الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

انفجار لبنان.. كارثة فوق همومه الخانقة

حجم الخط
انفجار بيروت
بيروت – وكالة سند للأنباء

في لحظة ما، تبددت الصورة، صاعقة هزت المكان، وأحالت كل شيء إلى رماد، أهوالٌ سقطت معها العقول والأذهان، وحارت في وصف ألمها الكلمات.

مساء دامٍ شهدته العاصمة اللبنانية بيروت يوم أمس الثلاثاء، حين دوى صوت انفجار صم الآذان وخطف معه عشرات الأرواح، ودفن تحت إعصاره جثثا لم تعلم أنها ستكون الساعة الأخيرة لهم ولأحبابهم، وأصابت أرواحا لا زالت ترزح تحت صدمة الذهول وهول المشهد.

مدينة منكوبة

جثث متفحمة، وأوصال أجساد تناثرت في أنحاء بيروت، وتائهين كثر في شوارع المدينة يرتجون جوابا يشفي وجع قلوبهم بمكان حبيب أو قريب أو ابن طوى ذكره لحظة الانفجار، ولم يُعلم له أثر، ليبقى الجميع معلقا أماله على "الانتظار".

عشرات القتلى والعدد لا زال مرشح للزيادة، تضج المستشفيات بآلاف الجرحى، لم تستوعب المدينة حجم المصاب، وتحليلات كثيرة لم تؤكد بوضوح سبب الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، وحمل معه إعصارا مدمرا لباقي المدينة.

نُكبت المدينة، ونكست أعلامها وأعلن فيها الحداد، ووحده الوقت كفيل بإظهار الصورة الكاملة، فماذا ستحمل الأيام لأهل بيروت ؟!

هيروشيما الجديدة

"هيروشيما" هذا هو الوصف الذي أطلقه محافظ العاصمة المنكوبة، وعيناه تتماسكان بصعوبة ألماً وحزناً، فالمدينة متعبة مرهق أهلها من قبل أن يحل بها ما حل فكيف ستمضي الآن؟.

لكنه يستجمع قواه ويقول إننا قادرون على الاستمرار وتطبيب الجراح وبلسمتها، رغم كل الصعوبات.

جريح يحمل جريحاً آخر، هكذا وصف طبيب لبناني الحالة داخل مستشفيات العاصمة، مبدياً فخره بعظمة الشعب اللبناني.

التضامن العربي والعالمي كان لافتاً، كيف لا والمشهد يعيد للذاكرة أصعب ما حل بالعالم من كوارث، ويعيد للأذهان صوراً حاول العالم نسيانها على مدار عقود لكنه لم ينجح، وظلت الصور تلاحقه وأرقام ضحاياها تؤرقه.

واللاجئ الفلسطيني المغلوب على أمره يصاب ويقتل في الحادثة، ويقف كتفاً بكتف إلى جوار أخيه اللبناني يطفئ الحريق ويجلي العالقين، ويبلسم الجراح ويسخر إمكانياته المتواضعة لأجل لبنان التي احتضنت لجوئه على مدار عقود سبعة ونيف مضت.

لبنان الغارق في مصاعب الاقتصاد وتعقيدات السياسة ومطاردة كورونا، لم يكن ينقصه أن تحل به الكارثة التي حلت، وهو يعيش الآن حالة صدمة وذهول في انتظار تكشُّف الحقيقة كاملة عما جرى وأسبابه ومن المسؤول عنه.