الساعة 00:00 م
الأربعاء 08 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.64 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.71 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

بالصور الشعب اللبناني.. يُخيط جرحه بيده

حجم الخط
990be5fd-4acc-4250-90e3-b4f3d20d7728.jpg
بيروت- وكالة سند للأنباء:

على وقع النكبة التي حلت في لحظةٍ هدوء المدينة، والتهمت في بركانها عشرات الضحايا وآلاف الجرحى، والكثير من المشردين الذين لا يطلبون سوى الأمان والاستقرار.

بيوتٌ سويت بالأرض، تبدلت معالمها، شوارعٌ شوهت ملامحها ولم يعرفها قاطنيها ولا السالكين فيها يوماً، مساحاتٌ كبيرة تحولت إلى بقعة من الرماد المتناثر، لتخلد معها آلاماً لن يشفيها مرور الزمن.

على أنقاض بيتٍ مدمر، يتشبثُ رجل بما تبقى من بيته من حجارة تكومت، ودفنت معها كل الذكريات، يبكيه بمرارة القهر ويرتجي من الله أن يغدو هذا الكابوس، وأن يستيقظٍ من واقعٍ سلب عقله وما ملكته يداه.

644f62cf-d30e-4954-883b-3952d253ddbb.jpg
242d994c-6b4f-462e-9b81-caf31f2858a3.jpg
 

مواساة المنكوبين

تقف المتطوعة الشابة سنا زيدان بجوار ذاك البيت، تواسي المنكوبين، وتعمل مع العديد من الفرق التطوعية على تقديم المساعدة للبيوت الذي التهمها الانفجار، وترك أهلها غارقين في هول الصدمة.

تركت سنا أبناءها وعائلتها وخرجت راكضة نحو تقديم العون مع أبناء شعبها جنباً إلى جنب، شاكرةً أن الله قد منّ على أطفالها بالنوم في بيتهم سالمين، بيد أن هناك الآلاف من الأطفال دون مأوى ينتظرون.

وعن الواقع الذي خلفه الدمار توضح زيدان لـ"وكالة سند للأنباء"، أن حجم الدمار على الأرض لا يمكن وصفه إطلاقاً، وتبقى شاشات التلفزة والصور عاجزة عن نقل الصورة الحقيقية بشكل كامل، وما يظهر هو جزء صغير من الصورة الكاملة.

تتجول زيدان بين أزقة البيوت ومن فوق الركام، تسأل عمّن يحتاج يد العون والمساعدة، قائلةً:" الكثير من كبار السن في البيوت لا يوجد لديهم من يساعدهم، أو يعينهم على ما ألمّ بهم، نحاول دخول كل بناية نسألهم عمّا يحتاجونه".

مشاهد التعاون واللُحمة بين الشعب اللبناني واضحة جداً، الكثير من الناس متواجدة تقدم المساعدة من غير أن تعرف من هي، أو انتمائها، الكل يُساعد الكل – كما تبين زيدان-.

وتضيف: "لا أحد هنا يعتمد على الدولة أو ينتظر منها المساعدة، القائمين في الميدان هم رجال الدفاع المدني، ورجال الصليب الأحمر، مجموعات من الناس والكشافة والجمعيات، الجميع يحاول المساعدة وتخفيف الألم قدر المستطاع".

انتشار فايروس كورونا لم يقف عائقاً أمام المتطوعين لتقديم المساعدة على المنكوبين، فيحاول المتطوعون توفير ما أمكن من الأدوات الوقائية اللازمة، خاصة في ظل انتشار غازات سامة، ووجود روائح سيئة ومؤذية.

539dac06-b298-4574-9a51-b021baab043d.jpg
 

مواقف مؤلمة

مواقف اكتوت بها قلب زيدان خلال عملها التطوعي، وعن أصعبها تتابع: "الرجل الذي أول من ظهر على وسائل الإعلام يناشد طواقم الدفاع المدني بإخراج عائلته من الأنقاض، يبحث اليوم الدموع تكوي وجهه، عن أوراقٍ طوتها الأنقاض تُثبت أنهم كانوا على قيد الحياة".

هويةٌ، أو أوراق ثبوتية، هذا مراد الذين سويت بيوتهم في الأرض، فبعد أن كان لهم بيتاً يبحثون اليوم عن بضع أوراق ثبوتية، علّ القدر يعينهم على شق طريق الحياة من جديد، بعد أن دهستهم ظروف الحياة وتركتهم في وحلٍ من الألم.

وتتابع زيدان: "الأطفال مصدومون جداً، يجهلون ما حدث، لا يفهمون شيء، الخوف يأكل قلوبهم، وبيوتهم مدمرة، هناك من يطلب ألعابه، وآخر غرفته، والأهالي أقصى ما يريدون منا تأمينه هو بعضاً من الحليب والحفاضات لأطفالهم".

