الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"شهد".. الشهيدة والمولودة اليتيمة!

تقرير "الألعاب الإلكترونية" عدو خفي في بيوتنا

حجم الخط
غزة - وكالة سند للأنباء

انتشرت الألعاب الإلكترونية في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة جدًا، حيث أصبحت حديث الساعة في أغلب الوقت، خصوصا بين فئات الشباب والأطفال والمراهقين الذين يقضون معظم أوقاتهم أمام هذه الألعاب الإلكترونية.

وما بين مؤيد ومعارض، فمنهم من وصفها بالعدو المتسلل إلى المنزل عبر نافذة الانترنت لترويج أفكار مسمومة ومخاطر جمة، ومنهم من اعتبرها وسيلة تفاعلية لتحفيز عقول الأطفال واستكشافات التعلم.

في المقابل، رأى العديد من أولياء أمور بأن العزلة التي تعيشها شريحة كبيرة من الأبناء داخل غرفهم المغلقة دون أي نوع من الرقابة، هي التي تقودهم إلى الألعاب الإلكترونية وما تتضمنها من مخاطر.

وصدرت دراسات وأبحاث كثيرة من مؤسسات دولية وعربية تُحذّر من خطورة الألعاب الإلكترونية على الأطفال خاصة التي تحض على العنف والقتل.


ومن هذه الدراسات دراسة علمية لجامعة "أندرسون" بالولايات المتحدة الأمريكية والتي خلصت إلى أن الأطفال الذين يلعبون ألعاب فيديو جيم تحتوي على مشاهد عنف؛ لديهم ميول أكثر للعنف.


وأشارت دراسة أجريت عام 2017 من جامعة مونتريال بكندا إلى أن ممارسة ألعاب الفيديو تضر بالمخ خاصة عند الأطفال الذين يستخدمون بشكل رئيس منطقة من الدماغ تسمى النواة المذنبة أثناء اللعب، مما يسبب زيادة في كمية المادة الرمادية في نواة المذنبات، وسبق أن تم ربط المادة الرمادية بزيادة مخاطر أمراض الدماغ، مثل الاكتئاب والفصام.

سلبيات وإيجابيات وحذر واجب

وقال الخبير في تقنية وأمن المعلومات أشرف مشتهى، إن الألعاب الإلكترونية لها إيجابيات، كما أن لها سلبيات على حد سواء، ومن إيجابياتها أنها أصبحت توظف في تطبيقات التعلم، حيث تعزز الألعاب وظائف معرفية متعددة مثل الانتباه والذاكرة البصرية والتفكير والإدراك.

وأشار مشتهى في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إلى المهارات التكنولوجية المكتسبة من الألعاب الإلكترونية التي تنمي مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إلى جانب أنها تحسّن عمليات التفكير السريع والدقة ومهارة حل المشكلات نتيجة للسرعة التي تحتاج إليها مثل هذه الألعاب.

وفي السياق ذاته، حذر مشتهى من أن الألعاب الالكترونية قد يؤدي بالطفل إلى العزلة الاجتماعية، و الإدمان عند الشباب والأطفال، وتسبب خللاً كبيراً في علاقاتهم الاجتماعية

وتابع "أن الطفل يعتاد على السرعة في هذه الألعاب، ما قد يُعرّضه لصعوبة كبيرة في التأقلم مع الحياة الطبيعية ذات السرعة الأقل درجة، وهو الأمر الذي يقوده إلى الفراغ النفسي والشعور بالوحدة".

وأوضح مشتهى أن بعض الألعاب يجري استغلالها لتبادل المفاهيم والمعلومات والمعتقدات، مثل لعبة "الببجي" كالسجود للأصنام، والتي قد تجعل الطفل أو المراهق يعتنق معتقدات ومفاهيم ضد مبادئ مجتمعاتنا.

وحث مشتهى أوليات الأمور أن يكون لهم دور واضح تجاه أبنائهم، والرقابة عليهم، لتجنب وقوع أبنائنا ضحايا وجود غرباء في حياتهم.

دور تربوي

وقال أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى حسن القطراوي، إن الألعاب الإلكترونية انتشرت في بداية الثمانينيات مع التطور العلمي والتكنولوجي والاستخدامات المتعددة للحاسوب، فكانت نقلةً نوعية ومتميزة، وأصبحت مثار بحث وجدل كبيرين بالنسبة إلى أهميتها ودورها التربوي، وتأثيرها في الكبار والصغار.

 وبين في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن لها فوائد في تنمية المهارات، وخاصّةً مهارة التفكير والتخطيط، وبهذا فقد أصبحت هذه الألعاب محطّ اهتمام الجميع، وتُعد المرحلة المتقدمة من ألعاب الفيديو، ومرّت بمَراحل عديدة حتى وصلت إلى شكلها الحالي.

ودعا في السياق ذاته، إلى المتابعة المستمرة لنمط استخدام الأجهزة الإلكترونية وعدد الساعات التي يقضيها الطفل على الإنترنت يومياً.

وطالب الأهل بتشجيع الأطفال على انتقاء الألعاب التي تثري مخزونهم المعرفي وتعرفهم على الإبداع والمعرفة، باستخدام أسلوب الحوار البنّاء، والاستماع إلى آرائهم، وتجنب التهديد والعقاب، بل العمل على التقرب إليهم وتعوديهم على الحوارات الأسرية البنّاءة.

معاناة وقلق

من جهته، عبر ولي الأمر أحمد الخالدي، عن قلقه اتجاه هذا النوع من الألعاب، والذي بدت تظهر علىابنه البالغ من العمر (12 عاماً)، سلوكيات مختلفة ومشاكل دائمة وتوتر وعصبية نتيجة اللعب بهذا النوع من الألعاب.

وأضاف، في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن ابنه أصبح يفضل الجلوس بالمنزل والابتعاد عن الناس والأسرة والتواصل معهم إلكترونيا فقط.

وتوافقه الرأي، مريم وهي أم لطفلين مدمنين على لعبة الفورتنايت وبابجي، حيث تعاني منذ ما يقارب العام من تعلق أولادها التي تتراوح أعمارهم ما بين (9-15)سنة وظهور سلوكيات مختلفة عليهم ومشاكل دائمة وتوتر وعصبية نتيجة اللعب بهذا النوع من الألعاب.

ولفتت إلى أن أبناءها أصبحوا يبحثون عن أي بضاعة مطبوع أو مرسوم عليها لعبة الفورتنايت وبابجي، وكذلك الملابس.

وطالبت الجهات المختصة بالتحكم في تحميل هذه النوعية من الألعاب التي قد تسهم في تفكك الأسر.