بجهوده الفردية، وإمكانياته البسيطة الذاتية استطاع الشاب هيثم الحفني إحداث نقلة نوعية في مجال علوم الفلك والفضاء في قطاع غزة، ورصد الظواهر الفلكية وتوثيقها.
وبدأت رحلة الحفني (31 عاماً)، عندما كان في المرحلة الابتدائية عندما لم يتمكن مشاهد تجربة في العلوم العامة عن استخدام الميكروسكوب وبعد عمل التجربة أخذ الطلاب واحداً تلو والآخر برؤيتها فانتهت الحصة ولم يتمكن من مشاهدتها.
وقال في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، "هذه التجربة أثرت بي وأصبح لدي الفضول في صناعة مايكروسكوب خاص بي لعمل التجربة في المنزل فتمت صناعة أول مايكروسكوب بسيط بإمكانيات بسيطة ومن يومها وأنا مهتم في مجال الضوء والبصريات".
وأضاف "أحب تحدي النفس وكانت لي مغامرات كثيرة خلال الدراسة حيث أن تجارب العلوم التي كنا نأخذها، أعمل جاهداً على تجربتها بنفسي، لا أحب الأشياء الجاهزة بل دائماً أحاول صنع أشيائي بنفسي حتى لو كانت تكلفني أكثر".
تطوير الموهبة والفكرة
وأضاف "بعد ذلك، قمت بصناعة أول جهاز بروجكتور لعرض صور ملونة على الحائط، واستخدمتها في رسم اللوحات الخاصة بالمناهج التعليمية".
وأوضح الحفني أنه "قام بصناعة مجموعة تلسكوبات متعددة الأغراض، كان أخرها التليسكوب العاكس والذي يعتمد عمله على المرايا العاكسة".
وتابع "كانت هذه التجربة لحظة فارقة في حياتي.. كيف لي أن أشاهد حقيقة كواكب المجموعة الشمسية التي كنا نراها في كتب العلوم وكيف أصبح الخيال واقعاً، للمرة الأولى أشاهد الزهرة والمشتري والأقمار الأربعة للمشتري والمريخ.. أخيراً شاهدت أجمل الكواكب زحل وحلقاته الرائعة".
والحفني خريج بكالوريوس التربية التكنولوجية، وخلال المرحلة الجامعية شارك في كثير من المعارض والمسابقات.
وقال "خلال المرحلة الجامعية تمكنت من تصنيع الكثير من الأجهزة الإلكترونية العملية من ضمنها جهاز تحليل المواد بالأشعة الفوق بنفسجية , وجهاز العرض التفاعليiTV".
ولفت إلى أنه تم بناء جهاز العرض التفاعلي iTV بناءً على تجارب قمت بها لجهاز البروجكتور أثناء المرحلة الإعدادية وتم التطوير عليه حتى أن وصل إلى إمكانية العرض من جهاز الحاسوب.
طموحات وتوصيات
ويطمح الشاب هيثم أن يكون في القطاع مرصد فلكي وبيئة حاضنة للموضوعات الفلكية، خاصة في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي يمنع توافر مثل هذه الأدوات.
ودعا لمنح المبدعين الفـرص والإمكانيات الممكنة لتحقيق آمالهم وطموحاتهم، "فالتكنولوجيا والأفكار الإبداعية في بلادنا لا تحتاج سوى مزيد من الاهتمام الجاد فهذا يؤدي لنتائج ذات قيمة عملية لتطوير منتجات جديدة أو لحل مشاكل تقنية بطرق وآليات إبداعية".
ويساهم الشاب الحفني بتجاربه وإبداعاته في تثقيف الأجيال من خلال تنظيم رحلات أو مخيمات لرصد الظواهر الفلكية من خلال الجهاز، كون القطاع يفتقر إلى مثلها نتيجة لمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخالها بفعل الحصار.
وختم الحفني حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، "كل تجربة أضافت لي الكثير والكثير وكل فشل وقعت فيه، علمني أن انهض من جديد مهما كان … وكل ليل مهما طال، علمني أن في نهايته فجر جديد".