"شعور صعب للغاية، القلب ينفطر على المشاهد المرّوعة، لو كان الأمر حرباً لكان أخفّ وطأة وهناك استعداد نفسي، لكن ما حصل، لا أحد قادر على استيعابه، يفوق التوقعات وتصور العقول وكل شيء، لقد كانت لبنان تعاني من قبل، فكيف الآن؟" كما تقول زيدان.

a64020a8-0d1f-49f9-946d-19e84748fcb9.jpg
06d08b50-cb60-4d16-852e-8be36ab76956.jpg
 

إيواء للعائلات

وعن المساعدات التي يقدمها المتطوعون، تشير زيدان إلى أن الأموال التي تصل من الخارج، نأخذها مباشرة، دون وساطات أو جمعيات، ونوصلها نحن كأشخاص مدنيين إلى الناس بأيديها، لأنه لم تعد هناك ثقة بأي جمعيات أو مؤسسات في الدولة.

وعن التلاحم المجتمعي توضح زيدان أن الناس الذين تشردوا ذهبوا إلى أقاربهم، وهناك فنادق تبرعت بالغرف التي لديها، وعائلات آوت عائلات أخرى لا تعرفها، وهناك الكثير من العائلات التي أبت الخروج من منزلها وآثرت النوم فيه، دون أبواب أو شبابيك، وأسقف مهدمة، إلا أنهم متمسكين بها.

وتلفت زيدان في حديثها، أن الشعب اللبناني ليس بحاجة إلى دولته، ولا يمكن انتظاره، فالشعب بجهوده الخاصة هو الذي يُساعد نفسه بنفسه، ويرقع آلامه بيده.

96633313-6390-4756-a769-526a978c0995.jpg
163c7122-2343-425a-8978-7fdf703ea7c6.jpg
 

مبادرات فردية

وتوضح الشابة المتطوعة دانا كزبر أن الأذى الذي حصل لبيروت كبير جداً، ولا يمكن وصفه، بيوت وشركات ومؤسسات تدمرت بشكل كامل.

وتقول كزبر لـ "وكالة سند للأنباء" أنه منذ اللحظة الأولى بعد الانفجار ذهب الشعب اللبناني للمستشفيات للتبرع بالدم من خلال مبادرات فردية، والكل يُضحي ويقدم كل ما يستطيع تقديمه من مساعدة سواء مالية أو معنوية.

وتبين أن هناك العديد من المشاهد المؤلمة جداً خلال عملنا، الأمهات تبحث عن أبنائهم المفقودين تحت الأنقاض، وتجد كبار السن يرفضون الخروج من بيوتهم وهي مدمرة، والأطفال يبحثون عن لقمة طعام بعد أن كانوا في بيوتهم سالمين مطمئنين.

وتشير أن الذي يذهب لبيروت ويُشاهد ما حدث على أرض الواقع، لا إرادياً سيبكي قهراً وحزناً وألماً على ما يحدث وما تشاهده عيناه من الألم.

وتوضح المتطوعة هدى قزيحة أن المتطوعين يحاولون المساعدة من خلال إزالة الزجاج والحجارة وتنظيف الشوارع، وتقديم الدعم النفسي للجميع وخاصة الأطفال من خلال جلسات التفريغ النفسي، والإسعافات البسيطة، وتقديم المساعدات المادية والعينية، ومعرفة احتياجات العائلات المنكوبة.

وتقول قزيحة لـ "وكالة سند للأنباء" أن المتطوعين يجلبون الأدوات اللازمة من بيوتهم، وعبر حملات التبرع وشراء أدوات التنظيف والأدوات الوقائية والخاصة بإزالة الركام.


e166f2ca-b51b-4342-a2fc-9224141e0fed.jpg
d0eafe06-5014-48ae-b0b9-2513cb9e3b96.jpg
ae076f59-645d-4350-9c65-69bc4e3ba1cb.jpg
3f8978d8-b3df-4ec6-8f67-37c4027c2176.jpg



7672c4b5-6373-438d-ad4b-1a32c64fd373.jpg
736c5698-09af-4b0f-bcd0-b7661d3dbc80.jpg
644f62cf-d30e-4954-883b-3952d253ddbb.jpg

96ba07df-a4d1-417e-ad4b-555cf192c706.jpg
9ce52c16-a695-4d75-a893-847f1964ceb4.jpg
7cb6cd76-8cd0-473f-a630-be05b1e4c461.jpg

3e554438-75e0-4715-9214-46b65dabb218.jpg
2f856f24-e700-4620-87f4-c79cce47d8f9.jpg