الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

مسافر يطا ... رحلة صمود أمام الاجتثاث

حجم الخط
مسافر يطا 1 (1).jpg
الخليل- نزار الفالوجي – سند:

هناك في الجنوب الشرقي لمدينة الخليل، رحلة صراع دائم مع الاحتلال ومستوطنيه، تستهدف الإنسان الفلسطيني في كل تفاصيل حياته اليومية، من عمله ومزارعه مروراً في زواجه، وليس انتهاءً بتعليم أطفاله.

معركة دائمة بين أصحاب أرض، وبين مستوطنين، استولوا على الأرض عنوة، يسعون بكافة الوسائل لاقتلاع الفلسطيني وترحيله من موطنه الأصلي، وموطن آبائه منذ آلاف السنين.

في مسافر يطا وقراها ، قصة صمود ممزوجة بالعرق والدم، أهالي يقاومون اقتلاعهم ويتشبثون بأرضهم، يزرعون ويعيشون ظروفاً قاسية للغاية، في ظل تضييق الخناق عليهم بشكل يومي، وتغولٍ وملاحقة " إسرائيلية" لهم.

 وتنتشر العديد من الخرب والقري الصغيرة فيها، مثل المجاز، الفخيت، التبان، أم الفرج، التوان، خلة الضبع، مغاير العبيد، البقلة، شعب البطم، خلة الديب، وغيرها.

هولوكوست صهيوني

وتعتبر خربة "خلة الضبع" نموذجاً للهولوكوست الذي يمارسه الصهاينة ضد الإنسان الفلسطيني جنوبي الضفة الغربية.

إجراءات تعسفية اتخذت مراراً بحق الخربة، حيث هدمت قوات الاحتلال بيوت الخربة أكثر من مرة ، وكذلك "بركسات" للأغنام، وطمرت آبار الماء، ورشت الاراضي الزراعية بالمبيدات السامة، وهدمت مدرسة، وسممت العديد من المواشي.

"عذاب يومي"، سياسية ينتهجها الاحتلال ضد أهالي "خلة الضبع"، والقرى والخرب المحيطة بها، من أجل الضغط على سكانها الفلسطينيين لهجر القرى وترك أراضيهم.

بناء وحدات استعمارية

وحول تفاصيل صعوبة الحياة، يقول المواطن جابر علي الدبابسة (35 عاما) والذي يسكن خلة الضبع "إن سلطات الاحتلال داهمت أرضنا التي شيدت عليها مدرسة خلة الضبع الاساسية، والتي دمرتها قوات الاحتلال عدة مرات العام الماضي".

وأضاف لـ"سند" " لقد استولت على مرافقها، ومحتوياتها، ومنعت المواطنين من الوصول إلى المكان، واقتلعت عشرات أشتال الزيتون بزعم أنها أراضي دولة، كما جرفت أراضي في خلة الضبع في موقع المدرسة الاول".

وأكد الدبابسة إلى أن المواطنين سيواصلون زراعة الزيتون وفلاحة أراضيهم، والفضل يعود كذلك لوزارة التربية والتعليم التي أعادت بناء المدرسة فور هدمها ومصادرة محتوياتها في موقع مقابل للمكان الذي خلع الاحتلال منه مئات اشتال الزيتون.

 وأوضح أن سلطات الاحتلال أخطرت بهدم المدرسة وتدميرها مرة أخرى في مكانها الثاني قبل شهر تقريباً.

وبين منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان بالخليل راتب الجبور أنه في الوقت الذي تقوم به آليات الاحتلال باقتلاع أشجار الزيتون من الموقع الأول لمدرسة خلة الضبع، تقوم آليات الاحتلال على توسعة مساحات شاسعة في بناء وحدات استعمارية جديدة.

حرب ممنهجة

من جانبه، أشار المختص في مركز أبحاث الأراضي جمال العملة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي دمرت  في شهر يوليو/تموز الماضي مدرسة خربة خلة الضبع ببلدة يطا؛ بحجة بنائها دون ترخيص، دون توجيه إخطارات مسبقة بوقف العمل أو أوامر خطية بهدمها.

ولفت إلى أنه بتدمير الاحتلال مدرسة خلة الضبع، يكون قد دمر مدرستين خلال العام 2018 في محافظة الخليل، حيث  دمرت قوات الاحتلال العام الماضي مدرسة خربة زنوتا جنوب الخليل، ما شكل انتهاكاً لحق الأطفال في التعليم.

وذكر الحاج حسن دبابسه (67 عاماً)، من خربة خلة الضبع أن موظفين في "الإدارة المدنية الإسرائيلية داهموا الخربة، قبل تنفيذ عملية الهدم والمصادرة بيوم واحد، وأتلفوا الجدران الداخلية لمباني المدرسة.

وتوجهت مؤسسة "سانت ايف" الحقوقية إلى محكمة الاحتلال العليا بالتماس لمنع هدم المدرسة، وفي اليوم التالي، أصدرت المحكمة العليا أمراً احترازيا بوقف عملية هدمها لكن سلطات الاحتلال لم تكترث بذلك.

وقال:" لم يأبه الاحتلال لقرار المحكمة العليا بوقف هدم المدرسة، وبعد إبراز الأمر الاحترازي للقوة التي نفذت عملية الهدم، واصلت العملية وصادرت "الكرفانات"، واعتدت على المواطنين والطلبة المدرسة، ما أدى لإصابة عدد منهم.

متجذرين في أرضهم

من جانبه، قال رئيس مجلس قروي "التوانة" محمد ربحي ربعي إن قوات الاحتلال تحاول اجتثاثنا وإرغامنا على الرحيل بكافة الوسائل لتوسيع رقعة الاستيطان بمسافر يطا، ومنها خلة الضبع التي يقطنها 80 فردا تقريباً، يعتاش معظمهم من الزراعة والثروة الحيوانية.

وأوضح ربعي لـ"سند" أن الاحتلال قبل اقتلاع عشرات اشتال الزيتون جرف في الآونة الاخيرة عدة طرق رئيسية وفرعية بمسافر يطا، وقطع خطوط المياه، التي تغذي 17 تجمعاً سكانياً في مسافر يطا، للتضييق على المواطنين وإجبارهم على الرحيل لصالح الاستيطان.

وذكر ربعي أن ما يزيد عن 1500 مواطن يقطنون في مسافر يطا، وتمنعهم قوات الاحتلال من تشييد المدارس والمنازل والعيادات الصحية وشق الطرق، وتمنع توصيل الخدمات الأساسية لهم في تلك المناطق.

وطالب الجهات الفلسطينية والدولية ذات العلاقة بضرورة العمل على وقف الاستيطان الذي يصادر أراضي المواطنين في شرق يطا، والذي يهدف لتهجير السكان وإفراغ المنطقة من اصحابها.

ولفت ربعي إلى أن هدم المدارس واقتلاع أشجار الزيتون وغيرها من الاعتداءات لن تفلح في ثني المواطنين عن مواصلة حياتهم، وسيبقون متجذرين في أراضيهم التي يملكونها قبل الاحتلال وورثوها عن آبائهم.

مسافر يطا 3.jpg
مسافر يطا 4.jpg