السيرك في الهواء براحة تامة كما تشترط الرياضة فإنهم يحتاجون لمساحة واسعة، وهو ما لا يتحقق بسبب أن مكان المدرسة موجود في مساحة ضيقة لا تتعدى 180 متراً.
ولم يكن من السهل أيضاً على "مشتهى" تدبير أدوات السيرك في ظل عدم وجودها أصلاً في غزة، إضافة لأن إدخالها يحتاج لتنسيق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وإمكانات مادية كبيرة.
وتعويضاً عن ذلك قام الشاب بصنع أدوات بديلة محلياً ساهم في سند العجز إلى حد ما بالإمكانات مثل نجاحه بصناعة أداة التدريب على لعبة التوازن من خلال إعادة تدوير أنبوب بلاستيكي.
وبين "مشتهى" الذي تحاور مع مراسل "وكالة سند" أن تطوير الهواية يحتاج إلى أدوات حديثة ومعاصرة: مثل العمود الصيني، أمتعة الجمباز.
ومنذ انطلاق المشروع في 2011 عمل الثلاثيني "مشتهى" على تدريب أطفال صغار بين أعمار 7-15 عاماً على مهارات السيرك؛ وهو ما أضاف الكثير إلى مشروعه الرياضي، حسبما يقول.
مدارس تحتاج لدعم
أما الشاب ماجد كلوب فقد أسس مدرسة لتعليم فنون السيرك في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة عام 2011.
يقول أثناء حواره مع مراسل "وكالة سند" إنه أزمة كورونا أثرت على رياضة السيرك بغزة كثيراً؛ لأن التدريبات توقفت في ظل إغلاق المتنزهات والأماكن العامة.
ومع عودتها مرة أخرى لغزة بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية فإن شريان الحياة سيعود لهذه الرياضة.
ويتكون فريقه من 15 شاباً قام بتدريبهم بنفسه بعد حصوله على تدريبات مختلفة بواسطة الوفود الدولية التي كانت تهتم بهذا النوع في العالم مثل: مؤسّسة CISS الإيطاليّة، ومؤسّسة Taking Flight الإيرلنديّة.
ومن خلال هذه المؤسسات استمد "كلوب" (25 عاماً) دعمه من هذه الوفود لتمثل بداية تشكل مدرسة أسماها "مدرسة غزة للسيرك" استطاعت أن تخرج خلال السنوات الماضية مئات الهاوين لفنون السيرك.
ورغم عدم وجود مقر ثابت لمدرسة السيرك إلا أنها موجودة على شكل فريق شبابي يمارس شغفه وهوايته عبر التنقل من مكان لآخر في غزة سيما تقديم عروضاته أمام الجمهور الفلسطيني في الأماكن العامة والمنتزهات.
إلى العالمية
"كلوب" الموجود في العاصمة الإسبانية "مدريد" خرج من قطاع غزة قبل عامين بعد منحة وصلته من مدرسة كارمبا، وبعد تخرجه استطاع الشاب أن يوظف مهاراته في مؤسسة "بامبوليا" المتخصصة في فنون السيرك، وفقاً لما يسرد تفاصيل قصته لمراسل "سند".
ورغم محدودية الإمكانات في قطاع غزة فإن "كلوب" يجهز الآن مع فريقه بغزة للإعلان عن إطلاق المدرسة بشكل رسمي ليكون لها مقراً مرخصاً بشكل قانوني.
ويقول "كلوب" إنه يعمل حالياً على الوصول لهذا الإنجاز الذي يمكن أن يتحقق خلال أشهر عبر التشبيك مع أطراف ومؤسسات دولية.